لا شيء سيتغير مادامت الحكومة لا تعرف ماذا تريد!.. برأي شملان العيسى

زاوية الكتاب

كتب 433 مشاهدات 0


الوطن

ملتقطات  /  'الحي يقلب'

د. شملان يوسف العيسى

 

يتداول أهل الكويت والمنطقة هذا المثل الشعبي عن الاشخاص أو الاحزاب او الافراد الذين يغيرون وجهة نظرهم بتغير الظروف حسب مصالحهم، فجمعية الاصلاح الاجتماعي «الاخوان المسلمين» اصدروا بيانا بمناسبة مرور 24 عاما على الغزو الغاشم اعلنوا فيه على ضرورة الالتفاف حول القيادة السياسية الشرعية للبلاد والتواصل معها حبا ونصحا وتقوية العلاقات الشعبية وتقديم مصلحة الوطن على مصلحة الفئة أو الفرد، وقد خرج قياديو الحركة الدستورية الاسلامية الواحد تلو الآخر ينادون بالالتفاف حول القيادة «الشرعية».
السؤال، لماذا اصدر الاخوان المسلمون هذا البيان؟ وما الاسباب والدوافع؟ ولماذا تحولوا بقدرة قادر من جماعات معارضة تطالب بحكومة منتخبة وتقود الشارع الى تغيير النظام عبر المظاهرات مع اقطاب المعارضة الشعبية الى جماعة تدعو للوقوف مع النظام ودعم الشرعية؟
تغير وجهة نظر الاخوان المسلمين لم يأت من فراغ.. فهم يخططون ويرسمون تحركاتهم بذكاء ودهاء منقطع النظير.. فهم ليسوا اصحاب مبادئ دينية أو اخلاقية كما يدعون، فهم جماعة حزبية ضيقة تعمل في المجال السياسي لتحقيق مبادئها المعلنة وهي اقامة الدولة الدينية على انقاض الدولة المدنية الدستورية، فهم في الكويت مثلا يعدون تماما بأن تغيير الدستور أمر صعب ومعقد لان دستور الكويت جامد ويتطلب اجراءات مطولة لتغيير أي مادة فيه لذلك سعى الاخوان وبموافقة الحكومة احيانا على اتخاذ خطوات عملية وفعلية لأسلمة القوانين في الدولة قدر المستطاع.
حكومة الكويت لاعتبارات سياسية بحتة تحالفت مع الاخوان ضد المد القومي او الناصري والليبرالي المطالب بالاصلاحات.. مهادنة الحكومة للاخوان ليس بجديد فقط مضى عليه اكثر من 30 عاما تم فيها توزير اقطاب الاخوان ولايزال للاخوان مستشارون في الحكومة والديوان الأميري، ولايزال كوادر الاخوان يهيمنون على كل مرافق الدولة ومؤسساتها التي من ابرزها وزارة الاوقاف والتربية والتعليم العالي والنفط.
اذن لماذا يحاول الاخوان التقرب للحكومة مرة اخرى مع ان مواقفهم ضد الحكومة لم تتغير رغم كل هذا الحشو من الكلام الذي ما له معنى عن الشرعية ودعمها، من يدعم الشرعية يعلن بوضوح وصراحة ويمارس نوعا من نقد الذات باعلان ان ممارستهم لدور المعارضة سياسة خاطئة وانهم سوف يشاركون في الانتخابات القادمة، حكومتنا لم تغير سياستها ضد الاخوان والدليل على ذلك استمرار مهادنتهم وتعاونهم مع الاخوان رغم معارضة الاخوان لهم.
ما الذي اجبر حكومتنا وجعلها تفيق من سباتها مرة واحدة؟ المتغيرات في الاقليم المحيط بالكويت فالسعودية والامارات والبحرين وعمان لديهم مواقف واضحة من الاخوان الا الكويت، كما ان دعم الاخوان للارهابيين في العراق ومصر وسورية ضد الحكومة الشرعية في مصر جعل دول الخليج تنبه الكويت لخطورة هذا التوجه والاهم من كل ذلك التساؤلات التي تطرحها الحكومة الامريكية على المسؤولين في الكويت عن «تمويل الارهاب» وأين تذهب اموال الجمعيات الخيرية والتبرعات وغيرها التي تخرج من الكويت؟ وهل للحكومة الكويتية علم ودراية عن كمية الاموال التي تخرج؟ وأين تذهب؟
وأخيرا نرى بأن لا شيء سوف يتغير مادامت الحكومة لا تعرف ماذا تريد؟

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك