ملياراتنا 'تسد عين العدو' وحكومتنا لا تقوى على إقامة مطار!.. منى العياف مستنكرة

زاوية الكتاب

كتب 933 مشاهدات 0


الوطن

طوفة عروق  /  المطار الجديد لن ينفذ في عامين.. كما وعد الرئيس!!

منى العياف

 

في السادس والعشرين من أغسطس الماضي طالعتنا الصحف المحلية بتصريح على لسان سمو الرئيس الشيخ جابر المبارك، وجه فيه رسالة الى وزير الاشغال يطالبه فيها بسرعة الانتهاء من طرح مشروع مبنى المطار الجديد (مبنى الركاب 2) مشدداً على ضرورة الانتهاء من الاجراءات خلال الأيام المقبلة!! وجاء ذلك على أثر ما أعلن عن ان المشروع قد تعثر بعد ان تأخر في طرح مناقصته، والتي تم التمديد لها من فترة انجازها من 120 يوماً الى عدة شهور!! ومما يثير الضحك - وهو ضحك كالبكاء - أن وزير الاشغال كان قد صرح قبل ذلك بانه لا داعي للاستعجال على الانتهاء من مشروع مبنى المطار الجديد، بحجة انه «مازال مطروحاً في لجنة المناقصات»!.
٭٭٭
يبدو ان تصريح سمو الرئيس جاء ذراً للرماد في العيون في تلك الفترة، فلو كان يدرك أهمية هذا المطار، باعتباره الواجهة الحضارية للكويت، وأنه أهم مشروع حيوي في خطة التنمية، وأنه كان من الأولى ان يهتم به جنباً الى جنب مع وزير الأشغال، لما حدث هذا التأخير من جانب المناقصات ولا صدر هذا التصريح المضحك من جانب الوزير.. بعدم الاستعجال.. ولما أعيد المشروع بعد ضياع 8 شهور في لجنة المناقصات ومازال، حيث طرح المشروع في بداية هذا العام ولمدة 120 يوماً، ثم تم التمديد على ان ينتهي في 22 ابريل الماضي!!.
٭٭٭
القصة كلها مؤسفة والاهمال فيها جسيم.. وتصريح الوزير يؤكد عدم الاهتمام.. والحاصل ان الوزارة قامت بالتمديد لأكثر من مرة للمناقصة لتسمح بدخول شركات منافسة ليكون الموعد الثالث في 23 مايو الماضي، ثم تم التمديد مرة رابعة حتى وصل لطرح المشروع في 22 يوليو الماضي كموعد نهائي!!، ومن سخرية القدر ان يستمر التمديد مرة خامسة بسبب التدخلات (خشمك أذنك)، حتى أبقت المناقصة قيد الطرح حتى الآن!! وخبر الأمس بالصحف يقول ان 2 نوفمبر المقبل آخر موعد!.
وبعد كل هذا الاهمال والتقصير نرى رئيس الحكومة منتفضاً وهو الذي كان قد وعد بأن المطار سينتهي تنفيذه في غضون عامين فقط.. وهو ضرب من الخيال لا يقبله عاقل ولكن كما يقال المثل «لو كان فيه غيم.. جان أمطرت»!!.
٭٭٭
نسبة كبيرة من الشعب يعشق السفر الى مختلف بلدان العالم وقد جابوا العالم من أقصاها الى أقصاها، وتنقلوا بين عشرات المطارات شمالاً وجنوباً.. شرقاً وغرباً.. ووجدوا العالم يمتلئ بالمطارات العصرية الحديثة التي لا توصف في روعتها ونظمها وراحتها.. وعندما عادوا الى أرض الوطن تسربت الى نفوسهم الخيبات والاحباطات، وروعهم ان يروا مطار بلدهم الغني بهذا الشكل «المزري».. أشبه ما يكون «المطار العاجز» الذي اكل عليه الدهر وشرب، الذي يفتقر لكل لمسات الجمال والراحة وأغلب خدماته معطلة!.
٭٭٭
لكن لا ألومك يا سمو الرئيس فأنت ووزراؤك جميعكم تخرجون من مطار خاص، لا تدرون معه ما الذي يواجهه الشعب الكويتي في المطار العاجزهذا، وكم من الاحباط والاحراج يشعرون به امام ضيوفهم، لكن لا حل لدينا الا ان يخرجنا سبحانه من هذا كله عاجلاً أم آجلاً!!.
عندما اطلعت على تفاصيل المطار الجديد والذي صممته شركة بريطانية، والذي من المقرر ان يستوعب 25 مليون راكب سنوياً حلمت بتحقيق هذا الحلم.. مع العلم ان دول المنطقة اليوم يشيدون المطارات رقم (3) ونحن مازلنا (مكانك راوح)!!.
٭٭٭
السؤال الذي يطرح نفسه يا سمو الرئيس هو: كيف ستنجز هذا المطار في غضون عامين كما وعدت؟! اذا كان الثاني من نوفمبر القادم هو آخر موعد لطرح مناقصة المشروع هذه (سنة كاملة) ضاعت هذا فقط في طرح المناقصة! - طيب - وبعد تلقي المظاريف وفتحها ودراسة العروض مالياً وفنياً ستكون السنة الثانية قد مرت، ثم هناك ملاحظة أخرى وهي ان العقد مكتوب فيه ان انجاز المشروع سيتم خلال 5 سنوات و6 شهور، هذا اذا تم تنفيذ ما هو مكتوب، واذا سارت الأمور بالمسطرة بدون «لزوم الشيء أعلاه»!.
اذاً المطار سينتهي في فترة تتراوح بين (7 - 10 سنوات)، هذا ما تقوله الأوراق والمستندات وما تكشفه الآلية التي سيتم العمل بها!.
٭٭٭
سمو الرئيس: لا تعليق لدي أكثر من ذلك، لكني أقول لك بصدق ان ما وعدت به لن توفي به ولن تحقق لنا أي تنمية تذكر، واموالنا تهدر بين هذا وذاك والكويتيون صابرون ينتظرون فرج الله!.
حسافة.. بلد فيها كل هذه الخيرات، والمليارات التي «تسد عين العدو» ومع هذا لا تقوى على اقامة مطار «حالها حال الناس» كيف نتوقع المستقبل؟ والأكثر سخرية وحسرةً ان خطة التنمية التي اهدرت فيها 37 ملياراً قد فشلت كما يقول المراقبون!، مما استدعى ان يخرج علينا سمو الرئيس بلقاء أخيرا ليؤكد ان هناك خطة جديدة قوامها 100 مليار دينار، ما يطرح عشرات التساؤلات: كيف ستنفذ هذه الخطة؟ ومن الذي سينفذها؟! وبمن من الوزراء وبأي طرق رقابة ومتابعة؟! والله لا ندري!!.. (الشق عود)!!.
سمو الرئيس.. وعدتنا في السابق بالكثير ولكن ذاكرة الناس ضعيفة او أصبحت لا مبالية ولكن «وعد عن وعد يختلف» فماذا انت فاعل اليوم؟!.
أكرر حسرة الكثيرين من أبناء الشعب الكويتي عندما يرون ان أميرنا الغالي يحمل الكويت الى العلياء، وهناك من يهوي بها من الداخل!!.
.. والعبرة لمن يتعظ!!.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك