بالقانون .. يُضرب القانون ! - بقلم مشعان البراق

زاوية الكتاب

كتب 1065 مشاهدات 0


القانون هو مجموعة قواعد تُنظّم سلوك الأفراد في المجتمع ومن يُخالف تلك القواعد يُعاقب كان من كان وهذا ما يكفل للقانون ”إحترام الناس“ .. أمّا إذا تحوّل القانون لأداة حرب سياسية تستخدمها السُلطة ضد من يختلف معها فيكون كذلك عند أفراد المُجتمع !

فبعد أن أصبح القانون سلاحاً للإنتقام عند السُلطة ، أصبح أيضاً سلاحاً للإنتقام عند أفراد المُجتمع ، وبذلك سقط إيمان الناس بالقانون وأصبح الكُل يبحث عن ما يتطابق مع مصالحه من القانون ليستخدمه .. على سبيل المثال وليس الحصر ، هو إستخدام قانون الوحدة الوطنية لشقّ الوحدة الوطنية ، فما أن يتصرّف شخصّ من طائفةٍ ما تصرّف خاطئ إلا وتراكض مجموعة من الطائفة الأُخرى لرفع القضايا إستناداً على قانون الوحدة الوطنية بهدف التكسّب وبهدف زيادة الجرح جرحين ، والعكس صحيح .. ولا نجد حُماة المذاهب يرفعون قضايا إلا على من يختلف مذهبه عن مذهبهم ، مع أن كلا الطرفين ينطبق عليه القانون الذي أصبح سلاحاً .. وهذه الثقافة زرعتها السُلطة بين أفراد المُجتمع ، فهي أيضاً لا تُطبّق القانون بهدف التنظيم ، بل هي تستخدمه بهدف ضرب كُل من يُعارضها ، وفي قانون الجنسية مثالٌ لأُولو الألباب !

السُلطة التي تستخدم القانون سلاحاً ضد مُعارضيها لا تعي مدى خطورة هذا الإستخدام الذي قد يدفع الناس للكُفر بالقانون ، ونتائج ذلك عكس ما تدّعيه السُلطة ، فهي تدّعي أنّها تُريد فرض هيبة القانون للحفاظ على الأمن والأمان ، وتصرّفاتها ومُمارساتها ، تدفع الناس لعدم إحترام القانون ، فالقانون يجب أن يحترمه الناس ، لا أن يخاف منه الناس .. وإذا كانت السُلطة تُريد فرض هيبة الدولة ، فالهيبة تُفرض بالعدل والمُساواة وليس بالظُلم والتفريق !

ياشعب الكويت العظيم ، السُلطة زرعت ثقافة البذاءة بـ”الجويهل“ وزرعت ثقافة العُنف بـ”القوات الخاصة“ وغيرها من الثقافات التي يعود ضررها علينا ، فلا نتثقّف بها ، ولنتمسّك بدستورنا وحقوقنا المكفولة فيه ، فهذا ما يقهر السُلطة ، فمُمارسات السُلطة المُخالفة بتطبيق الدستور لا تعني أن هذا هو الدستور ، بل هي تقوم بذلك بهدف دفع الناس للكُفر بالدستور ، وذلك أيضاً لا يعني أن الدستور لا يحتاج لتعديلات تزيد من المُكتسبات للشعب وتُقلّص من صلاحيات السُلطة ..

اللّٰهم إحفظ الكويت وشعبها ~

الآن - كتب : مشعان البراق

تعليقات

اكتب تعليقك