العلاقات الثنائية بين السعودية وفرنسا
خليجيالأمير سلمان يتوجه نحو التعاون الدفاعي بين البلدين
سبتمبر 4, 2014, 5:38 م 966 مشاهدات 0
أعربت فرنسا والسعودية هنا اليوم عن ارتياحهما ازاء 'متانة' العلاقات الثنائية وتطورها في جميع المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والمالية والتجارية والصناعية والتعليمية والثقافية.
وأشادت الدولتان في بيان مشترك صدر في ختام زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الى فرنسا على وجه خاص بالتعاون الدفاعي بين البلدين مؤكدتين أهمية المضي في تعزيز الشراكة الإستراتيجية بينهما بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما.
وقال البيان ان الجانبين أجريا خلال تلك الزيارة 'مباحثات رسمية بين الجانبين سادتها المودة وروح الصداقة المتينة بين البلدين' وتم فيها استعراض وبحث آفاق التعاون الثنائي وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين في جميع المجالات.
واعرب الجانبان وفق البيان عن ارتياحهما ازاء متانة العلاقات السعودية - الفرنسية المتميزة وتطورها في جميع المجالات مؤكدين أهمية المضي في تعزيز الشراكة الإستراتيجية بينهما بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما.
واكدا ايضا أهمية الاستمرار في تنفيذ هذه الشراكة فيما يخص جميع جوانب التعاون الاقتصادي ولاسيما في مجالي المالية والاقتصاد والتجارة والاستثمارات المشتركة مشيرا الى انه سيتم عقد لقاء بين وزير المالية السعودي ووزير الخارجية الفرنسي لاستكمال ما يتعلق بذلك.
وأشادت فرنسا والسعودية بجودة التعاون القائم بين البلدين في مجال الدفاع مشددتين على أهمية الاستمرار في تطوير هذا التعاون خصوصا عن طريق تكثيف التعاون بين القوات المسلحة للبلدين.
وذكر البيان ان البلدين أعربا كذلك عن رغبتهما في تكثيف تعاونهما العملياتي والخاص بالقدرات وبخاصة في مجال البحرية.
وفي هذا الإطار أبدت فرنسا استعدادها لدعم مشروع القوات البحرية السعودية بقدرات زوارق سريعة من أجل تعزيز قدراتها البحرية والعمل على تزويد قدرات القوات الجوية الملكية السعودية بطائرات النقل والتزود بالوقود من طراز (ام.آر.تي.تي).
واوضح ان البلدين اتفقا على مواصلة تعاونهما 'المثمر' في مجال الدفاع الجوي وتطوير قدرات جديدة في مجال الأقمار الصناعية كما أعربا عن سعادتهما بنجاح معرض الحج في معهد العالم العربي الذي افتتحه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في 22 أبريل الماضي واتفقا كذلك على تعزيز التعاون بينهما في المجالين الثقافي والفني بما في ذلك تنظيم المناسبات الثقافية في كلا البلدين.
واشار البيان الى انه تم ايضا بحث تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والعالم ذات الاهتمام المشترك وموقف البلدين حيالها ولأهمية دورهما في استتباب الأمن والاستقرار والسلام في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط خاصة وسعيهما لتحقيق ذلك.
واوضح ان الجانبين اعربا في هذا الشأن عن قلقهما الشديد إزاء الأحداث الجارية في المنطقة بما في ذلك تعاظم خطر ظاهرة الإرهاب والتطرف منوهين بالدعوة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز مؤخرا إلى زعماء العالم للإسراع في محاربة الإرهاب.
وحول القضية الفلسطينية ندد الجانبان بأعمال العنف التي كان المدنيون ضحيتها الأولى وبتداعياتها على الممتلكات والبنى التحتية الأساسية للحياة في غزة معربين عن تأييدهما لما توصل اليه من اتفاق لوقف اطلاق النار في غزة وفقا للمبادرة المصرية.
كما اعربا عن أملهما في تحقيق سلام عادل وشامل ودائم وفق مبادرة السلام العربية ومبادئ الشرعية الدولية'.
