اَرسنال والقطعة الناقصة

تحدث مدرب تشيلسي جوزيه مورينيو عن سيسك فابريجاس، ووصفه بأنه القطعة التي كانت تنقص البلوز للفوز بالألقاب، وأظهر ارتياحه لأن سيسك سيضمن له ربط الخطوط وإظهار الفريق بأفضل شكل ممكن.

ليس بعيداً عن تشيلسي في العاصمة لندن، هناك فريق ارسنال الذي يبحث عن تعزيز صفوفه بصفقة عالية الجودة تضيف له الكثير وتقربه من السباق على الألقاب، فالفرنسي أرسين فينجر يبحث عن قطعته الناقصة، ومن الواضح أن هناك صفقة واحدة فقط في الطريق خصوصاً أن أسعار اللاعبين المرتبط بهم عالية ولن يقل أي منهم عن 30 مليون يورو.

سامي خضيرة:

سامي خضيرة، لاعب في مركز صندوق لصندوق، وهو المركز الذي يلعب فيه آرون رامسي الذي كان نجم الفريق الأول الموسم الماضي، ومن ناحية الجودة على الكرة والجودة الهجومية فاللاعب الويلزي يتفوق على اللاعب الألماني، لكن الأخير يتفوق من حيث المردود البدني والدفاعي وقدرته على افتكاك الكرات بشكل أفضل.

اَرسنال ليس بحاجة للاعب بمواصفات سامي خضيرة الفنية الحالية ودوره الذي شاهدناه مع ريال مدريد ومنتخب المانيا، فهو يملك رامسي المتألق، وهناك من يستطيع اللعب في هذا الدور مثل جاك ويلشير وكازورلا (الذي لعب في هذا المركز ايام ملقا وفياريال)، فالحاجة في المدفعجية لاعب خط وسط متأخر وملتزم دفاعياً ويقوم ببدء الهجمة من خلال توزيع اللعب، وهو ما لم يفعله سامي من قبل، حيث كان تشابي الونسو يخدم في هذا المركز مع ريال مدريد وفي المانيا يقوم به شفاينستايجر أكثر من سامي، بل إن اللاعب ذو الأصول التونسية لا يملك الرؤية في الملعب التي تؤهله لهذا الدور عند الاستحواذ على الكرة، وإن كان يستطيع لعبه دفاعياً.

هذه الحال تدفعنا للتساؤل 'لماذا يشتري ارسنال لاعباً ليغير مركزه؟'، ولو كان يريد تغيير مركز أحد لكان أفضل له تغيير مكان جاك ويلشير وهو الأمر الذي ألمح إليه المدرب أرسين فينجر فعلاً.

وليام كارفاليو:

وليام كارفاليو مناسب أكثر للمركز الذي يحتاجه ارسنال، لاعب خط وسط دفاعي متأقلم على مركزه، يملك رؤية ممتازة في توزيع اللعب، لكن الحديث عن ما يقارب 40 مليون يورو للحصول على خدمات لاعب شاب قليل الخبرة يجعل المسألة مغامرة كبيرة، إضافة إلى أن قدومه يعني جلوس أحد اللاعبين أصحاب الجودة العالية أمثال جاك ويلشير أو آرون رامسي أو حتى أوزيل احتياطيين، وإن كان جلب كارفاليو ليكون احتياطياً فمن غير المنطق دفع هذا المبلغ فيه.

وليام لاعب ممتاز لكنه غير مجرب، وارسنال يحتاج أكثر للخبرة فهو يملك الجودة، يحتاج أكثر للاعب جاهز أن ينقله للمستوى الآخر وليس لاعب يصبر عليه سنوات حتى يبدأ بالعطاء.

ماتس هاملز:

قلب دفاع بروسيا دورتموند ورغم كل التأكيدات باستبعاد رحيله من قبل إدارة النادي الألماني، فإن التعاقد مع ماتس جينتير الذي يعد أفضل موهبة دفاعية شابة في المانيا يمهد منطقياً لرحيل هاملز أو سوبوتتش الذي لا يملك عروضاً مؤخراً، كما أن ماتس يستحق فرصة اللعب في أقوى دوري تنافسي في العالم، وتظهر حاجة ارسنال الكبيرة له.

رحيل فيرمايلين المتوقع سيجعل الفريق في حالة انكشاف دفاعي من دون عمق في قلوب الدفاع، ورغم شخصية ميرتيساكر القيادية المدهشة فإنه لا يملك الجودة اللازمة للمنافسة على لقب الدوري، كما ظهر خلال الموسم الماضي، وهاملز يملك شخصية قيادية تنظيمية أيضاً لكنه يملك جودة أفضل، وفي حال استطاع استعادة شيء من سرعته المعهودة التي تأثرت بالإصابات فإنه سيكون إضافة سيتحدث عنها الإعلام.

قدوم هاملز لن يكون فيه نتائج سلبية ولا تساؤلات، فالفريق بحاجة لقلب دفاع منذ زمن، وجلبه لن يخلق أي تزاحم بين اللاعبين بل على العكس سيكون إضافة ورفع مستوى للخط الخلفي، ومن دون مخاطرة لأن مستوى ماتس مطمئن وعلى أقل تقدير هو أفضل من مدافعي ارسنال الحاليين.

اسم سامي خضيرة كاسم مشهور يبدو مثيراً للاهتمام من قبل جماهير النادي اللندني خصوصاً بعد أدائه في كاس العالم، كما أن الكلام عن موهبة كارفاليو يجعل البعض مستعداً للمغامرة، لكن خط وسط ارسنال مزدحم ومن غير الواضح أن أي من لاعبيه سيرحل، ومن غير المنطق إجلاس العديد من النجوم احتياطيين لجلب لاعب آخر أفضل نسبياً من الموجودين، فالقطعة الناقصة هي الفجوة الأوضح بغياب جودة قلب الدفاع لتكون بالتأكيد ماتس هاملز.

لو كان أرسين فينجر مستعداً للإنفاق كما تقول الصحف، فليكن إنفاقه على قلب الدفاع الألماني الذي يقال إن مبلغ 35 مليون يورو سيكون أكثر من كافٍ لنقل اللاعب المتوج بكأس العالم والأساسي دوماً في المنتخب الألماني إلى لندن.