طغيان المبالغة على التطلعات التنموية كما يعتقد خالد الطراح ليس صائباً
زاوية الكتابكتب يوليو 14, 2014, 11:06 م 453 مشاهدات 0
القبس
من الذاكرة / على هونكم.. بالراحة علينا
خالد أحمد الطراح
نقلت القبس عن مصدر مالي أن البنك الدولي قدّم نتائج دراسته «الأولية السريعة» والتي خرج منها بمفاجآت غير سارة تتلخص في «طول الدورة المستندية وتشابك في الاختصاصات بين الوزارات»، وقضايا عديدة أخرى أبرزها «التأخير في إنجاز المناقصات بسبب بيروقراطية الإجراءات».
وفي اليوم نفسه كشفت الأخت هند الصبيح وزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية، في تصريحات إعلامية عن «توجه حكومي شامل للإصلاح في كل المجالات والأجهزة». ووصفت الخطة التنموية بأنها «جديدة»!
أتمنى حقيقة أن تكون لدينا ولو لمرة في التاريخ خطة قابلة للتطبيق، ولكني لست متفائلاً ولست من يهوى تكسير المجاديف، ولكن مشكلتنا أن كل وزير يأتي للتخطيط والتنمية يتصور أنه على أبواب دخول التاريخ وحل مشاكل البلد من خلال إطلاق تصريحات ترفع المعنويات، ولكنها في الواقع مشاريع أقرب إلى أن تكون أحلاماً أو طموحات!
كيف يمكن للخطة «الجديدة» أن تخلق نقلة تنموية وروتين الحكومة يشتكي من بيروقراطية حكومية؟ كيف يمكن لهذه المشاريع أن تتحقق طالما الدورة المستندية معقدة؟ كيف يمكن إنجاز تنمية شاملة والتشابك بين أجهزة الدولة يحتاج ربما إلى ساحر ماهر لفكها؟ كيف يمكن تحقيق هذه النقلة الطموحة وترتيب الكويت يتراجع سنوياً حسب المؤشرات الدولية على جميع المستويات وآخرها «تراجع الكويت في تطور الحكومة الإلكترونية خليجياً وعربياً ودولياً»؟
تحفظات البنك الدولي ليست بجديدة، فقد سبق للبنك منذ التحرير أن قدّم تقارير عدة لا تختلف من حيث المضمون عما قدمه أخيراً، علاوة على أن اللجنة العليا لتصحيح المسار الاقتصادي وضعت في التسعينات توصيات وتحفظات تلتقي مع دراسة البنك الدولي «السريعة».
من غير الصواب أن يطغى الإفراط على التطلعات التنموية، فالمبالغة على الصعيد الإعلامي لا تخدم الأهداف المنشودة، كما يمكن أن تتسبب بإحباط أكبر مما هو متفش حالياً في المجتمع، إضافة إلى تعزيز انعدام ثقة المواطن بقدرات الإدارة الحكومية.
إننا بحاجة فعلاً إلى التفاؤل بمشروع تنموي واحد يتحقق، وليتأخر الباقي، ولكن على الأقل يتحقق شيء ملموس حتى لا نفقد الأمل. مشاريع طموحة كثيرة لدى الحكومة ولكن المعوقات أكبر بكثير من التطلعات الرسمية! كما أن التنمية الشاملة تستوجب إصلاحات سياسية حتى نصبح جميعاً شركاء في التنمية.
تعليقات