لماذا الغارات الخليجية على داعش ؟!

عربي و دولي

3571 مشاهدات 0

داعش تحطم اسعار النفط

 

من القصص الموثقة ان بريطانيا قد أرسلت 'أولاد دايانا ' لولاية هلمند جنوب أفغانستان تحت غطاء من السرية في مهمة لم تستغرق لأحدهم إلا 3 اشهر.فيما خدم الامير الاخر في أفغانستان بالظروف نفسها دون الدخول في معارك .كما يوثق الدستور الأمريكي ما ينص على عدم مشاركة المرأة في القتال؛ فلم تجد طريقها لوحدات المناورة إلا قبل سنوات. وفي عالمنا الشرقي لا يوجد حضور قوي لفكرة قيادة إمرأة لمجموعة قتال؛ لكن الرائد طيار مريم المنصورى أثبتت القدرة ليس على قطع المسافة من قاعدة الظفرة الجوية الى مضارب عشائر داعش الهمجية، بل على اجتياز خطوط اجتماعية ملتهبة في كل طلعة لتلك البطلة الإماراتية.كما ان مما لايتسق مع الحرص المعتاد للقادة والساسة ومحرضي الجهاد الجدد ان يرسلوا اولادهم للجبهات ؛لكن الأمير الطيار خالد بن سلمان نجل ولي العهد السعودي،والأمير الطيار طلال بن عبد العزيز بن بندر بن عبد العزيز حالات استثنائية .فالمشاركة الخليجية في الحرب على داعش تتعدى في تقديرنا شعارات مكافحة الارهاب،ومحركات هذه القناعة كثيرة،ومنها :

- المشاركة الخليجية الحالية تدفعنا لاستذكار مشاركات عسكرية خليجية أخرى في مصر والأردن وسوريا والصومال والبوسنة والهرسك وأفغانستان،وليبيا .لكن ماسبق كانت مشاركات فردية، ولم نكن كلنا ضمن حملة جوية خارج حدود الخليج من قبل.وعليه فلابد ان تكون جدوى هذه المشاركة أكثر من أكلافها في الموازين الاستراتيجية.

- تجرب واشنطن في هذه الحرب طائرة F-22 Raptorوهي مقاتلة تكتيكية من مقاتلات الجيل الخامس. كما ستجرب في رؤوس داعش كل النماذج الأولية Prototypes من الاسلحة .فيما يطير ابطالنا على طائراتF-15 و-16 ؛وهنا نتسائل ألم تكن الاسلحة الاميركية لتغني عن طائراتنا من الجيل الرابع!

- هناك من يريد القضاء على داعش ليس في العراق فحسب،بل وفي سوريا وفي كل مكان تتواجد فيه خلاياها نائمة وقائمة.كما ان هناك من يعتبر ان إسقاط الاسد وعصابته في دمشق هدف استراتيجي،وبين هؤلاء من يرى ان الحملة على الارهاب يجب ان تشمل القاعدة و النصرة والإخوان المسلمين وغيرهم. فهل علينا تتبع تطور الديالكتيك لفيلسوف ألمانيا العظيم 'هيجل' لنفهم جزئية 'تنافر الاضداد' حتى ندرك دوافع هذا التجمع المتنافر!

يلاحظ المراقب للحملة تغير نوعية الاهداف،فالغارات قد تركزت منذ أسبوع على المنشآت النفطية لداعش،وسيتبعها مصافي كردية غير شرعية تكرر نفط الارهابيين. لقد تجلت الانتهازية كطبيعة بشرية انسانية لدى الكثيرين في تلك الانحاء ابتداء بعمال المصافي ومرورا بأهل الصهاريج ومحطات الوقود في المناطق القريبة بل والدول المحيطة. وبسيطرتها على منابع النفط و معامل التكرير،اصبحت«داعش» دولة نفطية زميلة لنا ليس عبر عضوية' أوبك'او 'أوابك' لكن برأس المدفع. وما كنا لنشعر بتهديد داعش كأرهابيين فقد كسرنا في الخليج شوكة القاعدة وفر صبيانها لجبال اليمن. لكن المزعج كان انتهاكهم حرمة العيش المشترك 'كدولة نفطية' حيث اخذت في التوسع في عملياتها القذرة بالبيع الرخيص وتحطيم الاسعار الذي له تداعيات خطيرة على مجتمعنا بما ينتج عنها من كساد وتهديد للاستقرار الاجتماعي. لقد تعاملت داعش مع النفط بنفس البدائية التي حاول صدام ان يقوم مسوغا احتلاله للكويت بعرض النفط رخيصا جاهلا تعقيدات سوق النفط.

وقبل نفط داعش بتسعين عاما،وفي العقير 1922م يستشيط'ملك الخليج 'بيرسي كوكس غضبا،ويحمر وجهه لتكرر أحد معاونيه البريطانيين داخل خيمة المؤتمر سؤال لم يكن يريد كوكس ان يسمعه عن سبب وجود المناطق المحايدة بين دول الخليج والعراق فيرد كوكس: أنه النفط أيه الاخرق' ! It's the Oil, Stupid '

كتب- د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك