شباب المعارضة ولزوم مالا يلزم…؟!، بقلم عبدالكريم الشمري
زاوية الكتابكتب يوليو 11, 2014, 11:35 م 620 مشاهدات 0
أكثر ما يعيق الشباب المتأثر بطرح المعارضة عن إدراك حقائق الأمور طريقة تفكيرهم التي لُقّنت لهم من المعارضة وهي وضع لوازم في غير محلّها…وهم بذلك شابهوا الكاتب الذي وصفه أحد الفلاسفة بأنه يستخرج نتائجه من قبّعة حاوٍ…لأنه يستنتج أشياء من مقدمات لا تمت لها بصلة…!
فالشباب المتأثر بطرح المعارضة بات ينظر لكل ناقد لوسائل المعارضة الخاطئة في الإصلاح كالمظاهرات التي تُعطّل منها مصالح الناس نظرة واحدة وهي أنهم مع الفساد…دون محاولة التمييز بين من دلّت الدلائل على نزاهة مقصدهم وشهد لهم تاريخهم أنهم لا ينتقدون إلا حرصا على سلامة وأمن البلاد وسلامة أبناءنا وبين من ينتقد كرهًا وانتقامًا…!.
وهذه الطريقة في التفكير هي التي تجعل الشباب يتطرّف في توجهه ويتطرّف في نظرته للمخالف…وتجعله يتجاهل بأن أكثر المنتقدين للمعارضة الآن كانوا أول من يصوت لبعض أعضاءها الذين التزموا بمحاربة الفساد بطرق لا تعود بالخلل على أمن وسلامة البلاد…!!
أضف إلى ذلك أن طريقة التفكير هذه لا تساعد الشباب على اعطاء المعارضة حجمها الحقيقي…فتطرّف الشباب في عداء 'كل' مخالف للمعارضة تجعله يتطرّف في قبولها وتأييدها وهذا ما يجعلهم يتغاضون عن أن المعارضة التي يتّهم أقطابها بعضهم بعضا بأنهم صنيعة سلطة وأنهم مندسون ومزروعون لا تستحق كل هذا التأييد…!
ومن مفاسد طريقة التفكير هذه التي لُقنت للشباب أنها تحرم الناقد الهادف من ارجاع الرموز لحجمها الحقيقي…فعندما يتطرّف الشباب في تمجيد رمزٍ ما ويظنون بأن كل ناقد له هو موافق للفساد لن يستطيعون التفريق بين من ينتقد رمزهم لنسفه كليًّا وبين من اضطر لنقد وتنقّص رمزهم بغرض ارجاعه لحجمه الحقيقي بعد أن أُعطي أضعاف أضعاف ما يستحق من النزاهة والتمجيد…!
فمن ينظر بدقة لحال كثير من الشباب المتأثر بالمعارضة يجد بأن غالبهم يؤتى من هذا الباب وهو التفكير بطريقة(لزوم مالا يلزم)…!!!
تعليقات