القانون يدعونا إلى أن نكون خفراء على أوطاننا!.. برأي منى العياف
زاوية الكتابكتب سبتمبر 23, 2014, 12:18 ص 963 مشاهدات 0
الوطن
طوفة عروق / الشرفاء 'متآمرون'.. والمرتزقة 'أهلا للثقة'!
منى العياف
الفاسدون الذين ينخرون كالسوس في مجتمعنا لا يهدأون أبداً..
لا يهمهم شعب ولا دولة ولا مقدرات ولا مستقبل أجيال جديدة.. ولا مستقبل الوطن نفسه.. فهم يعيشون فيه «ترانزيت».. «يمصون دمه» اليوم «ويطيرون برحيقه» غداً.. كالطيور عندما تطير بأرزاقها في غفلة من الزمن!.
جرب هؤلاء الفاسدون كل الوسائل.. من التشويه والتشهير الى الاتهام والغمز واللمز.. ومحاولة الاقصاء والعزل.. مروراً باطلاق التهم الجزافية على طريقة «العيار اللي ما يصيب يدوش»..!!.
هؤلاء الفاسدون يحاولون ايهام الناس بأننا انتقلنا من معسكر الموالاة الى معسكر المعارضة.. غمز قبيح.. وكأنه كتب على كل صاحب رأي ان يبقى في موقعه أبد الدهر.. سواء كان الوضع صواباً او خطأ.. سواء كان الفساد عارماً أو كان الاصلاح بعيداً.
٭٭٭
غمز خبيث.. يروج له الفاسدون الانتهازيون الذين يفتقرون للرؤية والحجة والمواقف بل حتى القدرة على ايذاء معارضيهم بحيث يصدق الناس افتراءاتهم.. انهم عاجزون في كل شيء.. بلا استثناء يريدون من وراء هذا التشويه قطع الطريق على كل نداء مخلص يوجهه دعاة الاصلاح.. وحماة المجتمع من النهب والاستغلال والفساد.. بحيث لا يجد طريقه أبداً الى أولي الأمر.. حتى لا يهدم المعبد الذي شيدوه فوق رؤوسهم.. وينكشف زيفهم وتنفضح مخططاتهم التي تتلخص في جملة واحدة.. وهي سرقة ونهب الكويت، ولذا لابد من ان يخنق كل صوت يدعو للرقابة والحساب.. يدعو للتدقيق والمراجعة يدعو للثواب والعقاب.. يدعو لمحاربة الفساد والافساد!!.
حتى لا يصل صوت الشرفاء، لابد ان يعمل الفاسدون واللصوص على ابعادهم وعزلهم وتحجيمهم.. وإفقادهم لكل مصداقية.. وألصاق التهم بهم.. فاذا طالبوا بحق فهم يثيرون البلبلة، واذا طالبوا بمحاسبة فهم ينشرون الشكوك ويعيقون الاصلاح.. ويعرقلون خطط العمل.. واذا قالوا رأياً فهم يريدون تحقيق أهداف معينة ويعملون لصالح أهداف ومصالح شخصية.. واجمالاً فهم متآمرون على الوطن كله.. ولو امكن ان تعلق لنا المشانق.. لربما ما توانوا عن ذلك أبداً!!.
٭٭٭
المخلصون والشرفاء ضحية هؤلاء المفسدين على مر العصور.. وينالهم منهم الكثير من الأذى.. خاصة اذا كان المفسدون من كبار المتنفذين.. الذين يملكون كل شيء.. من السلطة والثروة الى النفوذ ومن أشباه الرجال الذين يخدمونهم ويعملون لهم وتحت إمرتهم طمعاً في الفتات.. خاصة من مرتزقة الاعلام والصحافة.. أو بعض ضعاف النفوس في الوزارات ومؤسسات الدولة المختلفة الذين اعتادوا الأكل على كل الموائد.. والتعيش على الفتات.. ومواجهة الشرفاء دوماً بالتشهير والاساءة والبذاءات.
التاريخ مليء بهؤلاء المرتزقة الذين يحملون مؤهلات شخصية عالية في الوضاعة.. والخسة.. هذه الفئة هي التي يقربها الفاسدون الى مجالسهم.. ويسعدون بنفاقها الرخيص.. وبقدرتها على تشويه الخصوم الشرفاء بشتى وسائل التشوية.. وبسبب تقريب هؤلاء من دوائر صنع القرار.. ومن كبار المسؤولين.. يتم طمس الكثير من الحقائق لأن هؤلاء يصبحون أهلاً للثقة.. اما الخصوم الشرفاء فانهم يوصمون بالمتآمرين.. وهم من يقسمون البلاد بين الصادقين الموالين او المتآمرين!!.
