لماذا يعيد أوباما تعريف الحرب البرية !

عربي و دولي

1559 مشاهدات 0


تتعالى القوة الجوية على خصمها، فتشكل الفجوة بينهما قطيعة على المستوى الانساني فيتلاشى الاحترام والإعجاب بالمنتصر لغياب النبل والفروسية في المناورة بين الطرفين .

وفي الحملة الجوية الحالية على داعش وبالرغم من ان مهام القوة الجوية المعروفة هي مهام قتالية،ومهام دفاعية،ومهام النقل؛ إلا ان مهمة القتال  جو/أرض ضد داعش قد طغت على بقية الاعمال الأخرى، حيث نرى القصف لشل قدرة مقاتلي الدولة الاسلامية لثني إرادتهم عن القتال.كما لم تتوقف مقاتلات التحالف عن شن الغارات لتجريدهم من آلياتها وأسلحتها الثقيلة ومهاجمة خطوط وشبكات مواصلاتهم  لمنع وصول المدد لساحات القتال.

ونفسيا لايعتبر مقاتلي داعش انفسهم  قد هزموا أو انهم الطرف الاضعف في المواجهة بدليل استمرار سقوط القرى والمدن بأيديهم واحدة  تلو الاخرى رغم زخم الغارات.

وذلك شعور نابع من عدم الاحترام والاعتراف بالخصم أو بقوته، فهو خصم جبان يشن غاراته من خلف الافق كما يرون .

لذا سيمضي وقت طويل قبل تفرق جمع داعش، فبدون الهزيمة النفسية يرى تنظيم الدولة الاسلامية سهولة في تعويض خسائره في الرجال والمعدات. فهل يغير أوباما من استراتيجية الحرب بالطيران ويأمر بحرب برية ؟

لاتملك واشنطن في تقديرنا فرصة لكسب هذه الحرب دون الحرب البرية، لكن رجال واشنطن المخاتلين لايمكنهم النكوص الصريح عن تعهدات سيد البيت الابيض أمام الشعب بعدم الانجرار لحرب برية. لذا سيدخلون العالم في متاهة معنى التدخل  البري وتعريف القوات البرية ، وعليه سيكون التدخل البري الاميركي مخاتلا  كواحد من الاشكال التالية :

- إرسال المستشارين بعد التحايل على طبيعة عملهم،حيث بإمكان الادارة الاميركية القول أنهم ينقسمون لثلاثة أقسام ؛ ففيهم خبراء تقنيات واتصالات،و وقسم آخر خبراء معارك عسكرية وميدانية لدعم المجموعات السنية على الأرض على شكل وحدات استطلاع تمهد للضربات الجوية يتحولون عند الحاجة الى نواة إنزال.

وآخرون مختصون بالعمليات الخاصة وقتال المدن والشوارع. وعليه سيمثل القسم الاول نزر يسير من حجم المستشارين الذين كانوا في خطاب لأوباما 475 عسكري فقط ، ثم بعد ان تقوى موقفه في الكونجرس أصبحوا 13 الف جندي أمريكي.

- رغم ان أي نوع من التعاون يستلزم اطارا إلا ان واشنطن لم تضع حتى الان اطار يمكنها من دعم القوات العراقية لتقوم بدور القوة البرية في هذه الحرب، وهناك حرق للمراحل وغموض في مراحل اخرى، فهناك حديث عن  تسليح القوات العراقية البرية وهذا امر يكتنفه محاذير ابرزها تشرذم مكونات الجيش العراقي وعدم وحدته مما يجعل الامر كتسليح ميليشيا ذات ولاء عقائدي في اتجاه واحد.

كما ان امتلاك العراق للأسلحة المتطورة خط احمر لدى المراقبين العسكريين في دول الجوار خوفا من ان يخلق هذا الجيش طاغية جديد.

يضاف لذلك الضبابية التي تحيط بكيفية تسلح الجيش العراقي والزمن المطلوب لاستيعاب الاسلحة ثم تعلم مهارات القتال بها.

أما البشمركة- لو جهزت لتقوم بالحرب البرية- فتواجه محاذير من بغداد وأنقره وإيران ودمشق على حد سواء.

وهنا يمكننا القول ان تهديدات داعش باستهداف الولايات المتحدة في عقر دارها أدت الى تراجع أوباما عن إرسال قوات أميركية برية للعراق.وسيكون الاعتماد على كتلة قوات برية مهلهلة وليست بنفس صلابة  وتجانس الوحدات البرية الاميركية.

وستتكون من الجيش العراقي الحالي مع البشمركة بنفس أسلحتهم، والمستشارين الامريكيين المتدثرين بمهمات أخرى،ومعهم قوات برية تحت بيرق التحالف من استراليا وتركيا أو من ستجبره واشنطن على الانضمام .ولهذا قال قادة التحالف ان الحرب ستستمر 4-10 سنوات .

د.ظافر محمد العجمي – المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك