عن مشايخ الفضائيات وتفصيل الفتاوى بالمقاس!.. يكتب علي الذايدي
زاوية الكتابكتب يوليو 13, 2014, 11:22 م 723 مشاهدات 0
عالم اليوم
بلا عنوان / مشايخ الفضائيات
علي الذايدي
إذا مات العالم المسلم انثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء
قبل دخولنا الألفية الجديدة أصيب العالم الإسلامي بوفاة ثلاثة من أكابر أهل العلم، وقبلة الناس في الرأي والفتوى، وهم (العلامة بن باز، والعلامة ابن عثيمين، والعلامة الألباني)
فإذا كان موت عالم واحد يعد ثلمة فما الوضع بوفاة ثلاثة من رؤوس أهل العلم؟
ومع الأسف، ومن منطق أن غياب الأسود تسده القطط، ظهر لدينا أشباه علماء، حفظوا جزءا أو جزأين من القرآن الكريم وكم قصة من أيام العرب في كتاب العقد الفريد والبخلاء للجاحظ، فأصبحوا حكواتيين يقصون هذه القصص في محاضراتهم التي يلقونها على القنوات الفضائية التي ترغب بسد ساعة فراغ بمادة ذات طابع ديني من باب التنوع في البرامج وليس طمعا في نشر الوعي الديني، فأصبحوا رؤوسا يشار لهم بالبنان، ليس بسبب غزارة علمهم، بل لجهل الناس، وقلة ثقافتهم الدينية، فيأتي هؤلاء ليعطوهم درسا في السيرة، أو موعظة خلال نص ساعة، على غرار الوجبات السريعة، فأصبحت حتى الدروس الدينية تعطى معلبة وسريعة كوجبات الهمبرغر.
أصبحوا رموزا يوقفهم الناس في الأسواق، ويسألونهم، ويستفتونهم، ويطلبون بركاتهم، ويتسابقون على دعوتهم لبيوتهم ومناسباتهم الخاصة والعامة، والأدهى والأمر أن النساء يعرضن نفوسهن عليهم بسبب اليأس الذي يرونه في حال شباب اليوم، فأصبحن ينظرن لهذا الداعية أو ذاك على أنه خير أهل الأرض، وطاهرا لا يخطئ ولا يظلم، وهم يظهرون ضيقهم من هذا الأمر، ولكنهم يتراقصون فرحا من الداخل، ولا يمنعهم من إظهار تلك السعادة إلا خوفهم من انهيار صورة الشيخ الزاهد التي تكونت لهم في نفوس الناس.
صاروا أصحابا لوجهاء وأعيان البلاد، وجلساء علية القوم فيها، جمعوا الملايين، بنوا القصور الفخمة، يسافرون على الدرجة الأولى في أفضل خطوط الطيران بحجة نشر الدين، يظهرون الزهد وهم أبعد ما يكونون عنه.
وبلغ بنا الأمر أن نطلق لقب فضيلة الشيخ على شخص مازال يدرس في الجامعة، فقط لأنه ظهر في قناة فضائية يملكها متنفذ أسبغ عليه ساعات البث.
وانطلت حيلهم على العامة عقودا طويلة، ولكن الله غالب على أمره، فبعد التطورات الأخيرة التي سادت العالم الإسلامي بعد الربيع العربي، شاهدنا خنوعهم وذلهم أمام ولاة أمورهم، وكيف أنهم فصّلوا الفتاوى بالمقاس على رغبات أولياء نعمتهم بحجة طاعة ولي الأمر، ففتحوا باب لزوم طاعة ولي الأمر على مصراعيه، فقط ليرضى عنهم ويواصل عطاءه البرمكي لجنابهم المعظم.
كشفهم الواقع الحالي أمام الناس، ولكن مع الأسف ما زال البعض مخدوعا بهم، ويواصل الإعجاب بهم حتى وصل متابعوهم في تويتر بالملايين.
هل هؤلاء علماء الأمة فعلا؟
هل يستحقون كل هذا التقدير من العامة؟
الجواب عند الإمام أحمد بن حنبل الذي كان يضربه جلاده بالسوط حتى ينتثر لحمه عن عظمه، فقط ليفتي على رأي الخليفة ولكنه صمد.
ولو وقع سوط واحد من هذه السياط على ظهور أشباه العلماء هؤلاء، لدخلوا في دين جديد، وليس فقط الإفتاء على هوى السلطان.
صدق الرسول الأعظم:
يأتي على الناس زمان، القابض على دينه كالقابض على الجمر.
تعليقات