استنفار في دمشق

عربي و دولي

اشتعال جبهاتها الشمالية والشرقية.. والنظام يحشد لتطويقها

807 مشاهدات 0

استنفار في دمشق

استنفر النظام السوري في دمشق، أمس، وسادت حالة من التوتر إثر إشعال قوات المعارضة جبهات شمال وشرق العاصمة السورية دمشق، المتصلة مع الغوطة الشرقية. واحتدم القتال في بلدة الدخانية، التي دفع النظام إليها بتعزيزات إضافية لاستعادتها وتطويق قوات المعارضة ومنعها من التمدد إلى أطراف المتحلق الجنوبي، واستهداف أحياء دمشق القديمة بقذائف الهاون، وتوسيع نطاق عملياتها إلى جرمانة. وجاء ذلك بينما ارتفعت حصيلة القصف الحكومي على الرقة ودير الزور لاستهداف معاقل تنظيم «داعش» إلى 60 مدنيا على الأقل، بينهم أكثر من 10 أطفال خلال يومين.
وقالت مصادر بارزة في المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط» في ريف دمشق إن سيطرة المعارضة على بلدة الدخانية «تهدد النظام في معقله في دمشق، إذ تتيح لقوات المعارضة استهداف العاصمة السورية، وقطع طريق المتحلق الجنوبي»، مشددة على أن الهجوم على الدخانية «كان محضرا سلفا، وتمكنت خلاله المعارضة من إحكام السيطرة عليها قبل أن تحشد قوات النظام وتقتحمها من غير أن تتمكن من استعادة السيطرة عليها حتى الآن». وأكدت المصادر أن القوات النظامية تكبدت 70 إصابة بين قتيل وجريح»، مشيرة إلى أن المعارك «مستمرة». وكان مقاتلو المعارضة، بينهم إسلاميون، سيطروا على الدخانية الواقعة على تخوم منطقة جرمانة، في عملية مفاجئة السبت الماضي أربكت النظام، وفتحت جبهة جديدة قريبة من مدينة جرمانة ذات الأغلبية الدرزية والتي تؤوي العدد الأكبر من النازحين من مختلف المناطق، وتعد من المناطق الموالية للنظام والخاضعة لسيطرته التامة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن الاشتباكات العنيفة مستمرة بين مقاتلي الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة والجيش الحر من جهة، وقوات النظام وميليشيا جيش الدفاع الوطني من جهة أخرى في بلدة الدخانية الواقعة في أطراف مدينة دمشق، والقريبة من بلدة عين ترما ومدينة جرمانة، وسط قصف لقوات النظام على منطقة الاشتباك، في محاولة لاستعادة السيطرة على المنطقة، مشيرا إلى أن الطيران الحربي نفذ 6 غارات على مناطق في بلدة عين ترما، وأطرافها.
وتكتسب بلدة الدخانية أهميتها من كونها تشكل المدخل الأساسي لبلدتي عين ترما وكفر بطنا في الغوطة، كما تجاورها كل من جرمانة والدويلعة وكشكول والكباس التي تعد بدورها مدخلا إلى دمشق، وتحديدا المدينة القديمة، وكذلك لجهة طريق المطار الدولي. وبدأت عمليات نزوح جماعية للسكان من تلك المناطق لا سيما جرمانة باتجاه العاصمة، وقالت مصادر المعارضة لـ«الشرق الأوسط» إن حركة النزوح من جرمانة «لم تتوقف»، وسط اشتباكات عنيفة في الدخانية التي اقتحمها المعارضون عبر التسلل من نفق، وتنكر مجموعة منهم بلباس للجيش السوري، مؤكدة أن النظام «دفع بتعزيزات إضافية من الشبيحة إلى جرمانة، كما دفع بتعزيزات من مقاتليه إلى أطراف الدخانية لمنع المعارضة من التقدم عبر باب شرقي إلى باب توما والقصاع وأحياء دمشق القديمة، كما لمنعهم من التقدم باتجاه جرمانة مرة أخرى».
وقال ناشطون إن حالة الاستنفار لا تزال قائمة عند حواجز جيش الدفاع الوطني في جرمانة ومحيط الدويلعة، مع سماع إطلاق رصاص متقطع ووقوع إصابات. وأفاد الناشطون بمقتل حسين مصطفى شجاع، قائد إحدى تشكيلات جيش الدفاع الوطني، على يد الجيش الحر في منطقة الكباس.
وبموازاة ذلك، أعلنت تشكيلات مقاتلة من «جبهة النصرة» و«عاصمة الإسلام» و«جيش المسلمين» بدء معركة تهدف للتقدم في حي الحفيرية للسيطرة على شوارع في محيط ثكنات قوات النظام التي تقصف منها حي جوبر وباقي مناطق ريف دمشق. وبدأ الهجوم بتوقيت موحد على محور شارع البعث وتوغل المقاتلون عبر فجوات سبق وفتحتها قوات النظام، التي انسحبت لتتحصن في مبنى الشرطة العسكرية، فتقدم المقاتلون وسيطروا على ثلاثة شوارع في محيط مطعم اللقمة. كما تقدموا على محور سوق الخياطين وأرغموا قوات النظام على التراجع.
وتنذر هذه التطورات المتسارعة باشتعال محيط العاصمة مجددا بعد نحو عام من توقف القتال في عدة مناطق، إما عبر عقد اتفاقيات هدنة لوقف إطلاق النار وإما باتفاقيات مصالحة. وكان الهدوء سيطر على القابون وبرزة، بفعل اتفاقيات بين المعارضة والقوات النظامية، فيما سيطر النظام على المليحة الشهر الماضي. ورغم اشتعال جبهة شرق العاصمة، بقيت الاتفاقيات جنوب العاصمة صامدة رغم التطورات الأخيرة.
في غضون ذلك، أفاد المرصد السوري بارتفاع حصيلة قصف طائرات الحكومة السورية في الرقة ودير الزور إلى 60 مدنيا على الأقل، بينهم أكثر من 10 أطفال خلال يومين من الضربات الجوية لمناطق يسيطر عليها تنظيم «داعش» في مطلع الأسبوع. وأصابت الضربات الجوية عددا من مواقع التنظيم لكنها أسفرت عن مقتل الكثير من المدنيين الذين يعيشون في مناطق خاضعة لسيطرته. ووثق نشطاء المرصد مقتل 19 مواطنا في محافظة دير الزور، بينهم 9 أطفال و4 مواطنات، جراء الغارات التي استهدفت مدرسة في بلدة صبيخان، تؤوي نازحين من أبناء عشيرة الشعيطات، فيما بلغ عدد القتلى بغارة أصابت مخبزا يديره التنظيم في معقله في مدينة الرقة 41 قتيلا.

الآن - الشرق الاوسط

تعليقات

اكتب تعليقك