مسلسل محاصرة حرية الرأي والتفكير الحر مستمر.. برأي الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 518 مشاهدات 0


القبس

لله أم لعبدالله

عبد اللطيف الدعيج

 

مسلسل محاصرة حرية الرأي وكبت النقد والتفكير الحر مستمر، والادعاء الممجوج بالدفاع عن الدين ومؤسساته او اشكاله هو ما يتخذه، وفي الواقع يفضله الادعياء لمواصلة عرض مسلسلاتهم وحشد الجماهير لمتابعة ومساندة ما يعرض.

هذه المرة يتعرض الزميل احمد الجارالله لما تعرض له قبله المرحوم زميلنا ايضا الدكتور احمد البغدادي، فيتهم بتحقير رسول الله والتطاول عليه.

الجميع يعلم ان «تغريدة» الزميل الجارالله موضوع الاتهام بدأها الزميل الجارالله بالصلاة والسلام على رسول الله. صلى وسلم على الرسول.. اولا.. وبعدها دافع عن نفسه وعن العمل الشريف بالقول ان الرسول كان يعمل وكان مرؤوسا عند الغير. ليس هناك قصد سيئ او نية مبيتة كما هو جلي وواضح للاساءة للرسول او حتى لاستثارة محبيه والمؤمنين به، بل دفاع عن النفس وتمجيد وتكريم للعمل والخدمة عند الغير. واستخدام سيرة الرسول كان بدافع تأكيد وتعزيز وجهة نظر الزميل، فهو حرص على ان يستخدم عمل الرسول لتبيان وجهة نظره في ان العمل ليس عيبا. اي انه يقدر ويوقر الرسول.. ويتخذه قدوة ومثالا. ولهذا السبب، ولهذا السبب وحده، استشهد بسيرته وبطيب عمله كما تراءى له.. فأين الاساءة وأين التحقير؟!

الاساءة التي مارسها الزميل الجارالله هي الاساءة لمن يكرهون العمل. ومن يحتقرون الاعمال والبسطاء والفقراء من الناس. فعند مثل هؤلاء ان العمل، ايا كان، هو سبة، وهو عار يجب الا يمارسه الرجل الشريف الحر. العمل والانتاج للعبيد عند هؤلاء. الرجل الشريف يغزو ويبوق وينهب ويسلب.. ولكنه لا يعمل.. فالعمل تحقير للرجل.. ربما يتم غض النظر عن المرأة ان عملت.. فهي التي تحطب وتسقي، تغزل وتروي وتحلب وتصر. لكن الرجل الشريف هو من يتنزه عن هذه الاعمال الدونية.

لهذا يتهم البعض الزميل بالاساءة الى الرسول لانه استشهد بعمله في رعي الابل او العمل عند السيدة خديجة. اعلم ان هناك الكثير من الرواة والمتفيهقين مما ينكر ان يكون الرسول قد «عمل». فمثل هؤلاء يدعي انه رعى غنم اهله ولم يرع غنم الغير. وهذا من وجهة نظرهم يعني انه لم يعمل. مع انهم يعترفون بانه «رعى» الغنم ..ولكنها غنم اهله. لهذا فهو ليس براع ولا حتى بعامل. وعن عمله مع السيدة خديجة يدعي نفس المدعين انه «شاركها» التجارة او استلف اموالها للتجارة بها ولم يكن عاملا لديها.

ايا كانت الحقيقة، فان الثابت ان اغلب الاحاديث والروايات تؤكد ما استشهد به الزميل احمد الجارالله من ان الرسول رعى الغنم وبأجر زهيد ايضا، وبأنه عمل عند السيدة خديجة في بداية علاقته بها، وهو ما يؤكده المنطق والتفكير السليم. فالرسول كان فقيرا «وجدك عائلا فأغنى» ولم يكن يملك الا جهده فكيف يبدأ شريكا مع السيدة خديجة ؟!

المهم ان الذين يدافعون عن الرسول في قضية الزميل الجارالله يدافعون في الواقع عن تخلفهم وعن كرههم هم واحتقارهم للعمل، والرسول وذاته، كالعادة، يستخدم هنا وسيلة لتعميم الجهل والنيل من الخصوم ومواصلة التخلف الابدي.

لهذا نتمنى من النيابة العامة ان تمارس دورها الامين في الدفاع عن حقوق الزميل الجارالله، وذلك بحفظ الشكوى وعدم النظر اصلا بها لعدم جديتها ولوضوح النية المبيتة للاساءة وللانتقام من الزميل وليس للدفاع عن الذات النبوية فيها.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك