ضعف الرقابة الرسمية سبب تشويه العمل الخيري!.. برأي سلوى الجسار

زاوية الكتاب

كتب 555 مشاهدات 0


الوطن

رؤيتي  /  جمعيات النفع العام وأهدافها

د. سلوى الجسار

 

الحمدلله رب العالمين والشكر لله الذي انعم علينا بنعم لا تعد ولا تحصى في بلدنا الحبيب الكويت، وقلما نجد ذلك في بلدان اخرى قريبة كانت ام بعيدة.
ان وجود العديد من جمعيات النفع والأنشطة التي تقوم بها والحريات التي نتمتع بها من احدى النعم التي أكرمنا الله بها.
وها هو العمل الخيري الذي تقوم به بعض الجمعيات فهو سلوك حضاري ذو قيم اسلامية وانسانية تتمثل في العمل والبذل والعطاء لمساعدة الآخرين من الفقراء والمساكين والمحتاجين.
فالعمل الخيري مسؤولية اجتماعية يهدف الى ترسيخ المبادئ والقيم التي دأب عليها مجتمعنا الكويتي وانعكس ذلك على الأفراد بغرس المبادئ الاسلامية والقيم الانسانية على فعل الخير ومساعدة الضعيف حتى أصبحت الكويت بفضل من الله من احدى اهم دول المنطقة في الاعمال الخيرية، حتى جاب هذا العمل دولاً ومناطق وشعوباً حول العالم لم نكد نسمع عنها بسبب بعدها وصعوبة الوصول اليها.
لقد اقترن اسم الكويت بالأعمال الخيرية وأصبح هذا العمل نقطة مضيئة في تاريخ الكويت بفضل أهل الكويت الكرماء الخيرين وأصبحت الكويت نموذجا في التكافل الاجتماعي والانساني، فهنيئا للكويت وأهل الخير والمتطوعين وجعل الله جميع هذه الاعمال في ميزان حسناتهم ان شاء الله.
ولكن ما آلمنا الاستماع اليه في الأيام المنصرمة مع الأسف ان صح ذلك ممارسة بعض هذه الجمعيات أهدافاً اخرى غير المرسومة لها عند غرض انشائها ولم تلتزم باللوائح والأنشطة المحددة لها من قبل وزارة الشؤون كما جاء في قانون انشاء جمعيات النفع العام في سنة 1962، بل انحرفت بعض الشيء عن مسارها مما ادخل الكويت في سجل المطالبات الدولية بفحص سجلات هذه الجمعيات ومتابعة أعمالها، آخذين ومطالبين بتشديد الرقابة على موارد الاعمال الخيرية وجهات التبرع والتدقيق والتوثيق في السجلات وغيرها من الطلبات.وها نحن نقرأ ونسمع بإغلاق بعض المراكز المنتشرة في الكويت بسبب اما خلل اداري او مالي او بسبب اخطاء اخرى. ان الكويت ومازالت تفخر بالأعمال الخيرية سواء أكان بداخلها او بخارجها، ونحن لا نريد ان تشوه هذه الاعمال او يعرقل العمل بها بسبب ضعف الرقابة عليها.
اننا نحمل وزارة الشؤون بضعف رقابتها ومتابعة اعمال جميع الجمعيات لانها المسؤولة المباشرة باعطاء الموافقات لانشاء الجمعيات باختلاف أهدافها، حيث اننا نتابع بعض ما ينشر ونسمع بعض ما يبث من لقاءات وحوارات ومناقشات مع بعض أعضاء الجمعيات وخروجهم عن بعض أهداف وجود جمعياتهم واقحام أنفسهم في المنحنى السياسي آخذين الحرية باختلاف سقفها اطارا للعمل والانفتاح والتطور هدفا.
نحن في ظل الظروف السياسية المعقدة في منطقة الخليج وغيرها، وفي ظل التناقضات السياسية العالمية بحاجة ماسة الى ترتيب أوضاعنا الداخلية ومراقبة أعمالنا بجميع أشكالها وأنواعها في كل صغيرة وكبيرة، لان الوضع في المنطقة لا يستحمل ولا يتحمل مزيداً من الضغوط والمطالبات الدولية والتي تؤثر سلبا في سمعة الكويت في العالم.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك