'بوكو حرام' هجّرت 4 ملايين نيجيري
عربي و دوليسبتمبر 3, 2014, 1:47 ص 748 مشاهدات 0
كشفت 'ويكيليكس' الكثير من الأسرار والحقائق حول الحركة الأصولية 'بوكو حرام' التى أحالت الحياة فى شمال نيجيريا إلى جحيم مستعر، وعادت 'ويكيليكس' إلى جذور الحركة فى تسعينيات القرن الماضى لتجمع الحقائق والتواريخ والظروف التى قامت عليها الحركة الأصولية فى شمال نيجيريا عام 2002 على يد الإمام ذى الكاريزما الراحل 'محمد يوسف'، الذى بث بذور الراديكالية الإسلامية فى الشمال ذى الأغلبية المسلمة. بدأت الحركة على يد 'محمد يوسف' ولكنها تلقت الدعم واستغلت على يد الحاكم السابق لولاية 'بورنو' فى شمال أفريقيا 'على مودو شريف'، الذى أراد تكوين جماعات مسلحة تدعمه وتساعده على فرض سياساته كوسيلة ضغط على الحكومة المركزية، ولكنه انشق على الحركة بعد فترة قصيرة وفقا لتسريبات 'ويكيليكس' ليساعد الحكومة تحت رئاسة الرئيس النيجيرى الراحل 'عمر موسى يارادوا' على تشتيت شمل الحركة الأصولية وقتل معظم أعضائها وعلى رأسهم 'محمد يوسف' الذى لقى حتفه فى هجوم قامت به القوات الحكومية على مواقع الحركة عام 2009. وكان الرئيس السابق 'يارادوا'- رحل عام 2010- حازما فى تعامله مع الحركة الراديكالية فقد وضع برنامجا مع مستشاره للأمن القومى الجنرال 'عبد الله مختار ساركى' للحد من انتشار الراديكالية فى شمال شرق نيجيريا، والحرص على وضع جوامع تلك المنطقة والأئمة تحت المنظار الأمنى للسيطرة على الخطاب الدينى الموجه هناك، وكان البرنامج ناجحا فى استئصال الأصولية من تلك المنطقة. بعد وفاة الرئيس السابق جاء إلى سدة الحكم الرئيس الحالى 'جودلاك جوناثان' الذى حرص وفقا لتسريبات 'ويكيليكس' على تحقيق مكسب سياسى ولو على حساب وحدة المجتمع النيجرى، فبعد وصول الرئيس الحالى إلى الحكم حدث انفجار 'أبوجا' المشئوم عام 2010 حاصدا حياة 4 مواطنين وإصابة 26، وقد ادعى المسئولية ورائه حركة تحرير دلتا النيجر MEND. فضل الرئيس الحالى إلقاء اللوم على التنظميات الأصولية فى شمال نيجيريا ليحدث حالة من الانقسام داخل المجتمع النيجرى انتهت بتوجه أغلبية المسيحيين بالتصويت إليه، وتكشف وثائق 'ويكيليكس' أن الرئيس الحالى احتاج ظهور تنظيم أصولى فى الشمال ليعزز من وجوده السياسى. تقسم التسريبات فترة ظهور 'بوكو حرام' إلى حقبتين، الحقبة الأولى تحت قيادة 'محمد يوسف' الذى أراد تنشئة مجتمع إسلامى راديكالى مقاطع لكل ما يمت بصلة إلى الحضارة الغربية، والحقبة الثانية تتمثل فى الحركة الأصولية التى تنشر الذعر حاليا فى شمال نيجيريا تحت قيادة 'أبو بكر شيكاو' الذى نصب نفسه خليفة للمسلمين الشهر الماضى على خطى 'أبو بكر البغدادى' فى داعش العراق. تفيد التسريبات أنه بعد قدوم الرئيس الجديد إلى الحكم حاولت حركة بوكو حرام الأولى استجماع قواها والانتقام من هؤلاء الذين قاموا بتصفيتها ومصادرة متعلقاتها وقتل أفرادها، ولكنها اصطدمت بوجود حركة أخرى يقودها 'أبو بكر شيكاو' تهاجم المدنيين وتنشر الذعر بين مسيحيى ومسلمى شمال نيجيريا، وتنظم التفجيرات التى تستهدف المدنيين ودور العبادة. حاولت حركة 'بوكو حرام' التنصل من تلك الجرائم وانتقدت بشدة الحركة الجديدة التى ظهرت عام 2011، معتبرة إياها مخالفة للإسلام فى هجومها ضد المدنيين العزل، مرسلة منشورات تندد بالتفجيرات التى ترتكبها حركة 'شيكاو' إلى وسائل الإعلام المختلفة، ولكن كان الأمر قد قضى واستطاع 'شيكاو' وجماعته فرض أنفسهم ككابوس جديد فى غرب أفريقيا. تعرى تسريبات 'ويكيليكس' الصلة القوية التى تربط بين الحركة الاصولية الحالية تحت قيادة 'أبو بكر شيكاو' وبين الجيش النيجيرى، حيث تكشف الوثائق عن حصول الحركة الأصولية على الأسلحة من الجيش النيجيرى تحت إشراف بعض القادة. وتستعرض الوثائق الجرائم التى تقوم بها الحركة حيث دفعت جرائمها إلى تهجير 4 ملايين نيجيرى فى شمال شرق نيجيريا، وقتل أكثر من 100 ألف مواطن، مما يوضح أن الحركة ليس لديها أجندة محددة سوى القتل والتدمير فقط، فهى تستهدف المزارعين فى كل ولايات المنطقة، مما يثير التساؤل كيف لحركة تستهدف حكم تلك المنطقة تقوم بنشر القتل بهذه الطريقة المرعبة بين هؤلاء من تريد حكمهم.
تعليقات