يكتب ناصر المطيري عن ظاهرة أمية المتعلمين!

زاوية الكتاب

كتب 1067 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  /  أمية المتعلمين!

ناصر المطيري

 

تظهر معطيات نشرتها الأمم المتحدة حول عادات القراءة أن معدل ما يقرأه الفرد في أرجاء العالم العربي سنويا هو ربع صفحة فقط،وأظهر تقرير أصدرته مؤسسة الفكر العربي أن متوسط قراءة الفرد الاوروبي يبلغ نحو 200 ساعة سنويا بينما لا يتعدى متوسط كمية القراءة عند الفرد العربي لا يتجاوز 6 دقائق سنويا!وحسب احصاءات منظمة اليونيسكو، لا يتجاوز متوسط القراءة الحرة للطفل العربي بضع دقائق في السنة، مقابل 12 ألف دقيقة في العالم الغربي.
والمؤسف أن قضية أزمة القراءة في العالم العربي لا تحتل مكاناً في اهتمام جاد في المجتمع سواء على الصعيد الرسمي أو على صعيد الأوساط التي تدعي رعايتها للثقافة من نخب ثقافية وجمعيات متخصصة لتبقى ظاهرة العزوف عن القراءة أزمة صامتة تسبب التآكل الفكري وتفشي السطحية في العقلية العربية العامة.
نحن في أغلب الدول العربية نحتفي بالقراءة في أجواء مهرجانية سنوية من خلال معارض ضخمة للكتب أصبحت تمثل نوعاً من «الرياء الثقافي والأدبي» حيث يتباهى الكثير من العرب بشراء واقتناء الكتب والمجلدات من معارض الكتب لتبقى مركونة على الأرفف كجزء من الديكور الذي يزين أركان البيت حتى أصبحت بيوت الكثيرين منا عبارة عن مقابر للكتب التي يعلوها الغبار.
عوامل كثيرة أدت الى عزوف الشباب عن القراءة وظهور ما يسمى «بأمية المتعلمين» وهي عدم اكتساب عادة القراءة في الصغر من قبل الوالدين، فالقراءة عادة مكتسبة تحتاج لتركيز جميع الحواس وتفريغ الوقت ما يبعد الطلاب عنها والمضحك أحيانا تعرض الطالب الذي يتصفح بكتاب غير كتابه المدرسي الى توبيخ من قبل الوالدين أو حتى المعلمين بحجة أن التعليم لا يكون الا بالمنهاج المدرسي وغير ذلك مضيعة للوقت. والواقع أن المعرفة تراجعت الى درجة مزرية مما يهدد بالسقوط الحضاري للأمة.
ونحن في الكويت لدينا جهاز رسمي ضخم يُفترض أنه يختص برعاية الثقافة ودعمها وهو المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وهو مطالب اليوم بالالتفات بشكل جاد وفاعل الى التراجع الخطير الذي يشهده الاقبال على الكتاب في كل مستويات الأعمار بسبب التحدي التكنولوجي الالكتروني لشبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي خطفت العيون من قراءة الكتب مصدر الثقافة الأصيل.
على المجلس الوطني أن يبادر الى ابتكار وسائل تحفيز وتنافس لنشر ثقافة القراءة بين أفراد المجتمع خلاف الوسائل التقليدية غير المؤثرة كاقامة المعارض والمواسم الثقافية التي تتسم بطابع مهرجاني خاوي المضمون.
يجب أن تتكون قناعة مشتركة أن تنمية العقول بالقراءة والاطلاع وحرية البحث العلمي هي أساس تنمية المجتمع وأهم أركان بناء الدولة العصرية.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك