المعارك تستعر على ابواب دونيتسك
عربي و دوليأغسطس 5, 2014, 5:42 م 587 مشاهدات 0
تدور معارك جديدة بين القوات الاوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا الثلاثاء على ابواب دونيتسك، المعقل الرئيسي للانفصاليين شبه المحاصر تماما الذي دعت كييف سكانه الى الفرار منه.
ويتردد دوي الانفجارات بشكل متكرر من ناحية ماريينكا، على المشارف الجنوبية الغربية للمدينة، حيث تتصاعد اعمدة من الدخان كما افادت مراسلة لفرانس برس.
واستنادا الى بلدية المدينة فان قذائف الهاون التي اطلقت طوال الليل الحقت اضرارا بمحطة كهرباء في حي بمدينة دونيتسك مجاور لماريينكا ما ادى الى انقطاع الكهرباء عن نحو 50 بناية سكنية. واوضح المصدر نفسه ان قذيفة سقطت في وسط المدينة مساء الاثنين ما ادى الى اصابة ثمانية من الانفصاليين.
وتتكثف المعارك منذ ايام حول دونيتسك، اكبر مدينة في حوض نهر الدون السفلي كانت تضم نحو مليون ساكن قبل اندلاع المعارك، ما يثر المخاوف من حدوث هجوم دام.
في كييف اكد متحدث عسكري ان القوات الاوكرانية 'اقتربت' من ضواحي دونيتتسك ومن مدينة لوغانسك، المعقل الاخر للانفصاليين.
وقال اندري ليسينكو للصحافيين 'ذلك لا يعني ان هناك هجوما، الامر يتعلق حاليا بالاستعداد لتحرير المدينة'.
وتتمثل استراتيجية كييف المعلنة في محاصرة الانفصاليين في دونيتسك الى ان يستنفدوا كل مواردهم. والهدف هو عزلهم عن الحدود الروسية التي تاتي منها الاسلحة والمقاتلين كما تقول السلطات الاوكرانية والغرب الذين برروا بذلك العقوبات الاقتصادية غير المسبوقة التي وقعت على روسيا.
ومع تشديد الضغوظ دعت القيادة العامة الاوكرانية الاثنين المدنيين الى الفرار من المناطق الانفصالية وحددت لذلك 'ممرات انسانية' في دونيتسك حيث طلبت من الانفصاليين الالتزام بوقف اطلاق نار.
على حاجز امام احد هذه الممرات حيث شاهدت مراسلة فرانس برس العديد من السيارات التي تنقل خصوصا مسنين وقال احد الانفصاليين 'نحن لا نمنع احدا الجميع احرار في الفرار' من المدينة.
بالفعل غادر جزء كبير من السكان المدينة التي باتت شوارعها مهجورة ومعظم متاجرها مغلقة. لكن سكانا من المنطقة باسرها يتدفقون من مناطق المواجهات على محطتها للسكك الحديد من اجل الفرار الى مناطق اخرى.
ويثير مصير المدنيين، الذين فر مئات الالاف منهم الى مناطق اخرى في البلاد او الى روسيا، قلقا متزايدا وخاصة في لوغانسك المحرومة من المياه والكهرباء.
واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الانفصاليين بمنع معالجة المدنيين من خلال احتلال المستشفيات والاستيلاء على سيارات اسعاف وادوية، منتهكين بذلك القواعد الانسانية السارية وقت الحروب.
كما اعربت عن القلق من القصف المدفعي الذي اصاب خمسة مستشفيات على الاقل في شرق اوكرانيا والذي يرجح ان مصدره القوات الاوكرانية مطالبة باجراء تحقيق في هذا الصدد.
العملية العسكرية التي اطلقتها كييف منذ نحو اربعة اشهر لوضع حد لحركة التمرد المسلحة الموالية لروسيا اوقعت حتى الان اكثر من الف ومائة قتيل حسب الامم المتحدة. وتكثفت الحملة في الاسابيع الاخيرة ما اتاح للقوات الاوكرانية استعادة السيطرة على مناطق واسعة.
على الحدود تفاقم الوضع الاثنين مع اطلاق مناورات عسكرية روسية بمشاركة اكثر من مائة طائرة اعتبرت واشنطن انه 'ليس من شانها سوى زيادة حدة التوتر'.
كما اكدت الخارجية الاميركية ان لديها ادلة جديدة على ان روسيا 'تدرب الانفصاليين وتزودهم بالاسلحة والعتاد'.
وندد المتحدث العسكري الاوكراني اندري ليسينكو الثلاثاء بانتهاكات للمجال الجوي الاوكراني من قبل مروحيات عسكرية روسية وبقصف مدفعي استهدف القوات الاوكرانية من الاراضي الروسية. وقال ان روسيا تحشد 45 الف جندي على الحدود الاوكرانية.
هذا الخلاف الذي نشب بين الدول الغربية وموسكو بعد ضم شبه جزيرة القرم الى روسيا هو الاكبر منذ انتهاء الحرب الباردة. وتفاقم الوضع منذ حادث الطائرة البوينغ التابعة للخطوط الجوية الماليزية التي اصابها صاروخ اطلق في 17 تموز/يوليو الماضي من المنطقة الانفصالية.
واستانف نحو 110 خبراء من هولندا واستراليا الثلاثاء عمليات البحث عن بقايا ضحايا الطائرة ال298 التي تاخرت لنحو اسبوعين بسبب المعارك الدائرة في المنطقة.
وتتهم الولايات المتحدة المتمردين باسقاط الطائرة بواسطة صاروخ ارض-جو يرجح ان روسيا زودتهم به فيما يحمل المتمردون وموسكو الجيش الاوكراني مسؤولية الحادث.
واقرت اليابان اليوم الثلاثاء تجميد ارصدة 40 شخصا ومنظمتين اعتبرت انهم 'مشاركون في الحاق القرم بروسيا وزعزعة استقرار اوكرانيا'. واضافت سويسرا من جانبها 26 شخصا (معظمهم من الانفصاليين) و18 مؤسسة الى قائمتها السوداء.
تعليقات