وقف اطلاق النار في اوكرانيا
عربي و دوليالهدنة خطوة لدفع الاطراف المعنية لمراجعة حساباتها
سبتمبر 7, 2014, 6:09 م 412 مشاهدات 0
يعتبر اتفاق الهدنة الذي وقع في العاصمة البيلاروسية مينسك قبل يومين لوقف اطلاق النار بين الانفصاليين والقوات الاوكرانية بمثابة وقفة لمراجعة الحسابات في موسكو وكييف وبروكسل وواشنطن.
وعلى الرغم من اعراب الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والاوكراني بيترو بوروشينكو عن ارتياحهما للالتزام بشكل عام بوقف اطلاق النار بين القوات الحكومية والانفصاليين فان الخشية من انهيار الاتفاق تظل تؤرق الاطراف المعنية ولاسيما سكان الاقاليم الشرقية الذين يحنون الى عودة الاستقرار والهدوء الى مدنهم وقراهم.
وينبع القلق من حقيقة ان اوكرانيا وجدت نفسها مضطرة لتوقيع اتفاق الهدنة خشية من تفاقم ازمة الطاقة وحاجاتها الى التفاهم مع موسكو حول امدادات الغاز وضمان عودة اقليم دونباس الى انتاج الفحم الذي لا يمكن للاقتصاد الاوكراني ان يواصل اداءه من دونه خاصة مع قدوم فصل الشتاء القارس هناك.
يضاف الى ذلك ان امال القيادة الاوكرانية بالحصول على دعم عسكري غربي ملموس من حلف شمال الاطلسي (ناتو) في مواجهة روسيا تلاشت مع طول امد النزاع المسلح في شرق البلاد وعجز القوات الاوكرانية عن حسم المعركة بالقوة وانتقال زمام المبادرة للانفصاليين في ساحة المعركة وتمكنهم من اسر مئات الجنود الاوكرانيين ومحاصرة الاف اخرين.
ويخشى المراقبون في موسكو ان لا يتمكن الرئيس الاوكراني من مقاومة ضغوط تمارسها جماعات النفوذ المؤيدة لاستمرار الحرب لاسيما من محافظ اقليم دنبروبتروفسك المليادرير ايغور كولومويسكي وزعيم تيار اليمين المتطرف دميتري ياروش والتي زجت بالاف المسلحين في اتون الحرب الدائرة في شرق البلاد.
وفي المقابل بذلت القيادة الروسية جهودا مضنية من اجل التوصل الى اتفاق الهدنة ومارست ضغوطا على الانفصاليين للالتزام به في محاولة منها لاقناع الغرب بالدور الايجابي الذي تلعبه ورغبة منها في الحيلولة من دون فرض مزيد من العقوبات ضدها وتخفيف حدة التوتر في العلاقة مع دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة.
واثار قرار اتخذته خمس دول اعضاء في حلف الناتو اثناء اجتماع عقد في لندن بتقديم اسلحة عصرية ومساعدات استشارية للقوات الاوكرانية خيبة امل عميقة في موسكو التي اعتبرته 'تحفيزا' لما وصفته بحزب الحرب في اوكرانيا على مواصلة القتال والعمليات العسكرية.
ومع ترحيبه باتفاق اطلاق النار هدد الاتحاد الاوروبي بفرض حزم جديدة من العقوبات التجارية والاقتصادية ضد روسيا بهدف ارغام موسكو على المضي قدما في ممارسة الضغط على الانفصاليين 'وما تصفه الدوائر الغربية' بكبح جماح اطماعها في اوكرانيا.
وتراقب واشنطن التي اعتبرت ضم روسيا لشبه جزيرة القرم تمردا مرفوضا على الحدود القائمة الوضع عن كثب وهي تميل لتحريض كييف على عدم القبول باي اتفاق لوقف اطلاق النار لا يضمن استعادة اوكرانيا لسيادتها في الاقاليم الشرقية والقرم على حد السواء.
يذكر ان اتفاق الهدنة لوقف اطلاق النار على طول خطوط التماس يقضي كذلك باجراء عملية تبادل للاسرى على اساس مبدأ الجميع مقابل الجميع وفتح الطريق امام وصول المساعدات الانسانية للسكان في شرق اوكرانيا ومنح اقليمي لوغانسك ودونيتسك وضعا اداريا خاصا وتمكين المراقبين الاوروبيين من الرقابة على الالتزام بهذا الاتفاق.
وكانت روسيا قد فرضت الشهر الماضي عقوبات جوابية ضد المصالح التجارية للولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وقررت وقف التعامل التجاري في العديد من المجالات والاستعاضة عنها بتطوير التعاون مع الدول الاعضاء في مجموعة (بريكس) وهي الصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا اضافة الى الارجنتين وفنزويلا.
تعليقات