الأنصاري: قسم اصول التربية يعني بصناعة المعلم
شباب و جامعاتيوليو 18, 2014, 1:40 ص 2018 مشاهدات 0
قال رئيس قسم أصول التربية في جامعة الكويت، د. عيسى الأنصاري، في لقاء له مع جريدة ' الشاهد '، ان قسم أصول التربية يعنى بصناعة المعلم وتجهيزه ليكون عضو هيئة تدريس فاعل في المراحل الدراسية المختلفة، فمدرسين وزارة التربية في عطائهم وفكرهم يصب في الوجهة الاخرى لجامعة الكويت. مشيرا إلى ان نصوص المواد الدراسية تحتوي على مفاهيم أساسية لحقوق الانسان واحترام ادائه واحترام الدولة وقوانينها واحترام الاخر، والتعايش السلمي. مضيفا بأن مقررات وزارة التربية تضم جرعة معلوماتية كبيرة تتقاسمها معها جامعة الكويت في السنة الأولى للدراسة، مما يؤكد على ضرورة عمل تطوير للمناهج التعليمية، فضلا عن أن الوزراء المتعاقبين على وزارة التربية مع جل تقديرهم لم يكونوا ذوي صلة بالقسم التربوي، وليسوا على دراية بما تحتاجه الوزارة بشكل دقيق. مستدركا بأن للاعلام دور كبير في تصاعد النفس الطائفي في الجامعة والترويج له.
ما الذي يعنى بتدريسه قسم اصول التربية؟
قسم اصول التربية هو أحد أقسام كلية التربية والتي تم انشاؤها في العام 1982، وتضم 4 أقسام وهي الادارة والمناهج وعلم النفس والأصول، وهي معنية بصناعة المعلم، وتجهيزة ليكون عضو هيئة تدريس فاعل في المراحل الدراسية المختلفة، وصولا ليكون معيدا في الجامعة، من خلال الاعداد النفسي ويقوم بها قسم علم النفس، والاعداد التدريسي والمخول بها قسم المناهج وطرق التدريس، ثم الاعداد ليكون مشرفا ورئيس قسم ثم وكيل ثم ناظر أو مدير في قسم الادارة وهو قسم الأصول، فقسم الأصول يعنى بصناعة فكر المعلم، وعمق انتماءه للأمة العربية، وعمق انتماءه للفلسفهالعربية، ومعرفة الأصول السياسية للمجتمع الكويتي، والاقتصادية والاجتماعية، إذن هو يعرض فلسفة الفكر وفلسفة التعليم، وماذا نريد من التعليم، فالبلد لديها استراتيجية صناعة انسان يقدر هذا البلد من خلال السياسية التعليمية والاقتصادية، فإذن هذا الفكر الفلسفي هو المعني به قسم أصول التربية.
ما مدى اطلاعك على مناهج وزارة التربية؟
بالتاكيد فأنا عضو هيئة تدريس منذ 1994 وتشرفت بعضوية بعض اللجان وعضوية وترأست بعض اللجان، وسمحلي انتمائي لهذه الكلية أن أكون عضو في أكثر من مؤتمر وطني عقد ، وعضو في لجان تطوير مناهج الثانوية العامة، وعضو في صناعة منهج حقوق الانسان الذي يدرس الان في وزارة التربية، لذا فإنني أعتقد أن بيتنا الاخر بعد جامعة الكويت هو وزارة التربية، وحقيقة مدرسين وزارة التربية في عطائهم وفكرهم يصب في الوجهة الاخرى لجامعة الكويت وهي وزارة التربية التي تشكلنا جهد واتقان صناعة المعلم.
حدثنا عن مقررات حقوق الانسان التي ذكرتها؟
اختارت وزارة التربية منهج وسط فلا هو فيالخبرات ولا هو في المنهج، حيث تم تضمين حقوق الانسان لتكون عبارة عن نصوص تبث مفاهيم الديمقراطية، وحقوق الاخر، والانسان العربي، واحترام المقيم، والثقافة الغربية،والثقافات الاخرى المشاركة لنا في صناعة الحياة، فالولاء للثقافة العربية والثقافة الاسلامية من خلال ما تتضمنه في جميع المناهج، بداية من رياض الاطفال وحتى الثانوية العامة، وهيتغرس المفاهيم وتدعم النظرة لحقوق الانسان والمفاهيم الحضارية التي تتوج مكانة الانسان واحترام اىائه واحترام الدولة وقوانينها واحترام الاخر، والتعايش السلمي والتعاون المشترك، هذه المفاهيم نصنعها ونتمنى أن يتحلى بها كل انسان يعتبر التعليم وسيلة من وسائل تطور حياته.
