المصالح المشتركة القائمة على التطوير نتائجها مضمونة.. بنظر دينا الطراح

زاوية الكتاب

كتب 517 مشاهدات 0


القبس

كلمة راس  /  أزمة.. أم خلل في العالم؟!

دينا سامي الطراح

 

• ما يتسبب فيه الإنسان لنفسه يجب أن يكون مصدراً لعلاجه واصلاحه.

• «حياتنا يجب أن تكون تعبيراً عما نحن عليه».

(ليزلي وسوزانا كنتون)

إن العالم الذي نعيش ونعمل فيه يختزن طاقة محسومة تماماً.. لا تظهر إلا حينما نعزز قدرتنا على إيجاد الحياة التي نريدها، فالبطالة، الضرائب المرتفعة، التشرد، الفقر، الجهل، والأمراض، والعجز، والمجاعات.. تلك الأشياء تظهر حينما يدمر الإنسان نفسه بنفسه.

أما الفيضانات والزلازل والبراكين والأعاصير.. فتلك الظواهر الطبيعية التي جعلها الله من دلائل قدرته عز وجل، ولا دخل للبشر في حدوثها، ولكن عليهم الوقاية منها والعمل على تسخيرها والتحكم في طاقتها للاستفادة منها.

.. ولذلك، فإني أجد:

- الاهتمام بالدين: إن ما بين هذا وذاك.. على الإنسان في عالمنا الحديث أن يدرك مكونات شخصيته، والتي لن تستقيم بعيداً عن الدين، الدين الذي يجب ألا يكون هامشيا وبعيدا عن أسلوب حياته، حتى يكون الإنسان قريبا من الله تعالى ويتقي عقابه في الدنيا والآخرة، وتلك هي الواقعية التي لا تفصل الإنسان عن إيمانه بخالقه، ولا تتجاهل مكوناً أساسياً من مكونات شخصيته وكيانه الفعلي القائم الذي يتعامل به مع عالمه هو الدين.

أما الاختلافات في هذا الموضع فقد تضر بالإنسان ولا تفيده، وتكون مصدراً للتشدد وللتشبث بالرأي في أيهما أصح عن الآخر، ومصدرا للتنفير والتكفير، وطريقا يمهد للفرقة والتشتت، والحساسيات ثم النزاعات ثم الحروب التي تتسرب إلى حياته، وأسلوب عيشه لها أينما كان!

- البطالة: معناها وجود كثير من الناس ممن لا يجدون عملا، سواء داخل دولهم أو خارجها، لماذا؟ لأن هناك خللا في العالم سياسيا واقتصاديا، ولأن الدول المتقدمة لم تتبن سياسة المصالح المشتركة مع غيرها من الدول الأقل منها في التقدم حول العالم.. فضلا عن أن كل شيء صار باهظ الثمن بدءا من الآلات والمعدات الصناعية، الى مواد البناء، بيد أن هناك الكثير من الأماكن في العالم غير معمرة، وتعاني من قلة الخدمات، وسوء نوعيتها وتحتاج مبادرة من الدول المتقدمة للأخذ بيدها لتطويرها والاستفادة من مساحتها وإمكاناتها، فلا أجد أي معنى أن تترك دول كاملة فريسة للأمراض والمجاعات والفقر والجهل، وبها أماكن مهجورة لا يوجد فيها بشر.. ودول أخرى يكون فيها الانسان بصحته أو علمه أو ذكائه أو موهبته ولا يجد عملا أو مأوى له!

- نصل الى الضرائب التي ارتفعت نتيجة ارتفاع الأسعار، وأن العاملين من الناس عددهم لا يتزايد، فصارت الضرائب عبئا على الناس، وتحد من رفاهيتهم، وصارت عائقا في سبيل تطوير نوعية حياتهم وجودتها.

وفي النهاية وجدت أن ما يتسبب فيه الإنسان لنفسه يجب أن يكون هو مصدراً لعلاجه وإصلاحه وصاحب القرار فيه، وبعالمنا الحديث يجب أن تبني الدول سياساتها وعلاقاتها الاقتصادية وفق مبدأ المصالح المشتركة القائم على السلام والتعمير والبناء والتطوير، لأنه مبدأ ذو نتائج مضمونة، ومكاسب طويلة المدى، ويعالج مشاكل البطالة والفقر والضرائب.. إلخ من جذورها.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك