معاريف: سليمان حذر الإسرائيلين من سيطرة حماس على الضفة إذا لم يساعدوا عباس

القاهرة - كشف النقاب الثلاثاء في تل ابيب عن تفاصيل الجلسة التي عقدها وزير المخابرات المصرية عمر سليمان، مع اعضاء الكنيست من حركة ميرتس ـ ياحد، الذين زاروا القاهرة في اوائل الاسبوع الجاري واجروا محادثات مع صناع القرار في مصر ووفق صحيفة معاريف التي اوردت النبأ، فان اللواء سليمان اتهم اسرائيل بانها هي السبب في عدم اخراج صفقة تبادل الاسري بين حركة حماس وبين الدولة العبرية. ولكن اللافت - حسبما ذكرت جريدة القدس العربي - هو تهجمه غير المسبوق علي حماس وعلي التنظيمات الاسلامية الاخري في فلسطين. وقال سليمان لاعضاء الكنيست الذين طالبوا بان تقوم اسرائيل بادخال مائة طن من الوقود الي قطاع غزة، انه لا حاجة لذلك وعلي اسرائيل ان تدخل فقط من 30 الي 40 طن فقط الي الفلسطينيين في القطاع، علي حد تعبيره. ووفق اقواله فان الوسطاء المصريين توصلوا الي اتفاق لاطلاق سراح الجندي الاسير جلعاد شليط، بموجبه تقوم اسرائيل باطلاق سراح الف اسير فلسطيني من سجون الاحتلال، ولكن الاصرار الاسرائيلي هو الذي افشل الصفقة علي حد قوله، لان الحكومة الاسرائيلية تصر علي انها هي الجهة الوحيدة المخولة بتركيب قائمة الاسري الذين سيتم اطلاق سراحهم، مشددا علي ان حكومة اولمرت صادقت علي اربعين اسما من القائمة التي شملت الف اسير سياسي فلسطيني. ووفق اقوال اللواء سليمان، فانه تم الاتفاق مع حركة حماس علي نقل شليط الي مصر مقابل اطلاق سراح 350 اسيرا، وبعد اعادته الي اسرائيل تقوم الدولة العبرية باطلاق سراح مائة اسير اخر، وفي القسم الثالث من الصفقة تقوم الحكومة الاسرائيلية باطلاق سراح 550 اسيرا فلسطينيا من سجونها، وذلك كبادرة حسن نية خاصة من قبل اولمرت للرئيس الفلسطيني محمود عباس. واضاف الوزير المصري قائلا ان الصفقة لم تخرج الي حيز التنفيذ بسبب النقاش الدائر حول قائمة الاسري الذين تريد حماس اطلاق سراحهم والذين يصل عددهم الي 350 اسيرا، اذ انها وافقت علي اربعين اسما فقط، اما الباقون فقد ابلغت الجانب المصري انها ليست مستعدة باي حال من الاحوال الافراج عنهم، وانها تريد ان تركب القائمة بنفسها، وعلي حركة حماس ان توافق علي الشرط الاسرائيلي لكي تخرج صفقة تبادل الاسري الي حيز التنفيذ. واضافت الصحيفة ان الحكومة الاسرائيلية تتصرف علي هذا النحو لانها لا ترغب في ان تكون رهينة بأيدي القائمة التي اعدتها حماس، ويعتقد الجنرال سليمان انه يتحتم علي اسرائيل ان تكون مرنة وان تمنح حماس فرصة اختيار الاسري، بحيث يكون لها الحق في التداول علي الاسماء المرفقة مع القائمة. اما بالنسبة للوضع الداخلي الفلسطيني فقد قال اللواء سليمان لاعضاء الكنيست الاسرائيليين انه يتحتم علي رئيس السلطة عباس ان يبدأ بانجاز الامور التي تتعلق بشعبه، لان هذا الامر هو العامل الوحيد الذي يستطيع كبح جماح التنظيمات المتطرفة في فلسطين. وأشار الي انه علي الاسرائيليين ان يدركوا ذلك، لافتا الي ان الرئيس الفلسطيني بقي تقريبا بدون اجهزة امنية، وبدون عتاد واسلحة، وبالتالي سأل الاسرائيليين كيف تريدون منه ان يحارب حركة حماس واضاف الوزير المصري، علي الحكومة الاسرائيلية ان تسمح بان يقوم بمحاربة المتطرفين في الضفة الغربية المحتلة دون ان يقوم جيش الاحتلال بعرقلة هذه العمليات، علاوة علي ذلك فان اسرائيل ملزمة بتزويده بالاسلحة والعتاد العسكري لضمان نجاح مهمة التغلب علي حماس في الضفة، وان يتمكن من حل الميليشيات وجمع الاسلحة غير المرخصة من افرادها. واكد انه في حال مواصلة اسرائيل عدم مد يد العون للرئيس الفلسطيني، فان الضفة الغربية ستسقط بأيدي حركة حماس، علي حد تعبيره. واعرب عن امله في ان يتجند المجتمع الدولي لمساعدة عباس، مؤكدا انه يعول علي المبعوث الجديد لمنطقة الشرق الاوسط توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا السابق. واضاف قائلا للاسرائيليين انه لا مفر من اعادة التعاون الامني بين الاجهزة الامنية الفلسطينية والاسرائيلية لاعادة الثقة بين الطرفين، مؤكدا ان عباس يشتكي دائما من انه يتلقي الوعود ولكن حكومة اولمرت القوية في الكلام والضعيفة في التنفيذ، لا تقوم بتنفيذ التعهدات لعباس، وعباس محق في هذه القضية، برأي الجنرال سليمان.