الانسحاب الإسرائيلي من غزة كان قراراً مدروساً بدقة.. بنظر زايد الزيد

النهار

الخلاصة  /  موازين الربح والخسارة عند إسرائيل

زايد الزيد

 

أكره مبالغة العرب والمسلمين في تصوير الانسحاب الاسرائيلي بعد شهر كامل من القتل والتدمير في غزة بأنه اعلان للهزيمة، ليس في هذا الكلام أية انهزامية، بل أحاول أن أضع الأمور في موازينها الصحيحة.
فالحروب الاسرائيلية - الطويلة منها والقصيرة - كلها تخضع لخطط استراتيجية وتكتيكية، محملة بأهداف، وتخضع بعد نهايتها للتقييم العلمي الموضوعي، ويتم تحديد نسب النجاح والفشل فيها، ويُحاسب المقصرون ويُبعد الفاشلون، بلا أدنى مجاملات مهما كانت مكانة القادة، فالأمن الوطني والقومي لاسرائيل فوق الجميع.
ان انسحاب اسرائيل بعد شهر كامل من تشغيل آلة القتل والدمار بكل وحشية، حتما كان قرارا مدروساً بدقة، فمن المؤكد أنه حقق الكثير من اهداف هذه الحرب، ومن المؤكد أنه جاء لتقليل الخسائر، فلا يمكن أن يتصور عاقل أن اسرائيل دخلت حرب غزة من دون ان تضع في حسبانها خسائر بشرية متوقعة في صفوف جنودها ومدنييها وعمرانها، وكذلك خسائر السمعة في المجتمع الدولي.
مشكلتنا - نحن العرب - أننا في كل مرة في كل حرب نعتقد ان اسرائيل ستهزم حينما تخسر بضعة أوعشرات الجنود، وان المجتمع الدولي سيكون له موقف حازم تجاه اسرائيل في حال كانت ممارسات الجيش الاسرائيلي ممارسات وحشية ولاانسانية! والسؤال هو متى كانت الممارسات الاسرائيلية غير ذلك منذ نشأتها؟
نعم اسرائيل تضع اعتباراً كبيراً جداً لخسائرها البشرية وتضع اعتباراً أقل لردة فعل المجتمع الدولي، ولكن هذه الخسائر لاتثنيها أبدا عن الاستمرار في الاحتلال والتوسع في الاستيطان، فهذه اهدافها الكبرى التي لاتحيد عنها.
وللحديث بقية..