'داعش' خرجت عن سيطرة الجميع!.. برأي وليد الرجيب

زاوية الكتاب

كتب 681 مشاهدات 0


الراي

أصبوحة  /  ما هو الثمن؟!

وليد الرجيب

 

اتسع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في حربها ضد الدولة الإسلامية، بدخول بريطانيا وفرنسا والدنمارك وأستراليا وتركيا، والأخيرة التي كانت تعالج جرحى داعش في مستشفيات قرب الحدود مع سورية وتشتري النفط الذي تبيعه داعش بثلاثين دولاراً للبرميل، وتسهل دخول وخروج الإرهابيين، لابد وأنها طلبت ثمنا لمشاركتها في هذا التحالف، فما هو هذا الثمن؟

الثمن المعلن هو إزاحة حكم بشار الأسد وإيجاد منطقة حظر جوي في شمال سورية، والثمن غير المعلن هو دعم قوى المعارضة «المعتدلة»، وبالأساس الاخوان المسلمين في الحرب على الأسد، إضافة إلى دور إقليمي تتطلع له بديلاً عن إيران التي أعلن بعض مسؤوليها عن سيطرتها على اليمن، فأصبح الإيرانيون حسب قول هؤلاء المسؤولين سلاطين الخليج والبحر الأحمر وسورية ولبنان، وهم من سيرسم خارطة المستقبل في المنطقة كما ادعى هؤلاء.

وفي المقابل هناك تعهدات ضمنية لروسيا وإيران بعدم توجيه ضربة للأسد من قبل الولايات المتحدة والتحالف الدولي، فأصبحت الدول التي تحارب الاخوان وتعتبرهم منظمة إرهابية بين نارين، إما الدولة الإسلامية ذات التهديد المباشر وإما الأخوان المسلمين ذوو الإستراتيجية القريبة البعيدة.

فهل قدم الأميركان مثل هذا الثمن؟ أو على أقل تقدير تعهدات معينة؟ ربما، لكن الأمر الأكيد أن داعش خرجت عن سيطرة الجميع، وأصبحت تهدد حتى الدول التي قدمت لها الدعم المالي والسلاح والتدريب على الأرض، وحصلت على شعبية حتى بين شعوب بعض الدول الأوروبية بشكل عام.

والمعلومات الواردة أن الخليجيين المنضمين إلى داعش هربوا وأسرهم الجديدة إلى دولهم، والبعض هرب إلى تركيا، وهؤلاء مع الخلايا النائمة والمؤيدين لدولة الخلافة يشكلون خطراً مباشراً على هذه الدول، فمراقبة بعض الأشخاص في لبنان ثم في بعض الدول العربية، اكتشفوا أنهم حليقون ويتعاطون المشروبات الكحولية، وكل ما يثبت أنهم بعيدون عن التعاليم الإسلامية، وهنا مكمن خطورة هذا النوع من التسلل داخل الدول.

والتساؤل المحيّر، هو كيف تستطيع هذه العصابات احتلال مناطق جديدة مع هذه الضربات الجوية؟ وربما هذا ما دعا الولايات المتحدة أن ترسل 2300 جندي مارينز إلى الكويت، وتعلن أن مركزي التحالف هما فلوريدا والكويت، فعملياً تحولت الكويت إلى ساحة حرب، ناهيك عن الاستقطاب الطائفي الذي من شأنه تمزيق الوحدة الوطنية، رغم التوازنات الخارجية التي انتهجتها الكويت في علاقاتها الدولية والإقليمية.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك