فوزية أبل ترى أن رئاسة مجلس الأمة قادرة على الوصول إلى خريطة للتوافق السياسي
زاوية الكتابكتب يوليو 14, 2014, 11:13 م 490 مشاهدات 0
القبس
'رئاسة المجلس'.. وخريطة التوافق
فوزية أبل
الكل يتحدث في الوقت الحالي عن ضرورة إيجاد حالة من التوافق كمخرج للأزمة السياسية التي تدور فيها البلاد. ويقترح البعض أن تشكّل مجموعة من الشخصيات التي تلقى توافقا في الشارع بهدف الخروج من الأزمة، والوصول إلى نقاط تلاق تكون بمنزلة خريطة ترسم بشكل واضح عودة المشاركة من كل الأطراف.
وترى أوساط أخرى (محسوبة على كتلة الأغلبية) أن الحوار مرفوض، ولا بد من التراجع عن الخطوات السابقة، التي يرون أنها كانت سبباً في تأزيم الموقف. وأن أي حوار خارج ذلك الإطار لن تناقشه كتلة الغالبية.
بيد أن المعضلة الحقيقية التي تقف أمام تلك المشاريع تتمثل في وجود مجلس أمة منتخب، يمارس نوابه مهامهم الرقابية والتشريعية ودروهم البرلماني، وبالتأكيد سيرفض مجلس الأمة - على مستوى الرئاسة والنواب - أي حوار خارج قاعة عبد الله السالم، ورفض أي دور لأطراف أو جهات تشارك المجلس سلطاته وتهمّش دوره المنوط به.
وهذا التوجه المتوقع من المجلس الحالي ليس جديداً على المشهد السياسي، فقد سبق أن أعلنت أطراف نيابية في مجلس 2009، محسوبة على الموالاة والمعارضة، عن غضبها من ظهور مجموعة الـ26 التي ضمت نخبة من الشخصيات العامة، ورفضوا أن يكون لتلك المجموعة دور في المشهد السياسي وطرح مطالب شعبية، مؤكدين أن هذا الدور هو حق أصيل للسلطة التشريعية.
وفي وجود مجلس أمة قائم حالياً، وفي الوقت نفسه هناك تواجد لأطراف فاعلة لديها رصيد في الشارع تطالب بحله، وإجراء انتخابات وفقاً للنظام القديم أو على الأقل الوصول الى أرضية وسط للخروج من الأزمة. فيما هناك أيضاً أطراف من المشاركين في الانتخابات يطالبون بتصحيح المسار بهدف الهدوء والاستقرار.
ففي ظل هذه التركيبة السياسية المعقدة في المشهد الداخلي التي تجمع مصالح جميع الأطراف، يكمن الخروج من هذا النفق في أن يضحي كل طرف من أجل الكويت، ومصالحها العليا واستقرارها، على أن يكون مبدأ «الإيثار» بوصلة الفرقاء جميعاً.
فالملاحقات الأمنية والقانونية ليست هي الحل لمشاكلنا.. وأيضا فوضى الشارع ليست حلاً لمشاكلنا.
فلا أحد يغلب أحداً.. الكويت للجميع.. وحضن الوطن يتسع للجميع.
هنا يبرز دور رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم الذي يمتلك مقومات شخصية، ومؤهلات وفكراً شبابياً يمكنه من التواصل مع كل الأطراف، فهو قادر بتلك السمات على أن يوازن الأمور ويترفّع عن أي خلافات، وأن يكون على مسافة واحدة من الجميع، ويتبنى تحركاً أو مشروعاً وطنياً، ويفعّل دور المجلس خارج قاعاته.
فما زلت عند رأيي أن رئاسة المجلس قادرة على الوصول إلى خريطة للتوافق وحلول للأزمة السياسية.. من أجل مصلحة الكويت.. واستقرار الكويت.
تعليقات