بعد صدور قرار ضد نجل ملك البحرين
زاوية الكتابيكتب أنور الرشيد رسالته إلى الأسر الحاكمة الخليجية
كتب أكتوبر 8, 2014, 1:43 م 9773 مشاهدات 0
ناصر ابن ملك البحرين اتهمته أعلى محكمة بريطانية بتهمة تعذيب نشطاء سياسيين ، هذا ما طالعتنا به الأخبار يوم أمس ، جمال هذا الحكم يكمن في رمزيته للبقية الذين يعتقدون بأنهم خارج نطاق القانون يشرقون ويغربون بشعوبهم دون حسيب ولارقيب ، بعد هذا الحكم التاريخي أصبح طريق المحاكم مفتوح ليس أمام الشعب البحريني فقط وإنما أمام شعوب الخليج جميعها.
الشعب البحريني من أربع سنوات وهو يتعرض للتعذيب ورغم كل تقارير المنظمات الدولية وتقرير 'بسيوني' التي تؤكد تعذيب المعتقلين إلا أنه لاشعوب الخليج ولا منظماته ولا مثقفيه تحركوا مثل بقية البشر للمطالبة بحق الشعب البحريني بحياة كريمة ، لذلك وبعد هذا الحكم أهنئ الشعب البحريني بهذا الحكم وأذكر الأسر الخليجية الحاكمة بكتاب كريستوفر ديفدسون الذي توقع به انهيار الممالك الخليجية بعد خمس سنوات وتحدث به كيف ستؤول الأمور التي ستؤدي حتما لانهيار الأنظمة الخليجية والكتاب صدر سنة 2012 أي باقي على توقعه سنتين أو قل ثلاث سنوات ، طبعا كريستوفر باحث واستاذ جامعي وبريطاني يعني 'مايطق الطار مقلوب' مثل مانقول بمثلنا الخليجي ، والذي يتابع الأوضاع في الخليج يكتشف بأنها تسير في الاتجاه المعاكس للاستقرار ، وهناك هستيريا خليجية نتيجة للتطورات في المنطقة كلها وهناك شعور قوي لدى الأسر الخليجية الحاكمة بأنها لن تستمر إلى الأبد على كراسي الحكم والذي يدلل على ذلك البطش غير المسبوق والفساد الذي أصبح جزء من السياسة العامة في الدول الخليجية سواء الفساد المالي أو الأخلاقي أو حتى فساد بعض رجال الدين الذي انكشف به وعاظ السلاطين لدى العامة من الشعوب ، بالاضافة إلى انتهاء هيبة رجال الدين ويمكن للمتابع اكتشاف ذلك من خلال وسائط التواصل الاجتماعي ناهيكم عن دعوة هيئة الامر بالمعروف في السعودية الملك عبدالله لحمايتهم من نقد الشارع ، وغيره من فساد اصبح علنيا يتجلى مثلا في التجنيس السياسي واللعب بالتركيبة السكانية والتغيير الديمغرافي في حالة البحرين ليشكل ليس خطراً على اهل البحرين وحدهم وإنما على كل شعوب المنطقة ، فنحن أصبحنا في دولنا كشعوب اصلية اصبحنا اقلية ، كل ذلك لارضاء جشع الأنظمة ، لذلك لامجال اليوم للأسر الحاكمة الخليجة إلا طريقين
- طريق التصالح مع شعوبها والتحول لأسر مالكة تملك ولاتحكم
- أو طريق الدمار لهم ولشعوبهم وللمنطقة
لذلك خيار الممالك الدستورية هو الأقل كلفة والأكثر ادامة ، فإذا كان الحكم اليوم صدر ضد نجل ملك البحرين فلاتستبعدوا صدوره ضد ملك أو أمير فالغرب اعطاهم فرصة منذ نحو ستين عاما وقت التحرر من الاستعمار والحصول على الاستقلال عندما طالبهم بأن يجروا إصلاحات ، واعاد المطالبة لاحقا مرارا في احداث تالية ( وللتذكير طالب جورج بوش الأب الملك فهد بإجراء إصلاحات بعد حرب تحرير الكويت ١٩٩١ ) يعني أعطاهم فرصة قرابة ربع قرن ، وواضح الآن ان الغرب غير مستعد أن يدفع فاتورة تخلفهم بإدارة شعوبهم التي انتجت له داعش وجبهة النصرة وحزب الله وأهل العصبة وبوكوحرام وغيرها من منظمات ارهابية خرجت له من بطن التاريخ البائس.
اليوم عليهم مراجعة حقيقية ، وفرصتهم الذهبية اليوم بعد صدور الحكم ضد نجل ملك البحرين أن يتخذوا قرارا شجاعا بالتحول لممالك دستورية ، أقول ذلك من باب إسداء النصح ، قد لاترون ما نراه نحن الشعوب الخليجية وأنا صادق بدعوتي هذه ، فالشعوب الخليجية مُحتقنة وستنفجر إن لم يُنزع فتيل الاحتقان فاجعلوا الأمر بيدكم لابيد عمرو ، اتكلوا على الله وفكروا جيدا ولاتتبعوا نظرية نيرون الذي لاهو ربح بها ولا روما نجت من دماره ، ولكن الحقيقة أن روما بقيت وانتهى نيرون ، ولا اعتقد بأن احد عاقل يُريد أن ينتهي بهذه النهاية المأساوية ، وفي النهاية الأمر بيدكم ولازال في الوقت متسع للتفكير ، لذلك سبق وأن أطلقت نداء ورجاء للجميع علينا كشعوب أن نستعد للتغيير فهو قادم لابل نحن به الآن فما هي خطتنا في حال ما اذا انهارت الأنظمة ؟ الانهيار يمكن أن يحدث بساعة أو يوم أو أثنين ، ولكن مالذي يجب علينا أن نعمله في حال الانهيار؟ من حقنا كشعوب أن نضع لنا خطة طالما أن انظمتنا عاجزة عن حمايتنا من هذه التغيرات ، نحن نعرف والاسر الخليجية جميعها ودون استثناء تعرف بأنها عاجزة عن حماية أنفسها ناهيك عن حماية الشعوب الخليجية ، أيضا نحن كشعوب الخليجية علينا مسؤولية ولا يمكنني أن احمل الأسر الحاكمة وحدها المسؤولية أن أردت أن اكون موضوعي في طرحي ، فشعوب الخليج يجب أن ترفع صوتها لكي يسمعها العالم ، واقصد اصحاب الصوت المدني وهم الأكثرية ولكنهم متشرذمين وبعضهم نتيجة لخصومة مع فرقاء دينيين يُفضل الاستبداد الحالي على الاستبداد الديني مُطبقا نظرية نصف العمى ولا العمى كله.
وأنا أظن أن في الأسر الحاكمة بالخليج من هم على مستوى المسؤولية وسيتخذون قرارات تاريخية تحميهم وتحمي دولهم وشعوبهم .
رئيس المنتدى الخليجي لمؤسسات المجتمع المدني
تعليقات