الذكرى الـ 13 لأحداث سبتمبر
عربي و دوليتفجيرات غيرت مسار السياسة الأمريكية منذ 2001
سبتمبر 10, 2014, 9:01 م 1806 مشاهدات 0
تمر اليوم الثالثة عشر لاحداث تفجيرات 11 سبتمبر، ويعود الزمن إلى يوم الثلاثاء 11 سبتمبر 2001 نفذ 19 شخصا على صلة بـتنظيم القاعدة هجمات باستعمال طائرات مدنية مختطفة. انقسم منفذو العملية إلى أربعة مجاميع ضمت كل منها شخصا تلقى دروسا في معاهد الملاحة الجوية الأمريكية. وتم تنفيذ الهجوم عن طريق اختطاف طائرات نقل مدني تجارية، ومن ثم توجيهها لتصطدم بأهداف محددة.
وتمت أول هجمة حوالي الساعة 8:46 صباحا بتوقيت نيويورك، حيث اصطدمت إحدى الطائرات المخطوفة بالبرج الشمالي من مركز التجارة العالمي.
وبعدها بدقائق، في حوالي الساعة 9:03، اصطدمت طائرة أخرى بالبرج الجنوبي. وبعد ما يزيد على نصف الساعة، اصطدمت طائرة ثالثة بمبنى البنتاغون. الطائرة الرابعة كان من المفترض أن تصطدم بهدف رابع، لكنها تحطمت قبل الوصول للهدف.
حدثت تغييرات كبيرة في السياسة الأمريكية عقب هذه الأحداث، والتي بدأت مع إعلانها الحرب على الإرهاب، وأدت هذه التغييرات لحرب على أفغانستان وسقوط نظام حكم طالبان، والحرب على العراق، وإسقاط نظام صدام حسين هناك أيضا.
وبعد أقل من 24 ساعة على الأحداث، أعلن حلف شمال الأطلسي أن الهجمة على أي دولة عضو في الحلف هو بمثابة هجوم على كافة الدول التسع عشرة الأعضاء. وكان لهول العملية أثر على حشد الدعم الحكومي لمعظم دول العالم للولايات المتحدة ونسي الحزبان الرئيسيان في الكونغرس ومجلس الشيوخ خلافاتهما الداخلية. أما في الدول العربية والإسلامية، فقد كان هناك تباين شاسع في المواقف الرسمية الحكومية مع الرأي العام السائد على الشارع الذي كان أما لا مباليا أو على قناعة بأن الضربة كانت نتيجة ما وصفه البعض «بالتدخل الأمريكي في شؤون العالم».
بعد ساعات من أحداث 11 سبتمبر، وجهت الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن. ويذكر أن القوات الأمريكية ادعت أنها عثرت في ما بعد على شريط في بيت مهدم جراء القصف في جلال آباد في نوفمبر 2001 يظهر بن لادن وهو يتحدث إلى خالد بن عودة بن محمد الحربي عن التخطيط للعملية. وقد قوبل هذا الشريط بموجة من الشكوك بشأن مدى صحته. ولكن بن لادن -في عام 2004 م- وفي تسجيل مصور تم بثه قبيل الانتخابات الأمريكية في 29 أكتوبر 2004 م، أعلن مسؤولية تنظيم القاعدة عن الهجوم.
وتبعا لمكتب التحقيقات الفيدرالي، فإن محمد عطا (واسمه الكامل محمد عطا السيد) هو الشخص المسؤول عن ارتطام الطائرة الأولى ببناية مركز برج التجارة العالمي، كما اعتبر عطا المخطط الرئيسي للعمليات الأخرى التي حدثت ضمن ما أصبح يعرف بأحداث 11 سبتمبر.
وعلى الرغم من أن أحداث 11 سبتمبر لم تكن أول عمل إرهابي في الولايات المتحدة، إلا أنها شكلت نقطة تحول كبيرة في تاريخ الولايات المتحدة، سواء من حيث سياستها الداخلية أم الخارجية، أم على صعيد الحفاظ على أمنها القومي، وإعلان مفهوم 'الضربة الاستباقية'، حيث تحول المفهوم من الرد على هجوم فعلي إلى المبادرة بالهجوم لمنع هجوم محتمل، وهي الاستراتيجية التي اعتمدتها الولايات المتحدة بعد هذه الأحداث برئاسة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن.
