ألا بذكر الله تطمئن القلوب
زاوية الكتابكتب عبدالعزيز الدويسان أغسطس 13, 2014, 10:27 م 841 مشاهدات 0
يقول الكاتب الأمريكي الشهير ديل كارنيجي هناك إحصائية رهيبة تظهر لنا في ملفات المسؤولين في الولايات المتحدة الأمريكية أن في كل خمس وثلاثين دقيقة تحدث حالة انتحار ، وفي كل مائة وعشرين ثانية تقع حادثة جنون .
الخبر الذي سيطر وشغل العالم والإعلام وفاة الممثل الأمريكي ' روبن ويليامز ' في منزلة بولاية كاليفورنيا ويرجح سبب الوفاة أن يكون انتحارا ، حصل على العديد من الجوائز العالمية ، أسعد وأضحك ورسم البهجة والسرور على الملايين حول العالم وفشل في إسعاد نفسه وسنواته الأخيرة عانى من الإدمان والخضوع لجلسات العلاج .
هناك من ينظر للسعادة بالشهرة والمال والجاه والحسب والنسب والمنصب والسفر لأجمل بقاع الأرض وغيرها من متع الدنيا ولكن قد يفتقد إلى رصيد من العقيدة يسدون فيها الجو الروحي التي تجعلهم في ظمأ دائم ، وأذكر هذه القصة كانت هناك امرأة تدعى 'كريستينا أوناسيس': وهي ابنة المليونير اليوناني الشهير 'أوناسيس'، مات أبوها وترك لها جبالا من الأموال ، وأسطولاً بحرياً ضخماً، وهي تملك جزراً كاملة، وتملك شركات طيران، تزوجت مرة وثانية وثالثة ورابعة، وفي كل مرة تبحث عن السعادة ولا تجدها بل سألها الصحفيون: هل أنت أغنى امرأة؟ قالت: نعم. أنا أغنى امرأة، ولكني أشقى امرأة. ثم عاشت بقية حياتها في تعاسة وهمّ، وبعد ذلك وجدوها ميتة في شاليه في الأرجنتين وحيدة شريدة.
وتجد من حقق انجازات على المستوى النظري ولكن في الحقيقة لا تعلم مدى الشعور بالصعوبات النفسية والآلام الشخصية والكآبة الروحانية تدفع الكثير إلى الانتحار ، اليابان ورغم الاشادة والتطور والدقة في العمل إلا إن الجانب السلبي إلا إنهم مشهورين بالانتحار ومعدلات الانتحار التي تسجل من أعلى المعدلات العالمية ، ويعود الانتحار في اليابان إلى جزء من ثقافة مجتمع والمتمثلة بأنه عندما يلحق العار بشخص فإنه يظل لصيقة حتى مماته والانتحار هو الوسيلة الوحيدة لإزالة العار بطريقة مشرفة فتجد مسؤولين حكوميين ووزراء ومدراء يقدمون بالانتحار ، وحتى الحضارة الغربية التي تفوقت ماديا وانغمست في الملذات وارتفاع معدلات الانتحار والاصابة بالأمراض العصبية والنفسية بنسب هائلة .
والدنيا دار ممر والآخرة هي دار المقر ، فلابد أن يصيب الانسان الكدر والحزن والضيق والعجز ، والمؤمن المتصل بربه هو الأقدر على مواجهة المصائب والمصاعب وإيمانه بالقضاء والقدر ، ويعلم بقوله سبحانه وتعالى ' فإن مع العسر يسرا ' ، ومن يتأمل بداية سورة طه في قوله تعالى : طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) نعرف أن القرآن سبب للسعادة والبعد عن الشقاء ، ولو تأملنا نفس السورة عند قوله تعالى ' ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ' نعرف أن من أهم أسباب الضنك والضيق والكآبة هو البعد عن كتاب الله وذكره .
تعليقات