ما مدى توافق المقررات التي يتم تدريسها في المدارس مع مراحلهم العمرية؟
من خلال زيارتنا في مؤتمرات عربية وعالمية لاحظنا بان هناك كبير من المعلومات والتي لا داع لها، فطلبة الثانوية العامة من القسمين يدرسون نصوص بها عمق معلوماتي سيدرسونها في مقررات سنة اولى جامعة، فتعليمنا جيد وحضاري ولكن جرعة المعلومات المطروحة كبير جدا وفوق طاقة الطالب، ولكن ذلك لا ينفي أنها مناهج متجددة، والقائمين عليها من التربوين المحليين والعرب مهتمين بتطويرها.
كيف يمكن استثمار القيمة المعلوماتية في المناهج بالطريقة المثلى؟
في اعداد المعلم بشكل جيد،وهذه المعضلةتعاني منها في المجتمع الكويتي، فوجود دورات اثناء الخدمة غير كاف، المناهجمميزةولكن لتوصيل القيمة المعلوماتية نحتاج لمعلم جيد. فتجد المعلم يلتمس التدريس بدوام رسمي كامل بعد التخرج، والمناهج محددة بوقت وبحصة مضغوطة، ولا يكون التعليم فاعل إلابتطوير أداء المعلم، لذا نتمنى أن تهتم وزارة التربية باعداد مركز متخصص لاعداد المعلم ولا تكفي ما يسمى بمراكز التدريب والمحددة بدورة او اثنتين، وذلك لا يصنع معلم جيد.
والأمر المؤسف لم يمر على وزارة التربية منذ تأسيسها باستثناء الوزير عبدالعزيز الغانم من ينتمي إلى كلية التربية، بينما الوزراء على جل قدرهم واحترامهم واهتمامهم بالشأن التربوي ورغبتهم في التطوير، ولكن نتمنى استغلال الخبرات التربوية، كالوكلاء والوكلاء المساعدين واستثمار طاقتهم مع الكادر التدريسي لتصب بثقافة وحضارة ونثر وتطوير للوزارة.
بالاضافة إلى الفجوة الادارية بين الكادر التدريسي ووزارة التربية، فينتدب أعضاء هيئة التدريس لعمل اللجان ولكن لايتم في المناصب التنفيذية، فتجد الوزير والوكلاء من خارج وزارة التربية.
فالتطوير الاداري يبدأ منذ أن يكون الفرد مدرسا وشعارنا نحن أهل البيت،فما المانع أن يكون جزء من التنفيذيين تربويين، وجزء منهم أكاديميين، فليس فيها حرج.
كيف يمكن الحصول على معلم فاعل وكفؤ؟
تلاحظ ان التدريب الميداني فيجامعة الكويت يبدأ في الكورس الاول في السنة الرابعة فقط، فكورس واحد لا يكفي، خاصة وأن الجرعة النظرية كبيرة بالمقابل مع الجرعة العملية، فاعداد المعلم يجب ان يبدأ من السنة الثانية، بحيث تتكون له الخبرات الميدانية في المقررات التربوية، كطرق التدريس، وخدمة اجتماع، وحلقة بحث، وهي مقدمة لجعل بعض المتطلبات الدراسية تتطلب النزول للميدان التربوي، وهذا سيثري الطالب ويلصقه بالمدرسة والميدان، ويساعده على التدريب والتطور والرقي بمستواه.
وكلية التربية جادة في زيادة جرعات التدريب العملي. فالدولة قدمت للطالب الكويتي شبه تفرغ وخففت عنه الكثير من المهام، ومعدل التدريس فيها منخفض قياسا بالدول الخليجية.
