لا خيار للعرب إلا دعم الحملة على 'داعش'!.. هذا ما يراه وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 897 مشاهدات 0


الراي نسمات / لا خيار للعرب إلا دعم الحملة على 'داعش'! د. وائل الحساوي عندما اجتاحت قوات داعش مدينتي الموصل وتكريت وغيرهما في العراق قبل بضعة اشهر، هلل الكثيرون واعتبروه نصرا لاهل السنة في العراق، وخرج علينا بعض قيادات العشائر العراقية ليفتخروا بأنهم هم من كانوا وراء ذلك الانتصار الكبير، وان داعش لا دور لها وانه سيتم اقصاؤها من المشهد حالما تستتب الامور، وافتخروا بأن تلك الثورة العشائرية هي الرد الصحيح على ظلم المالكي واعوانه، وانهم قد تبين بأنهم نمور من ورق طارت منذ النفخة الاولى!! كتبت حينها محذرا من أن هذا الذي حدث قد لا يعدو كونه فخا تم نصبه لاجتثاث قوى العراقيين وتدميرهم، وذكّرت بأحداث مدينة حماة السورية عام 1982 التي ظن أهل سورية بأنها النصر المبين على أعدائهم، ولكنها كانت كارثة مدمرة عانت منها سورية عقودا طويلة وتم فيها إبادة أكثر من اربعين ألف نفس زكية بأبشع أنواع الأسلحة، والسبب الأساسي لتلك المآسي هو عدم الاستعداد الكافي لمواجهة الاعداء، والحماس المبالغ فيه! ونحن لا نلوم اهل السنة في العراق الذين لم يجدوا إلا السكوت على داعش من أجل تحقيق آمالهم ونيل حقوقهم. ها نحن نرى نهاية ذلك الفصل المسرحي في العراق وسورية، حيث تم تشكيل تحالف دولي من خمسين دولة - منها الكثير من الدول المسلمة- للتصدي لداعش، وبدأت الضربات الجوية للقوات الاميركية والغربية على معاقلهم، بينما تتولى القوات الحكومية العراقية والكردية حربهم على الأرض. وأتوقع ان يعاني الشعب العراقي كثيرا من تلك الحرب المدمرة التي لن تستثني أحدا، بل شاهدنا بالامس كيف شنت الطائرات الاميركية اعنف الغارات على مواقع جبهة النصرة في سورية مع ان التحالف كان موجها ضد تنظيم داعش، وجبهة النصرة بالرغم من انتمائها الى تنظيم القاعدة، لكنها لم ترتكب جرائم في سورية ضد الشعب السوري كما فعلت داعش. امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بآلاف التغريدات والمقالات التي تستنكر تحالف الدول المسلمة مع الغرب في ذلك العمل الذي ستكون نتيجته وبالًا على أهل السنة في العراق وسورية، بينما نرى الميلشيات الطائفية في العراق التي قتلت اكثر من مليون عراقي لاسباب طائفية، وهجّرت مناطق كاملة، نراها تسرح وتمرح وتستقوي بذلك التحالف لتحقيق المزيد من التمدد! ولعل الدكتور عبدالله النفيسي كان الاكثر صراحة حين ذكر بأن اهل السنة في العراق هم الخاسر الأكبر من ذلك التحالف، ونحن نشارك هؤلاء خوفهم ونعلم بأن نتيجة الحرب لن تكون لصالحهم، ولكن دعونا نكون اكثر صراحة: هل كنا نعتقد بأن دول التحالف قد تحركت في العراق لدعم ونصرة أهل السنة؟! وهل كنا نتوقع بأن يتصدى التحالف للميلشيات الطائفية التي هي صناعة أميركية بامتياز؟! وهل نلوم الدول الاسلامية المشاركة في التحالف ضد داعش وهي ترى امامها قوات همجية تهدد باجتياح بلدانها وسفك دماء ابنائها؟!لابد ان نتعامل مع الواقع وان ندعم التصدي لذلك الهدف الاهم في وقف تقدم داعش وتحرير الاراضي التي احتلها مع عدم السكوت على انتهاكات الميلشيات الطائفية في العراق وعلى انتهاكات النظام السوري المجرم الذي يعتبر السبب الاول وراء ما يجري اليوم في المنطقة!! ليس أسهل من ان نصب جام غضبنا على دولنا ونتهمها بالتآمر ضد قضايانا المصيرية والتفريط في حقوق شعوبنا تبعا للغرب، ولكن الواقع يفرض علينا البحث الجدي عن الحلول الناجعة لمشاكلنا التي استعصت على الاطباء الحاذقين بدلا من توزيع اللوم على الجميع.
الراي

تعليقات

اكتب تعليقك