خطر شخصنة الخلافات الفكرية والسياسية!.. بقلم خالد الجنفاوي
زاوية الكتابكتب أغسطس 15, 2014, 1:02 ص 1239 مشاهدات 0
السياسة
حوارات / الفجور في الخصومة
د. خالد عايد الجنفاوي
يدل تعبير”الفجور في الخصومة” على كل هجوم شخصاني, شفهي أو كتابي, لا متسامح ومتواصل ضد الطرف الآخر, وبخاصة من يحمل رأياً مختلفاً, ولا يمارس الفجور في الخصومة سوى ذلك الشخص غير المتسامح بطبيعته, ويفتقد الحكمة والاعتدال, ويرغب فقط في الاستهانة بغريمه في الفكر, او الموقف, الانساني أو الاجتماعي والوطني, إذلاله. الانسان السوي والديمقراطي متسامح, ولن يضطر إلى الفجور بخصومته ضد من يختلف معه في الرأي وفي الموقف الشخصي, ما دام هذا الأخير لا يهدد كيانه الانساني, أو يتعدى على حريته, أو يحاول التقول عليه وإلباسه ما ليس فيه. الفجور في الخصومة يمارسه ذلك الشخص المتعنت الذي يفتقد الى النضج الفكري, الذي ينظر إلى كل أمر وحدث في حياته العامة بشكل متكلف يرتكز على العاطفة الخيالية اللاعقلانية. أتحاشى شخصيا فتح أي نوع من النقاش عن الشأن العام مع ذلك الفرد الذي أدرك ضيق أفقه, وعدم تسامحه وميله السريع نحو شخصنة خلافاتي الفكرية معه, وبالطبع أختلف مع من يدعون الى الفوضى والتخريب وإشاعة عدم الاستقرار في المجتمع بغية تحقيق أهدافهم السياسية والشخصية الضيقة. لكن رغم اختلافي مع المتعنتين, والمغالين, والمتطرفين, ومن يميلون الى غوغائية التصرفات, لكنني حقيقة لا أكرههم في قرارة نفسي, بل أدعو لهم بالهداية وسرعة التعلم من أخطائهم وتجاربهم السابقة, والتمسك بفضيلة التسامح مع من يختلفون عنهم أو معهم. الفجور في الخصومة يمارسه غالباً أشخاص منغلقون على أنفسهم, ويعتمدون بشكل كلي على التفاعل العاطفي المتفجر مع من هم حولهم. من يمارس الفجور في الخصومة ضد الطرف الآخر تحركه ميوله الغريزية العدائية ضد كل ما هو مختلف عنه, فلا يفجر في الخصومة الا من لم يترسخ لديه قبول الاختلاف. الإنسان البالغ, ذهنياً وفكرياً, ومن يملك ذكاءً اجتماعيا مقبولاً, لا يشخصن خلافاته الفكرية والسياسية مع الآخرين لأنه يدرك عدم منطقية ذلك. ويشير الفجور في الخصومة في البيئة الديمقراطية إلى أي تسطيح ساذج للنقد المتعارف عليه في السياق الديمقراطي المعتاد, وتوجيه النقد اللاذع نحو شخصية الفرد وليس نحو ادائه, وغالباً ما يتصف الفجور في الخصومة بالإفراط عندما يكون التهجم المهين أحياناً ضد الضحية من دون وجود سبب منطقي سوى الغيرة أو الكراهية الشخصية لهذا أو ذاك الفرد, الذي يؤدي به حظه السيئ إلى وقوعه تحت مقصلة هجوم الناقد الشخصاني. التسامح فضيلة!
تعليقات