ما رأيك بالفصل الدراسي الثالث؟
من أشد المؤيدين لهذا الكورس، لأن لم يعد كورس صيفي، فالواضح أنه بما يزيد عن 90% من الطلبة والطالبات يسجلون في الكورس الصيفي، وأكثر من 85 % من أعضاء هيئة التدريس يقبلون بتدريس الكورس الصيفي، وبالتالي فهو لم يعد كورس صيفي وانما بات كورس نظامي، وهو كورس كامل.
والاشكالية هي حول ماهي الفلسفة التي سيتم على أساسها التغيير من كورس صيفي إلى كورس نظامي، وهي فقط لزيادة النفع من هذا الكورس، ففي الصيفي الطالب المتفوق يدرس مقررين، والغير متفوق مادة واحدة، والاستاذ يدرس مادة. ولكن في الكورس الثالثسيدرس الطلاب من 3-4 مواد، والاستاذ سيدرس مادتين، والفائدة العائدة في زيادة الخريجين، وزيادة اجتياز المقررات الدراسية، ويتم بسحب العطلة للكورس ما بين الكورس الأول والثاني واضافتها للصيفي (وهو اسبوع الحضور) وبالتالي لم يتغير حجم الكورس، وهذا دليل على رجاحة الفكر وحسن تدبير الجامعة.
كيف تستفيد الدولة من المؤهلات العليا لمتخصصي التربية؟
البعض يدرس لأجل الدراسة والمتعة العلمية، وهناك الكثير من المعلمين والدارسين الراغبين بذلك، ويحتاجون لاجازة تفرغ دراسي، فجامعة الكويت في توسع، وهي جامعة الشدادية، وقد تلجأ الدولة لبناء أفرع أخرى وتتوسع في الجهراء أو الأحمدي، وبالتالي فهي بحاجة لزيادة الكادر التدريسي.
والشق الثاني هو زيادة البعثات الخاصةبالتخصصات الدراسية، وهناك فرق بين اكمال الدراسة بالتخصص عن رغبة، أو الابتعاث لكلية ما للعودة للتدريس فيها، وهذا أمر نشجع عليه، اذن هناك دراسة لاجل الدراسة، وهناك دراسة للانتفاع بخريجيهاوضمهم لاعضاء هيئة التدريس ليشاركوا في تطوير البرامج الجامعية.
ما هي النسبة بين عدد أعضاء هيئة التدريس من الكويتيين أو الوافدين؟
أحب أن اسجل تقديري للأخوة الوافدين العرب، فالنهضة العربية بدأت من الشام ومن مصر والعراق، فهذا العمق الادبي والعلمي الذين نشهد له بالاسبقية في الوطن العربي، فهم من أسسوا معنا جامعة الكويت منذ نشاتها في السبعينات، ولكن زيادة البعثات في الثمانينات جعلت الاستاذ الكويتي أكثر حضورا والتصاقا بوطنه واكثر استمرارا وهذا لاينفي تلاقح الثقافات، وإنما الوافد سيعود لبلده إما استعارة من جامعة أخرى أو بدواعي العمل، ولكن هذا لا ينفي أننا نستعين به، فلدينا دكاترة من دول عربية مختلفة ولا نستغني عن الامتداد العربي والاستفادة من العقول العربية.
ما مدى تغير سياسة وزارة التربية مع تغير الوزير؟
قد يكون التغير شكلي كتدوير، كتغيير بعض الاداريين، بينما الجوهري فهو نظام ثابت ومستقر، وتعنى به وزارة التربية من خلال مناهج دراسية، اعداد معلمين، هيكلية ادارية ومالية ثابتة، والوزير قد يغير الوجوه، قد ينشط جانب ما كاعداد المعلم، او تطوير التدريب، او الدفع بالانشطة اللاصفية، ولا تكون مؤثرة في بقاء او عدم بقاء وزير معين. الكويت لديها سياسة تعليمية ومرجعيات وطنية، وهناك أهداف وفلسفة تتمسك بها وزارة التربية، والضمان فهو بالتمسك بها بينما الوزير فمتغير.
وحقيقة نحن بحاجة لتطوير التعليم، وتطوير كفاءة التعليم، وتطوير كفاءة المعلمين، وتحديث المناهج، والاهتمام بالكيف أكثر من الكم، وتحديث الوسائل التعليمية، واعطاء المزيد من الصلاحيات للمناطق التعليمية فتنعكس على مزيد من الاستقلالية للمدراس،من خلال انشطة وفعاليات خاصة، وهذا ما ننشده مع كل وزير جديد.