غير أن محللين يرون أنه على الرغم من أن استفادة واشنطن من أحداث 11 سبتمبر، إلا أنها لم تتمكن من فرض سيطرتها على العالم.
ومثلت هجمات 11 سبتمبر منذ البداية تحدياً كبيراً للأمن القومي الأميركي، حيث أعلن الرئيس بوش عند وقوعها أن الإحساس الأميركي بالأمن تعرض إلى هزة كبيرة، ما يعني أن الولايات المتحدة غير محصنة ضد الهجوم، وهو الأمر الذي أدى إلى قيام الولايات المتحدة بمراجعة منظومة الأمن القومي، بهدف سد الثغرات التي كشفت عنها تلك الهجمات، والعمل على منع حدوثها في المستقبل.
وأخذ ذلك شكل مراجعة للعددية من الأجهزة والسياسات المرتبطة بالأمن القومي، منها إعادة الأمن للجبهة الداخلية، واشتملت على إنشاء مكتب للأمن الداخلي، والتنسيق بين المؤسسات المختلفة لمواجهة الإرهاب، والمساعدة في أعمال التخابر ضد الإرهابيين، وتطوير أجهزة وبرامج تدريبية للكشف عن الهجمات البيولوجية والكيماوية والنووية، وإصدار قوانين مكافحة الإرهاب وأمن الطيران، أهمها ما عرف باسم القانون الوطني لعام 2001. وتقدمت الإدارة الأميركية بهذا المشروع بعد الهجمات الإرهابية بفترة وجيزة، ووافق عليه الكونغرس.
كما تمت إعادة هيكلة وزارة العدل ومكتب المباحث الفيدرالية، والتي لعبت وزارة العدل دوراً هاماً في حملة مكافحة الإرهاب برئاسة وزير العدل أو المدعى العام الأمريكي جون أشكروفت.
أما البعد الخارجي للأمن القومي، فتمثل في مراجعة سياسات الاستخبارات والدفاع، بعد أن تعرضت أجهزة الاستخبارات الأميركية إلى انتقادات شديدة، لفشلها في توقع أو منع الهجمات على الرغم من ميزانيتها الضخمة البالغة التي قدرت آنذاك بـ 30 مليار دولار سنوياً، وفشلها في تقديم دليل دافع يثبت تورط زعيم تنظيم القاعدة حينها أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة في تلك الهجمات.
على صعيد آخر، وفي سياق العلاقات الدولية بعد هجمات 11 سبتمبر، يرى محللون أن هذه الأحداث أثرت بشكل كبير في التوازنات الإقليمية والعالمية بين القوى الفاعلة في المجتمع، وهي الصين وروسيا واليابان، التي كانت لديها رغبة وطموح في تحدي ومواجهة الولايات المتحدة لتقليص سيطرتها على العالم، معتبرين أن واشنطن لم تتمكن بعد من سيطرتها على العالم، بل بالعكس، فإن توازنات جديدة دخلت على طريق.
ويؤكد مراقبون أن التوازنات الإقليمية في العالم اختلت قليلاً بعد الهجمات، وأن دول العالم الآن لا بد لها من التحالف على المصالح المشتركة.
وربما كان متحف 11 سبتمبر التذكاري الوطني، والذي يقع على عمق 20 متراً تحت الأرض، وتحيطه جدران خرسانية وصخور قبيحة المنظر، أحد أكثر المتاحف كآبة في العالم.
والهدف من إقامة المتحف الذي يخلد ذكرى ضحايا الهجمات الإرهابية التي وقعت في 11 سبتمبر 2001 بنيويورك، هو أن يكون مكاناً للتعبير عن الحزن وإحياء للذكرى وبعثاً للأمل، ومع ذلك، أصبح هذا المتحف أيضاً موقعاً مثيراً للجدل. ومنذ أن تم افتتاح المتحف في مايو الماضي، اجتذب أكثر من 900 ألف زائر، ومن المتوقع أن يصل عدد الزوار إلى المليون بحلول الذكرى الثالثة عشرة للهجمات غداً الخميس.
تعليقات