هل ينهض مثقفو العرب كما نهض مثقفو أوروبا؟ بقلم أنور الرشيد

زاوية الكتاب

كتب 1308 مشاهدات 0

انور الرشيد

الأسبوع الماضي وعبر التويتر طرحت فكرة نهضة المثقفون العرب على غرار نهضة مثقفي أوربا بعد معاناة قرون طويلة سُميت بالقرون الظلامية لسيطرة الكنيسة عليهم ، لم أتعجب كثيرا ولم تكن الواو كبيرة بعد اطلاعي على الردود في المنشن حول هذه الدعوة وهي كلها ردود تعبر عن حالة يأس حقيقية يعيشها المواطن من كل الأطراف في المجتمع ، هناك من هو متخوف من أن يكونوا هؤلاء المثقفون دواعش اخرين ، وهناك من يتسائل هل لدينا بالفعل مثقفين عرب؟ وهناك من مثل اليأس كشعور بعد ما آلت ألية أوضاع المنطقة ، تارة يصل لقناعة بأن مايحدث هو مؤامرة غربية ، وتارة يصل لقناعة بأن الدواعش حركة نتجت من رماد اليأس ، وهناك من يرى بأننا لابد من المرور بمرحلة دموية قاسية ليقتنع المجتمعات بأن لاحل إلا بالدولة المدنية التي تكفل للجميع حريتهم بممارسة مُعتقداتهم وطقوسهم العقائدية و كرامتهم وتساوي الجميع امام القانون وأن الشرطة والجيش هما ضمان لأمن المجتمع وليس ضمان أمن من يمسك السلطة ، أنا بعد قراءتي لهذه الردود لازلت مُصر على أن يكون هناك دور للمثقفين ولكي أكون اكثر وضوح فآلمثقفين هم المفكرين وأصحاب الرأي والرؤية القادرين على تشخيص واقعهم تشخيصاً دقيقاً وحقيقياً، ولا يكونوا محسوبين على ذلك الطرف في معادلة الصراع المحتدم والدموي ، وكل فصيل يقول أنا الذي املك الحقيقة المطلقة وهي التي ستنقذ المجتمع من ويلاته الدموية ، فالشعوب العربية المسكينة لم تتمع بتاريخها الطويل والعريق بنظام مكنها من امتلاك كرامتها ، أدرك بأن رأيي هذا صادم ولا يمكن أن يصدقه المتأدلجون ، ولكني بكل بساطة اقول نعم هذا صحيح وأصر عليه ، لأن بكل بساطة لونحن العرب كنا نمتلك نظام مكن المجتمع من إدارة نفسه بشكل نظامي لما كنا وصلنا لهذه المرحلة من الدموية في الألفية الثالثة ! اليس كذلك ؟ أنا أتكلم عن نظام إدارة المجتمع  ، وتم تجربة العديد من النظم حتى غدونا من اكثر المجتمعات البشرية تم التجربة عليها بدأً من النظام القبلي العشائري مرورا بالنظام التوراتي والمسيحي والإسلامي والقومي واليساري والاشتراكي والشيوعي والعسكري ، كلها نُظم تم تجربتها ولكن الواقع يؤكد فشلها في إدارة المجتمعات ، وأقول فشلها لأنها لم تضع نظام يُتداول به السلطة بكل بساطة ، فهي كلها أنظمة من يمسك السلطة يديرها كما يشاء ، ولازلنا مع كل تلك التجارب هناك من يريد اعادة تجربتها مرة اخرى في هذا الزمن ، غير معقول أن أعيد تجربة نُظم أثبتت فشلها طوال قرون طويلة لذلك فكرة نهضة المثقفين العرب في هذه الفترة الدموية التي نشاهد بها الرؤوس تتقاذف كأنها كرة قدم لابد منها ، لا بل اصبحت مجتمعاتنا بحاجة ماسة وحقيقية لمثل هذه النهضة فمن يلتقط هذا الخيط ليُحيك لنا ثوب الحضارة المفقود بمنطقتنا؟

الآن - أنور الرشيد

تعليقات

اكتب تعليقك