ماهي مصاعب مهنة التدريس؟
أن تأتيها وأنت كاره لها، انصح طلبتي والمقيدين في وزارة التربية واسالهم هل أتيتم لهذه الكلية تقليدا أم رغبة؟، وكوونا في مجتمع شرقي محافظ فتعتقد اسرة الفتاة أن وظيفة المدرسة مناسبة لانها من الوظائف التقليدية والمقبولة في الوسط الاجتماعي، وهي جيدة من ناحية ما، ولكن ذلك لا يعوض حب الطالب او الطالبة لمهنة التعليم، فهي مهنة شاقة، وتربوية، واخلاقية وانسانية قبل ان تكون تعليمية، فلا يجب أن يدخلها الا الراغبين بها. فإن كان حبا ورغبة فهو خير، وان كان ارغاما فهو حتما سينعكس على أدائها واخلاصها في العمل، لذلك الاصل أن تحب الوظيفة وأن تستشعر الامانة التي تؤديها والاثر الاجتماعي الذي تؤديه، وخدمة بلدك من خلال صناعة عقول ناضجة ناعمة وسليمة، وستكون وقادة في المستقبل.
ومن الطبيعي أن تجد أن العنصر النسائي في منطقة الخليج او المنطقة العربية هن الأكثر اقبالا على مهنة التعليم، بينما الرجل يحب الوظائف العملية، والمختبرات والميدانية منها والعسكري، التجاري، أما وظيفة التربية وإن كانت مرغوبة من البعض إلا انهم قلة.
كيف يتم توزيع خريجي كلية التربية على المراحل التعليمية المختلفة؟
منذ أن ينتهي الطالب من السنة الاولى فإنه يخير باحد البرنامجين إما تخصص رياض أطفال وإما المرحلة المتوسطة والثانوية، وخلال الـ 3 سنوات التالية والبرنامج الثاني يشمل تخصصات متشعبة كالرياضيات، العلوم، والتربية الاسلامية وغيرها، فالأمر واضح وذلك ينعكس على أدائه ويسجل في صحيفة تخرجه، وكل تخصص يشمل المقررات التي تعده ليكون مدرس جيد.
ما رايك في النفس القبلي الذي يتصاعد بمرور الزمن؟
التعصب يقل كلما قل مستوى الجهل، فدائما الطالب الذي يزداد علما وثقافة يكون منفتح على الاخر واكثر بعدا عن التعصب في الرأي، والنسب، ومع الاخرين، وجامعة الكويت يفترض أن تكون حاضنة للثقافة ومنارة للعلم، والتعايش السلمي دون وجود للنفس الطائفي والقبلي، وكلنا في محراب العلم، ولدينا هدف زيادة حرث العلم، وكل التوجهات الغير وطنية مرفوضة في جامعة الكويت، وغير مسموح أن يستغل عضو هيئة التدريس قبيلته او طائفته لانتفاع، ولا يمكن ان نزرع هكذا مسار في جامعة الكويت، وأعتقد بأنه يجب أن يتأثر المجتمع بالجامعة وليس العكس.
وماحدث بالسنوات الاخيرة فهو امر غير مطمئن، ولكن غالبية الكادر التدريسي والعاملين يرفضون التعصب، ولكن رأينا هذا التعصب من خلال طرح بعض القبائل لممثلين لها في انتخابات القوائم والروابط الطلابية، وحقيقة يجب ألا يكون بهذا الطرح، فمن يستطيع ان يخدم رابطته الطلابية فليتقدم بغض النظر عن قبيلته او طائفته، إلا أن النفس القبلي قليل وضعيف في المجتمع الكويتي وهذا يدل على تأثير الجامعة على المجتمع ولا تتأثر هي به.
وبعض وسائل الاعلام سواء المرئية او المقروءة او المسموعة ساهمت في دفع هذا المد الطائفي والذي جرويلات لا داع لها، وهذه الظاهرة لا تمت للاسلام بصلة،ولا تمت للعقلية السليمة ولا الوطنية بصلة، وما دخلت مجتمعا إلا فتحكت به، ونتمنى ألا نراها في المجتمع الكويتي وان تقل عاما بعد عام.
تعليقات