انفلات أمني ونشاط للقاعدة في حضرموت

عربي و دولي

598 مشاهدات 0


تعاظم نشاط تنظيم القاعدة خلال الأيام القليلة الماضية بصورة غير مسبوقة في مدن عدة بمحافظة حضرموت، أكبر المحافظات اليمنية من حيث المساحة، في الوقت الذي أرسل الجيش تعزيزات عسكرية إلى سيئون في محاولة لإفشال مخطط مقاتلي التنظيم.

ويأتي هذا بعد أنباء عن اعتزامهم مهاجمة المدينة والاستيلاء على مقرات حكومية وأمنية وإعلانها إمارة إسلامية.

وظهر مسلحو القاعدة منذ منتصف شهر رمضان بشكل علني في مدن وادي حضرموت مثل سيئون والقطن، ووزعوا منشورات على المواطنين تتضمن تهديدات للسكان وتحذر بائعي المشتقات النفطية من التلاعب بأسعار الوقود.

كما توعدت منشورات أخرى المسؤولين المحليين، الذين وصفتهم بـ'الفاسدين'.

وقال أحد سكان مدينة سيئون، طلب عدم ذكر اسمه خوفا من تعرضه للأذى، لسكاي نيوز عربية: 'أصبح نشاط عناصر القاعدة في مدينتنا في ازدياد، إذ ينشطون علنا الآن في ظل الانفلات الأمني المخيف الذي نواجهه'.

وأضاف: 'في شهر رمضان ظهر مقاتلو التنظيم علنا ووزعوا منشوراتهم للمواطنين مرتين، وكأنهم يمهدون للسيطرة الكلية على المدينة، كما أن المدينة شهدت خلال الأسابيع الماضية سلسلة اغتيالات استهدفت مدنيين بعد اتهامهم بممارسة السحر والشعوذة' .

وأوضح أن تعزيزات عسكرية وصلت إلى سيئون، ما قد ينذر بمواجهات خلال الأيام المقبلة.

 وضع أمني شائك  

من جانبه، قال محافظ حضرموت خالد الديني إن حضرموت عانت كثيرا من جرائم الاغتيالات، خصوصا تلك التي تستهدف الكوادر الأمنية، مضيفا: 'لن نسمح بتكرار سيناريو أبين المتمثل بسيطرة القاعدة'.

وأكد في تصريحات نشرت في وسائل إعلام يمنية أن الملف الأمني في المحافظة 'شائك للغاية'، قائلا: 'أطلعنا القيادة السياسية على الوضع الأمني نظرا لأهمية حضرموت، لأنها تمثل ثلث مساحة اليمن وتضم شريط ساحلي وصحراوي وجبلي كبير، ما يجعلها سهلة الاختراق بسبب انعدام الرقابة على تلك المنافذ'.

وأضاف: 'نأمل من اللجنة الأمنية العليا توفير الإمكانيات التي طلبناها من عناصر أمنية وقوة وأسلحة، لأن تلك العناصر الخارجة عن القانون بحاجة إلى قوة متخصصة ومهنية تتعامل معها فنحن لدينا 7 آلاف فرد من الأمن في الساحل والوادي والثلثين من هؤلاء قد بلغ الأجلين، وطلبنا فتح باب التجنيد لإحلال بدائل لهؤلاء من أبناء المحافظة'.

وأشار إلى أن هناك مجموعة من مهربي المخدرات والمشتقات النفطية في حضرموت، تجمعهم مصالح مشتركة مع تنظيم القاعدة.

 منشورات القاعدة

وأثارت المنشورات التي وزعت في مدن وادي حضرموت، الرعب والخوف في أوساط السكان كونها تحتوي تحذيرات للنساء والرجال والمسؤولين، غير أن السلطات المحلية التزمت الصمت حيال تلك المنشورات.

وتضمن المنشور الأول الذي وزع منتصف رمضان في بلدة حريضة تحذيرا بمنع النساء من ممارسة الرياضة وحثهم على الالتزام بأحكام الشريعة وارتداء الحجاب والقفازات في حين يتوجب على الرجال عدم دخول أسواق النساء إلا للضرورة القصوى وحذر من يخالف هذه الأحكام من العقاب.

بينما حمل المنشور الثاني الذي وزع 21 يوليو الجاري تهديدا للمسؤولين المحليين الذين وصفوا بـ'الفاسدين'.

وفي بلدة القطن التي لا تبعد سوى 40 كيلومتر غرب سيئون، خرج عدد من أعضاء تنظيم القاعدة إلى الشارع العام على متن دراجات نارية وهم يحملون الرايات السوداء التي تمثل أعلام التنظيم، ووزعوا منشورات تتضمن تهاني بالعيد، حسب ما أوضح سكان محليون.

وقال الناشط السياسي في الحراك الجنوبي في حضرموت ناصر باقزقوز لسكاي نيوز عربية إن تنظيم القاعدة موجود بقوة في حضرموت، وأصبح اليوم يسيطر على كل المناطق الصحراوية والحدودية بين السعودية وحضرموت.

وأضاف: 'بدلا من أن يحكم الجيش قبضته على هذه المساحة الكبيرة، تجد القاعدة تتحكم بها وتنطلق منها لتضرب المدن الرئيسية في وادي حضرموت مثلما فعلت في مايو عندما اقتحمت أكبر مدن وادي حضرموت سيؤن ونهبت مكاتب البريد وهاجمت أهدافا مدنية وعسكرية وعادت للمنطقة الحدودية مركز انطلاقها'.

وتابع: 'القاعدة بعد تحالفها مع بعض قبائل المنطقة في شهر رمضان قامت بعدة عمليات في غرب حضرموت، إذ هاجمت مديرية حجر المحاذية لمحافظه شبوة، واستهدفت معسكرا للأمن ثم غادرت المنطقة'.

وقال: 'حضرموت هي أكبر محافظات اليمن من حيث المساحة، لكن التنظيم استطاع أن يركز هجماته على أهداف مختلفة، إذ اختلف أسلوبه الآن فبعد أن كان يهاجم المعسكرات ويقتل رجال الأمن، أصبح يهاجم مؤسسات مدنية مثل مكاتب البريد'.

الآن : وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك