دراسة جديدة عن موسيقى أفلام يوسف شاهين
منوعاتسبتمبر 3, 2014, 9:21 م 444 مشاهدات 0
' موسيقى أفلام يوسف شاهين ' هو عنوان الكتاب الصادر حديثاً عن سلسة آفاق السينما بالهيئة العامة لقصور الثقافة للدكتورة رانيا يحي حيث تسعى الكاتبة إلى وضع يدها على مواطن التميز والإبداع في موسيقى سينما شاهين حيث الحضور اللافت في جميع أفلامه لعنصر الرقص الشرقي وحتى الباليه وأيضا الموسيقى الشرقية وتعاونه مع كوكبة من الملحنين المتميزين مثل : إبراهيم حجاج وفؤاد الظاهري وعلي إسماعيل وأندريا رايدر ومحمد نوح وكمال الطويل وفريد الأطرش ويحي الموجي وياسر عبد الرحمن وعمر خيرت وجمال سلامه وصلاح الشرنوبي . كما تعامل مع فريد الأطرش وشادية في فيلم ' أنت حبيبي ' والمطربة اللبنانية فيروز والأخوان رحباني في فيلم ' بياع الخواتم ' ، والفنانة ماجدة الرومي لبطولة فيلم ' عودة الابن الضال ' ، والمطربة التونسية لطيفة في فيلم ' سكوت ح نصور ' أما المطرب محمد منير فيمثل حالة خاصة بالنسبة لشاهين حيث تعاونا معاً في أكثر من فيلم مثل : حدوتة مصرية ، اليوم السادس ، والمصير .
وهذا التعدد في اختيار المؤلفين الموسيقيين يعبر عن عمق اهتمامه بعنصري الموسيقى والغناء وكيفية توظيفهما وكان يحرص على اختيار المؤلف الموسيقى الذي سيحقق وجهة نظره ويترجم له إحساسه الداخلي في شكل موسيقي . وكان لعشقه لأم كلثوم تأثير على أفلامه ، حيث يضع بعض مقاطع من أغانيها داخل سياق عمله الدرامي كما كان يوجه بعض الممثلين للتمثيل من خلال طريقة أم كلثوم في الغناء كما حدث مع الفنان عمرو عبد الجليل حيث قال له شاهين : ' أرغب منك تعلم التمثيل مثل أم كلثوم ، فهي تُعلّم كيف تمثل وتحس وتجسد المعنى الذي تشدو به كما أن الإعادة تختلف في كل مرة '.
كما اهتم بالموسيقى الكلاسيكية الغربية حيث استخدم Rahp-sody in Blue للبيانو والأوركسترا للمؤلف الأمريكي جيرشوين Gershwin في فيلم ' حدوتة مصرية ' وأيضا كونشيرتو الأوركسترا للمؤلف المجري بيلا بارتوك Bartok ( 1881- 1945 ) في فيلم ' الاختيار ' وغيرها .
وكان تدخل شاهين في بعض التفصيلات الموسيقية يعرضه للخلاف مع بعض الموسيقيين كما حدث مع الموسيقار كمال الطويل الذي يقول :' طلب مني شاهين أن أعمل أغنية مهمة وحساسة جداً اسمها ( بعد الطوفان ) بعد الاتفاق مع صلاح جاهين لفيلم اليوم السادس ورفض شاهين الجزء الأول نهائياً وقلت له : بقدر عظمتك كمخرج لكن جزء الموسيقى بتاعي أنا مش بتاعك ورفضت تماماً أي تغيير فيه وكانت النتيجة أن أسند شاهين الأغنية للصديق عمر خيرت الذي قدم موسيقى هذا الفيلم '.
وتؤكد الباحثة على فكرة التناقض الموسيقي التي يلجأ إليها شاهين أحياناً كما يبدو جلياً في التناقض بين تتر فيلم ' اليوم السادس ' وموسيقاه الداخلية بعد ذلك وهذا يعني التسلل من العام إلى الخاص بمعنى أن يهيئنا إلى حدث كبير يمس مصر كلها ثم ينتقل بنا إلى حالة إنسانية خاصة تتعلق ببطلة الفيلم باجتياز النيل مع وحيدها.وهذا التمازج بين الدراما والموسيقى منح أفلامه قوة درامية إضافية .
وفي فيلم ' المصير ' رغم سوداوية الموضوع وجدية التعامل مع فيلسوف كابن رشد استطاع شاهين أن يُدخل الموسيقى كعنصر درامي توجه الحياة السياسية وأحياناً تُغير من مصير واتجاه الأبطال كما في أغنيته الشهيرة ' عليّ صوتك ' .
وكان شاهين يستفز الملحنيين من أجل الإبداع فيروي الفنان يحي الموجي أنه اثناء تصوير فيلم ' إسكندرية نيويورك ' قام شاهين بتسميعه جزء من موسيقى كلاسيكية وقال له : ' لو جدع تعمل لي أحسن من دي ' .
وتخلص الباحثة إلى أن شاهين كان يبحث عن غير المألوف وكيفية تحقيق فلسفته من خلال الكادر بالتعاون والتآزر مع الموسيقى ليحقق بعض النقاط الفلسفية الجمالية ويصل إلى حد الكمال من أجل الوصول إلى عقل وقلب المشاهد حتى يصل بأفلامه إلى العالمية .
تعليقات