وفي الشأن السوري اعرب الجانبان عن قلقهما إزاء خطورة الوضع في سوريا واستمرار سفك دماء الأبرياء مؤكدين أن النظام السوري الذي فقد شرعيته يتحمل مسؤولية هذا الوضع وضرورة البحث عن تسوية سياسية سلمية عاجلة للمسألة السورية من خلال التطبيق الكامل لبيان جنيف الصادر في 30 يونيو 2012 والمتضمن تشكيل هيئة حكم انتقالية تملك جميع الصلاحيات التنفيذية.
وشدد الطرفان الفرنسي والسعودي على أهمية الدفع بالجهود الدولية لتحقيق تطلعات الشعب السوري بما يضمن حقن دمائه وتحقيق استقراره لافتين الى أهمية الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية وأعمال الإغاثة للاجئين السوريين وتشجيع المجتمع الدولي على تقديم المزيد من الدعم للسوريين في داخل سوريا وخارجها.
وفيما يتعلق بالشأن اليمني عبر الجانبان عن تأييدهما للبيان الصادر عن مجلس الأمن المتضمن الإعراب عن القلق البالغ إزاء تدهور الأوضاع الأمنية في اليمن في ضوء الأعمال التي نفذها الحوثيون ومن يدعمونهم لتقويض عملية الانتقال السياسي والأمني في اليمن.
وأعربا عن قلقهما ازاء 'تصعيد حملة الحوثيين لممارسة الضغط غير المقبول على السلطات اليمنية وتهديد عملية الانتقال السياسي التي استهلها الرئيس عبدربه منصور هادي وإقامة مخيمات في صنعاء وحولها والسعي للحلول محل سلطة الدولة بإقامة نقاط تفتيش على الطرق الإستراتيجية المؤدية إلى صنعاء وبالإضافة إلى الأعمال القتالية التي يقوم بها الحوثيون في الجوف ومناطق أخرى في اليمن'.
وأكدا رفضهما القاطع لهذه الأعمال ورفض التدخل الخارجي الهادف إلى إثارة النزاعات وزعزعة الاستقرار وضرورة الالتزام بشرعية الدولة والتمسك بالمبادرة الخليجية والعملية السياسية في اليمن.
وحول الوضع في لبنان أكد الجانبان دعمهما لوحدة لبنان وأمنه واستقراره من خلال مؤسساته الرسمية بما في ذلك القوات المسلحة مشددين على ضرورة انتخاب رئيس على وجه السرعة يجمع جميع الفرقاء ليتجاوز لبنان أزمته الحالية.
وفي العراق رحب الجانبان بالتوافق العراقي وتعيين رئيس الوزراء وتقلد رئيس الجمهورية الجديد منصبه ورئيس مجلس النواب الجديد داعين إلى ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل أبناء الشعب العراقي كافة باعتبار ذلك الطريق الوحيد لخروج العراق من أزمته ونهوضه نهضة دائمة.
وشدد الجانبان على أهمية صون وحدة العراق وسيادته وسلامة أراضيه حيث رحب الجانب السعودي في هذا الشأن بالمبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر بشأن أمن العراق على أساس أن يتم التشاور حولها لاحقا مع الأطراف المعنية وجامعة الدول العربية.
وفي الشأن الايراني ذكر البيان ان الجانبين طالبا طهران بالتعاون الكامل مع مجموعة (5 + 1) بشأن الملف النووي الإيراني الذي من شأن حله في إطار اتفاق طويل الأجل يضمن الطابع السلمي حصرا للبرنامج النووي الإيراني أن يساهم مساهمة ملحوظة في الجهود الدولية المبذولة لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل لما في ذلك من مصلحة كبرى لأبناء المنطقة والعالم بأسره. يذكر ان الامير سلمان بن عبدالعزيز اختتم اليوم زيارة رسمية الى باريس بدأها يوم الاثنين الماضي تلبية لدعوة من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.
واجرى الامير سلمان خلال الزيارة مباحثات مع الرئيس الفرنسي الى جانب كل من رئيس الوزراء مانويل فالس ووزير الخارجية لوران فابيوس ووزير الدفاع جان إيف لودريان وجرى خلالها بحث آفاق التعاون الثنائي وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين في جميع المجالات.
تعليقات