عن سر 'اللاموقف الخليجي' من أحداث اليمن!.. يكتب ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب سبتمبر 24, 2014, 12:55 ص 1119 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية / الخليج بين فكي داعش والحوثي
ناصر المطيري
يلتف طوق الأخطار الأمنية حول الخليج من شماله حيث التمدد الداعشي الخطير والتحالف الدولي المحتشد ضده ومن الجنوب اليماني برزت حركة الحوثيين لتقلب موازين المشهد الإقليمي وتربك الحسابات السياسية في المنطقة.
هذه الأحداث المفصلية التي نشهدها اليوم وستتكشف تطوراتها الكبرى في قابل الأيام هي أحداث تمس الحدود والوجود لدول مجلس التعاون الخليجي ولكن وللأسف هناك حالة من الوهن السياسي انتابت الموقف السياسي تجاه أحداث اليمن وهذا الأمر بات مشهوداً وواضحاً، فجاء الصمت الخليجي بمثابة اقرار ضمني بالأمر الواقع الجديد حيث تحكم الحوثيون في مفاصل الدولة اليمنية في تكرار للمشهد اللبناني مع حزب الله الذي تحول دولة داخل دولة.
الأسئلة محيرة والإجابات صعبة وربما محظورة حول سر «اللاموقف الخليجي» من أحداث اليمن وكأن صنعاء لاتعنينا ولانستشعر توابع الزلزال السياسي الذي يهز اليمن اليوم وربما يعصف بنا غداً، فالمقدمات دالة على مايليها.
يحق لنا أن نسأل صانع القرار الخليجي هل الخطر الحوثي الذي سوف يقضم اليمن أقل من خطر تنظيم داعش في العراق وسورية حتى تحشدوا القدرات والمليارات له؟
علامة استفهام كبيرة نعلقها على حائط هذه الأزمة وهي التساؤل عن التقارب والتفاهمات الخليجية - الإيرانية الأخيرةوالتي تزامنت مع انقضاض الحوثي على صنعاء.. هل نحن أمام ترتيبات اقليمية جديدة وتوزيع أدوار وتغيير تحالفات بين القوى الدولية الكبرى والقوى الاقليمية؟ وما هو الثمن؟ ومن هو القربان القادم؟
ما نستطيع قوله في «حدود السقف المتاح» هو أن هناك غياباً وعدمية للاستراتيجية الخليجية الموحدة في التعامل مع الملفات الكبرى المحيطة والمحدقة في المنطقة، بل أصبح القرار الخليجي تائهاً تابعاً لا يعكس مصالحه الأمنية والسياسية، لذلك نجد الموقف الخليجي ضائعاً متناقضا بين داعش والحوثي، ولعلنا هنا نستذكر أيضاً من مضى من «أموات العرب» ونقرأ الفاتحة على روح الجامعة العربية!
تعليقات