عن معضلة إدخال المعتقد الديني في الشأن السياسي!.. يكتب صالح الشايجي
زاوية الكتابكتب أغسطس 11, 2014, 12:05 ص 499 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع / المدني والديني
صالح الشايجي
من نافلة القول إن المعتقد الديني مسؤولية الفرد لا مسؤولية المجتمع ولا هو مسؤولية الأمة. وهذا ليس خاصا بدين بعينه بقدر ما هو شامل لجميع الأديان السماوية والوضعية.
لذلك تتعثر المجتمعات التي تحاول نزع المعتقد الديني من الفرد لتجعله شأنا عاما أو خارطة حياة لها.
ما دعاني الى التطرق لهذه الفكرة هو ما نراه ونعايشه هذه الأيام من قضايا دموية في كثير من البلاد العربية والإسلامية..
«بوكو حرام» في نيجيريا، «الشباب» في الصومال، «طالبان» في أفغانستان، «حماس» و«الجهاد» في غزة، «داعش» في سورية والعراق، إضافة الى «النصرة» و«القاعدة»، و«حزب الله» في لبنان.
إدخال المعتقد الديني في الشأن السياسي من شأنه أن يعقّد المسألة السياسية ويحولها إلى معضلة تستعصي على الحل.
ولو نحينا كل القضايا وقصرنا حديثنا على القضية الفلسطينية، وهو ما يهمنا كعرب أزمنت فيهم هذه القضية وغدت أكبر عمرا من أكثر من 70% من المهتمين بها من أبناء الشعوب العربية، فسنجد أن دخول المعتقد الديني في محاولة حلها، قد عقدها ولم يسهم في حلها أو حتى حلحلتها، بل ان الواقع يقول ان الأجساد زادت نزفا للدماء بمعدل يفوق قدرة المتابع على التحمل.
وهنا يتعين علينا التفريق بين الدين كمعتقد وبين من يستخدمه سياسيا، فالاديان بريئة من معتنقيها إن هم حادوا عنها أو أخرجوها مما يجب أن تكون.
لقد توارى الدور المدني عن الشاشة الفلسطينية واحتلها الدور الديني المتمثل بحماس والجهاد، ولقد شاهدنا مدى التأزم في القضية الفلسطينية منذ توغل المعتقد الديني فيها، حتى باتت الحروب على غزة، حيث حماس والجهاد، شبه سنوية، وما عاد المتابعون قادرين على عدها أو تأريخها، ولا أيضا على عدد قتلاها ولا حجم الإنفاق على إعادة تعمير غزة بشكل شبه سنوي.
ان التيار المدني الذي كانت القضية الفلسطينية بيده هو الذي أوصلها لأن تكون سلطة على الأقل، وهو الذي مكن «حماس» و«الجهاد» من أن يكونوا في غزة وبمثل هذه القوة المسلحة بعدما خرجت إسرائيل منها، وأن يكون لفلسطين صوت بعدما كانت بكماء.
هذا رأي واقعي مستمد من الوقائع والأحداث وليس من نسيج الخيال.
تعليقات