' القضية الاسكانية ببساطة تنتظر البطل' بقلم أماني العدواني

زاوية الكتاب

كتب 929 مشاهدات 0

من الارشيف

هي قضية القضايا وشعار كل مرشح يريد الفوز ويظفر بالأصوات والتأييد والمزايا ...هو الوعد الذي تأخر تنفيذه والحلم الذي طال تحقيقه ... هي القضية الاسكانية ... قضية متشابكة الأسباب ،ومتعددة الجهات ، ومتشعبة الفروع والتبعات ، فبينما يعيش المواطنين والمقيمين في الكويت على ما يقارب 8٪ فقط من مساحة الدولة تحتكر بعض الجهات في الدولة كشركة نفط الكويت والدفاع ما يقارب 92٪ من مساحتها ، فقلة المعروض من الأراضي وما قابلها من ارتفاع في معدلات النمو السكاني في الكويت أدى إلى الزيادة في معدلات الطلب وسبب ارتفاع أسعار الأراضي ، علاوة على غياب دور القطاع الخاص وتكفل الحكومة بحل تلك المشكلة بنسبة 99٪ على عكس ما تفعله الدول المتقدمة ، فالولايات المتحدة على سبيل المثال تسهم حكومتها بنسبة 3٪ فقط في حل القضية الاسكانية وتعطي الدور الأكبر للقطاع الخاص ، ومن بين الأسباب التي فاقمت من تلك المشكلة وضاعفت تعقيدها هو احتكار عدد محدود من الشركات لصناعة البناء والتشييد في الكويت والتي تمتلك القدرة على إقامة المشاريع الكبيرة مما يؤدي إلى التأخير الكبير في تنفيذ المشاريع واستلامها ، فتشخيص الداء هو بداية العلاج ، وإن لم تكن هناك أياد خفية تتعارض مصالحها مع حل القضية الاسكانية وإذا كانت الحكومة جادة في حل هذه المشكلة والبحث عن البدائل والحلول ، أعتقد بأن حل المشكلة جذريا وكليا أفضل من التخدير الموضعي ببدل الايجار الذي يضع المواطن عليه نصف راتبه ليكمل الايجار ... ليعود ويبتلع مرة أخرى في بطون تجار العقار ...ويخرج المواطن في النهاية هو المفلس فلا بيت تملكه ولا راتب تمتع به ... ناهيك عن استنزاف أموال الدولة في الصرف على بدل الايجار والذي بلغ 194 مليون دينار في عام 2012...فالقضية لا تنتظرة معجزة لحلها وإنما تتطلب حسن تخطيط ورؤية سليمة والتنسيق بين مختلف الجهات المعنية بالقضية الاسكانية ، هذه القضية باختصار هي قصة بانتظار بطل ينهيها نهاية سعيدة ، ويحقق الأحلام التي أصبحت شبه مستحيلة ... فهل سيأتي يا ترى؟
أماني علي العدواني

الآن - رأي: أماني العدواني

تعليقات

اكتب تعليقك