الديموقراطية العربية دينية بامتياز!.. هذا ما يراه الدعيج
زاوية الكتابكتب سبتمبر 29, 2014, 12:50 ص 544 مشاهدات 0
القبس
الإرهاب رسمي
عبد اللطيف الدعيج
وزير خارجيتنا حاله حال كل المسؤولين العرب، أو الناطقين حقاً أو ادعاءً باسم الإسلام، ينتقد العمليات والافكار الإرهابية، بحكم انها «ليست من الإسلام». هذا ليس جديداً، فنحن نسمع «هذا ليس من الإسلام» كلما أنّ العالم من ممارسات غير أخلاقية أو غير إنسانية لبعض الجماعات الإسلامية، وعندما يكون العالم غافلاً أو غير معني، فإن وزير خارجيتنا وخلفه مناهج وزارة تربيته وبرامج وزارة إعلامه المفروضة على البشر، تحض وبلا مواربة أو غطاء على الجهاد.
دولة وزير الخارجية أو دولة الكويت، المفروض انها دولة مدنية. يحكمها دستور يبيح حرية العقيدة، ويضمن حق التفكير والنشر والتعبير. لكن حكومة السيد وزير خارجية دولة الكويت معنية بنشر المزعوم من فضيلة ومراقبة سلوك مواطنيها والحرص على تربيتهم، وفوق هذا كله حمل ما يتربون عليه ونشره في أقصى بقاع الأرض.. حتى إلى كأس العالم في البرازيل!
المسلمون سواء انتموا الى منظمة إرهابية مثل «داعش»، أو الى دولة ديموقراطية مثل الكويت. المسلمون هم المسلمون، وهم من يتعرضون للتحريض على السعي بحد السيف أو بحكم القانون، الى فرض معتقداتهم وايمانهم وسلوكياتهم على الغير.
«فرض» المعتقدات هو المشكلة وهو الإرهاب، سواء كان بحد السيف أم بالقوانين غير الديموقراطية التي تتفنن في تطبيقها بالدول العربية، التي هي في حقيقتها دول دينية بامتياز. حتى الدول المشاركة حالياً في التصدي لما يسمى بإرهاب «داعش»، كلها وبلا استثناء لديها قوانين تبيح فرض التدين والالتزام بالتعاليم الدينية لبعض المذاهب على مواطنيها، وعلى كل المقيمين في «ديار الإسلام». حتى الشعارات والأعلام الخاصة بهذه الدول مخصصة لنشر معتقداتها وتعميمها بالقوة، وتعبّر بشكل صادق لا ريب فيه عن ايمانها بضرورة تعميم معتقدات بنيها وسكانها على الغير.
في إمكان وزير خارجيتنا ان يردد «هذا ليس من الإسلام» متى وكيفما شاء.. لكنه لن يكون صادقاً إلا ان ألغت حكومته سلوكها وتربيتها الدينية، ولبست كما هو مطلوب ثوباً مدنياً معنياً بنشر التسامح والتعايش بين الناس، وليس فرض ما تعتقد أو تزعم انها تعاليم الإسلام عليهم.
تعليقات