صالح الشايجي يكتب عن خطورة عدم اختيار الطريق الصحيح في الحياة
زاوية الكتابكتب سبتمبر 27, 2014, 12:24 ص 964 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع / الحياة والخطأ
صالح الشايجي
من أكبر الأخطاء في حياتنا وأكثرها ضررا علينا، هو عدم اختيارنا الطريق الصحيح لكل منا في حياته.
وأظنّها طبيعة الحياة وسنّتها بدأت مع بدء دبيب أقدام الإنسان على الأرض، يتساوى في ذلك الإنسان الناجح والإنسان الفاشل.
سلسلة أخطاء، وخطأ ينجم عنه خطأ، تبدأ من سنوات الطفولة (والخطأ فيها مشترك بين والديه ومحيطه الاجتماعي)،
وفي المدرسة ثم في الحياة عامة.
قد يبدو مثل هذا الكلام صادما ومنطويا على شيء من الغموض وعدم الواقعية.
ربما هو كذلك في النظرة العجلى إليه، أما حين ندقق فيه ونغوص غوص المتبصر فيه، فنكتشف أنه حقيقة واضحة المعالم جلية المعاني.
المجرم ربيب السجون ربما يكون ضابطا ناجحا أو محاميا أو ربما كان سيحل محل القاضي الذي أصدر الحكم بسجنه، ولكن خطأ ما في حياته أو مجموعة أخطاء قد يكون هو مسؤولا عنها أو أن الآخرين هم المسؤولون عنها هي التي أدت به إلى هذا المصير وإلى أن يكون مجرما لا ضابطا ولا محاميا ولا قاضيا.
إذن هل الضابط والمحامي والقاضي، صاروا بما صاروا فيه لعدم وجود أخطاء في حياتهم؟
طبعا لا وبكل تأكيد، فالخطأ ليس سلبيا بصورة تامة يقضي على صاحبه قضاء مبرما، بل هو رحيم بصاحبه في حالات، وفتاك في حالات أخرى.
ومن صار حاكما ديكتاتوريا، صار على ما صار هو عليه، نتيجة خطأ أو أخطاء قد لا تكون أخطاءه هو بل أخطاء المجتمع الذي هو فيه والحياة بصورة عامة.
فثمة أخطاء يقع فيها الفرد ليس هو مسؤولا عنها بل هو ضحية لها، يرتكبها الآخرون ويقع هو فيها.
والإرهابيون والقتلة الذين تملأ أخبار جرائمهم صفحات الصحف وشاشات التلفزيون وأثير الإذاعة، هل هم الذين اختاروا لأنفسهم هذا المصير الأسود الوحشي، أم أن أخطاء الآخرين هي التي أوصلتهم إلى ما هم فيه من قتامة وبؤس وشقاء؟!
ألا يتحمل أوزارهم من زين لهم المصير الذي هم فيه، وأوهمهم بحمل أمانة أثقلت كواهلهم وحطت بهم؟
هذا الذي صيّرهم إلى هذا المصير ليس مجهولا، بل قد يكون الأهل والتربية والمجتمع والسلوك الثقافي والإنساني والبنية التي قام عليها هذا الفرد الإرهابي، ومثله السارق والقاتل والنصاب وإلى آخر مجموعة المنحرفين.
تعليقات