ما يدور في الساحة ليس معارضة!.. هذا ما يراه حسن كرم
زاوية الكتابكتب أكتوبر 1, 2014, 12:36 ص 684 مشاهدات 0
الوطن
المعارضة عادت تتنفس..!!
حسن علي كرم
بعد سبات عميق عادت ما تسمى المعارضة المبطلة (اسم على مسمى) لتطل برأسها، وكأنها تريد ان تقول نحن قاعدون هنا، مع ان هذه المعارضة قد تناقصت اعدادها وتقصقصت اجنحتها وتقزم حجمها وتحشرج صوتها وبصراحة ما عادت تلك القوة السياسية التي تخيف أو التي تحسب الحكومة وخصومها لها حسابا..!!
فاليوم ليس كالامس، وما كان بالامس ثابتا غيرته الايام فأصيب بالوهن وتغير لونه ومن كان بالامس يجعجع ويملأ الشوارع والساحات عنفا وزعيقا دخل جحره وما عاد صوته يُسمع خارج الجحر، انها سنة الحياة، يوم لك ويوم عليك، فالمعارضة ما عادت معارضة، ولا يمكن ان نقول أو نسمي أو نطلق على تلك الثلة المحدودة بالمعارضة، فإن جمعتهم خسارة الكرسي الاخضر وصولجان النفوذ، لكن فرقتهم المواقف واختلاف الرؤى، فإن اتفقوا لكننا لا نصدق ان يتفق السلفي مع الاخواني أو يلتقي السلفي المتشدد مع الليبرالي أو يتفق القبلي مع الحضري والشعبوي الانتهازي المتلون مع من يدعي بالمبادئ والاصلاح، احمد السعدون هو من قال ان صفوفهم مخترقة وان بينهم جواسيس..!!
من هنا يفيد القول، لا توجد معارضة بالمعنى التقليدي الذي يسمى المعارضة، فهل يمكن مقارنة المعارضة التي يقودها احمد السعدون حاليا بالمعارضة التي كانت على ايام المرحوم جاسم القطامي والدكتور الخطيب والمرحوم سامي المنيس؟ فالمعارضة السابقة لم تكن تسعى للكرسي ولكنها كانت تحمل مبادئ وسياسات ورؤى اصلاحية تقدمية، فيما لا نلمس لدى رفقاء السعدون ما يدل على رؤى اصلاحية أو تقدمية، فهل نصدق ان السلفيين أو الاخوان أو القبليين يؤمنون بالتقدمية والانفتاح وباللحمة الوطنية؟ وان قالوها بأفواههم فلا يقولونها بقلوبهم، انهم يقولون بأفواههم بما لا تهوى قلوبهم، ولذلك فلا يمكن ان تطمئن الى هؤلاء انهم معارضة اصلاحية.
وتاليا لا يمكن ان نقول ان لهؤلاء مشروعا اصلاحيا يفيد البلد وينتشلها من وضعها المتردي الراهن الى وضع افضل، هؤلاء حدودا معارضتهم في الصوت الواحد وتوقفوا عند هذا، لا لأن الصوت الواحد يخالف الدستور أو لا يحقق التمثيل الحقيقي للشعب، وانما لأن الصوت الواحد لا يوصلهم مجددا الى الكرسي البرلماني..!!
السيد احمد السعدون يتحدث عن الدستور ويطالب الحكومة بتطبيق الدستور لكنه ينسى أو يتناسى انه اول من خرق الدستور عندما صوت ضد حقوق المرأة السياسية وضد حقوق المتجنسين، واحمد السعدون رئاسته للمجلس المبطل الثاني كانت فضيحة، تجاوزات دستورية بالجملة ترضية للاكثرية التي اوصلته للرئاسة، فإذا كانت الحكومة قد جعلت من مواد الدستور سلالم موسيقية، فلا نظن ان السيد السعدون تعامل بقدسية مع الدستورية.
لذلك نظن ان المحاولات الجارية في شأن تعديل الدوائر الانتخابية وتعديل الصوت الواحد الى قوائم مداراة لخواطر المقاطعين للانتخابات ما هي الا ردة وعودة الى الوراء، فالصوت الواحد قد اثبت نجاعته، ونذكر بأن السيد احمد السعدون هو اول من دعا الى الصوت الواحد والدائرة الواحدة، فأيش حدا ما بدا حتى يقلبوا ظهر المجن ويدعوا صوابية الخطأ ويخطئوا الصواب؟ هل لأن الصوت الواحد لا يخدم اجنداتهم الجهنمية وعلى الاخص الاخوان الذين انكشفوا على حقيقتهم وبانت سوءاتهم..؟!!
ما يدور في الساحة ليس معارضة، ولا يمكن ان نطلق على تلك المجموعة الموسمية بالمعارضة الوطنية التي تظهر فتختفي وتختفي وتظهر، هذه مجموعة متضررة خسرت الكرسي، فتسمت بالمعارضة..!!
تعليقات