٭٭٭
وكل الهدف وكل العمل هو على شيء واحد، نهب خيرات البلد.. متجاهلين التاريخ الذي لن يرحم.. فحتماً سيظهر الحق عاجلاً أم آجلاً.
أننا عندما نقيم هؤلاء ونقيس مدى إيمانهم بالديموقراطية الحقة وبمفهومها الشامل الذي يستوعب الرأي والراي الآخر دون تفريط، فاننا نجدهم يسقطون في أول اختبار، فمع تمتعهم بالسلطة نجدهم يعملون على إبعاد المخلصين، وازاحتهم.. وتكتشف الوجه القبيح لهم، كما تكتشف عداءهم الأصيل للديموقراطية بشتى أنواعها، فهي عندهم ليست الا سلاحاً يستخدمونه ويوظفونه لتحقيق مصالحهم والشواهد كثيرة وسوف نأتي عليها في مقالات لاحقة باذن الله.
رسالتي ليس الى هؤلاء المنافقين أو المرتزقة.. وانما الى الشرفاء في وطننا– لا تجزعوا - فنحن يا أخوان نمارس أدوارنا طبقاً لما حدده الدستور والقانون وما تمليه المواطنة الحقة والتي تحث على ضرورة التعبير عن كل ما هو ايجابي، فالقانون يدعونا الى ان نكون خفراء على أوطاننا، وأن نتابع ونرصد كل مواقع الفساد وأن نشارك في مواجهة كل فاسد وأن نتحمل المسؤولية في البلاغ عن وقائع الفساد، وهناك قوانين متعددة تلزمنا بذلك، قوانين متنوعة من ادارية الى تجارية الى جنائية.
٭٭٭
واذا كان الدستور والقانون يلزمون المواطنين بالمواجهة والدفاع عن أوطانهم وحمايتها، فان هذا معناه ان تتعدد الآراء وتتنوع، هذا مؤيد وهذا معارض والنهاية لمصلحة الوطن.. لكن السؤال لماذا يخاف «هؤلاء المذعورون» من صرير قلم يكشف عوراتهم ويكشف فسادهم؟.
نعم يخشون هذا القلم ويخشون الرأي الذي يقول الحقيقة ويفضح العورات المستورة، لذلك فهم يجيشون «المرتزقة» في كل مواقع التعبير، ليعملوا بلا هوادة على تشويه كل مخلص على هذه الأرض وتقسيم المجتمع، فهذا موال وهذا معارض ومن ثم بالتبعية يصبح متآمراً!.
٭٭٭
يا لسخرية الأقدار.. لقد كتبت منذ شهور عن كثير من القضايا والتي أثبتت الأيام انها قضايا مستحقة واليوم وجدنا الاعلام المحسوب على هؤلاء يتناولها بعد ان انكشفت عورات سوء الأداء، من ترد في جميع الخدمات، الى توقف غالبية المشاريع الى هدر ميزانيات بملايين الدنانير، الى ان ثبت للكافة حقيقة ناصعة وهي ان البلد تديره «الدولة العميقة»، فهي مؤسسة فساد قائمة بذاتها، لديها جيوش من المتعاونين معها، جزء منهم يعتقدون بانهم يخدمون البلد ولكنهم لا يدركون انهم جزء من مخطط قبيح يريد ان يستولي على كل مقدرات البلد، ولكن السؤال الذي يجب ان يطرح بأعلى صوت هو: هل ما قاموا به سيخيفنا؟ هل ما قالوه عنا من كذب وتدليس يؤثر في قناعاتنا؟! نعلم ان الذين صدقوهم سيظلون يضعون المخلصين في دائرة التخوين، لكن الى متى؟!.
٭٭٭
هل بعد ان استمرأوا الكذب والتدليس سيطول بهم الأمد للقضاء على مكتسباتنا؟!.
هل سينجح معسكر الفاسدين في البقاء والاستمرار بينما البلد تصفى كما يقول المثل (من الشق الى الشق)؟!.
أسئلة كثير طرحها من سبقونا في مواقع مختلفة وفي أزمنة مختلفة ولكن انا على ثقة ان كل هذا سيذهب عاجلاً أو آجلاً وسينتصر الحق في نهاية الأمر، وسينكشف الفاسدون وسيعلم القائمون على سدة المسؤولية من هم الأوفياء ومن هم المتآمرون على وطن النهار.. وغداً للحديث بقية لاسقاط الكثير من اوراق التوت عن كل من تخاذل وتقاعس وأساء بحق هذا الوطن!.
.. والعبرة لمن يتعظ!!.
الوطن
تعليقات