ديننا تشوه وضاعت هيبته بسبب مشايخ تصدير الفتاوى!.. برأي مشعل الظفيري

زاوية الكتاب

كتب 987 مشاهدات 0


الراي

إضاءة للمستقبل  /  فتاوى معلبة 'fast food'

مشعل الفراج الظفيري

 

جاء شيخ كبير إلى مجلس الإمام الشافعي يرحمه الله فسأله ما الدليل والبرهان في دين الله؟ فقال الشافعي كتاب الله فقال الشيخ وماذا أيضاً؟ فأجاب سنة رسول الله فرد الشيخ وماذا أيضاً؟ فقال اتفاق الأمة، فرد الشيخ من أين قلت اتفاق الأمة؟ فسكت الشافعي فقال له الشيخ سأمهلك ثلاثة أيام فذهب الإمام الشافعى إلى بيته وظل يقرأ ويبحث في الأمر وبعد ثلاثة أيام جاء الشيخ إلى مجلس الشافعي فسلم وجلس فقال له الشافعي قرأت القرآن في كل يوم وليلة ثلاث مرات حتى هداني الله إلى قوله تعالى (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوفه ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) فمن خالف ما اتفق عليه علماء المسلمين من غير دليل صحيح أدخله الله النار وساءت مصيرا فقال له الشيخ صدقت...

نستخلص من هذه القصة حرص الإمام الشافعي وغيره من الأئمة على عدم الاستعجال في الإجابة عن أسئلة الناس من جهة وكذلك عدم تحرجهم من جهل الإجابة من جهة أخرى... لكننا اليوم أُبتلينا بمشايخ يصدرون الفتاوى بسرعة البرق ويستحيون من الناس لعدم معرفتهم للإجابة فتراهم يخلطون المسائل الفقهية ويعجنونها «عجنا»... حتى العامة صاروا يتحدثون في أمور الدين عن طريق شيخهم «جوجل» فتشوه ديننا وضاعت هيبته... وأخطر شيء أن يتجادل العوام في أمور الدين، أو أنهم ينتقدون الخطيب بعد صلاة الجمعة... الدين حبله متين عند الله ولكنه عند الغالبية صار أمراً عادياً فنجد من يسرق وينصب ويكذب وأيضا قد يزني تراهم ركعاً سجداً في بيوت الله ألا يعلمون أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي؟!

مشايخ الدين في هذا الزمان عليهم أولاً مخافة الله حتى لا يخافوا في الحق لومة لائم فهم أشد محاسبة عند الله لهذا ربنا قال (إنما يخشى الله من عباده العلماء) أنصحكم ألا تسيروا وفق هوى إنسان كائنا من كان فإذا جاءت الصاخة يفر منكم الأخ والأم والأب وكلُُ له حسابه... الأمة بحاجة إلى العلماء الذين يستطيعون تصحيح ما نحن فيه من أخطاء وكذلك تطهير المجتمعات من الفتن ولا أخفيكم كذلك أولياء الأمر بحاجة إلى نصيحة صادقة تنجيهم وتنجيكم من عذاب الله فأي ظلم يقع تساءلون عنه أمام الواحد القهار فالأموال والقصور لن تدخل معكم إلى القبور... والله من وراء القصد.

إضاءة:

كان يحضر لأبو حامد الغزالي أكثر من 500 عالم وهو يقول في نفسه بعد أن دخل الغرور في نفسه لو وزع علم أحدهم على الأرض لما ظل جاهل بالله... فسأله أحدهم يا أبا حامد يقول ربنا في كتابه (كل يوم هو في شأن) فــــــما شأن الله اليوم... فسكت قليلاً الغزالي ثم قال أنظرني للـــــــغد لأجيب عليك، وظل أبو حامد أربعة أيام يبحث الإجابة ولم يجدها حتى قام ليله يصلي ويدعي ربه أن يهديه للإجابة ولما نام جاءه الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام وقال له «يا أبا حامد إذا جاءك السائل يسأل فقل له (إن للـــــــه أموراً يـــــبديها ولا يبتديها يرفع أقواماً ويخفض آخرين)، ولما حضر الغزالي قال أين السائل فلما وقف أجابه الغزالي بما أخبره رسول الرحمة فرد السائل وقــــــال يا أبا حامد أكثر من الصلاة والســــلام على من علمــك هذا في المنام.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك