جر القضاء للصراعات السياسية خطأ كبير.. بنظر حسن كرم
زاوية الكتابكتب يوليو 11, 2014, 11:32 م 495 مشاهدات 0
الوطن
لكي لا تغيب الحقيقة عمن يحرك الشارع
حسن علي كرم
بحمد الله وسلامته خرج مسلم البراك من الحجز الاحتياطي وعاد الى بيته سالما معافى، مع تأجيل النظر بالقضية المرفوعة ضده الى سبتمبر المقبل، وهذا يعني ان هناك فرصة لتدارس هذه القضية من كافة جوانبها، لاسيما انها ليست شكوى خناقة عادية وانما اتهامات تفوه بها الرجل ضد رجال في سلك القضاء وفي مكان عام وعلى رؤوس الاشهاد وبالتالي كان من حق الطرف المتضرر ان يلجأ لصرح القضاء ويدحض التهم المنسوبة اليه. اما تبريرات أو دفوعات مسلم البراك، كيف يكون الخصم هو الحكم، فهو بذلك يريد ان يخلط الاوراق على طريقة الحواة ولاعبي الورقات الثلاث، لأنه يعلم جيدا أن لا خلطا للاوراق ولا خصمه سيكون حكمه ذلك ان الصرح القضائي يجب ان يبقى مترفعا عن الخصومة الشخصانية والانحيازية، واذا لم يكن كذلك فسلام على نزاهة القضاء وسلام على الكويت، خصوصا ان الاتهام قد طال رأس القضاء الامر الذي يعني اتهاماً صريحاً لكل القضاء بكل تصنيفاته ودرجاته. فهل جاز ذلك؟ فإذا شككنا بالقضاء فذلك يعني اننا نهدم آخر سور اسس لحماية المجتمع وتأمين حقوقه.
لعلي ارى ان جر القضاء للصراعات السياسية، اكبر خطأ ارتكبه المتخاصمون السياسيون وكان يجدر بكل اللاعبين السياسيين البعد عن سور القضاء حماية لأنفسهم ودرءاً للقيل والقال.
ان المعجبين بمسلم البراك والمدافعين عن مسلم البراك والمالئين الشوارع بالشغب والاستهتار والرعب غضبا لحجز مسلم البراك، والذين يرون في مسلم البراك رمزا وملهما، عليهم ان يدركوا ان مسلم البراك هو الذي سار برجله الى القضاء وهو الذي فتح ابواب الحجز الى نفسه، فما قاله في تلك الامسية في ساحة الارادة من تعريض لسمعة القضاء لم يكن ليمر دون مساءلة، والذين يزعمون ان ما قاله البراك يدخل ضمن حرية التعبير يعلمون جيدا ان ذلك خارج سياق حرية التعبير عن الرأي، فأي انسان عادي اذا لوثت سمعته بالاتهامات الباطلة سيلجأ للقضاء فكيف اذا كان التعريض بالقضاء ورجاله..؟!!
واحسب ان مساءلة البراك امام النيابة العامة ومن ثم حجزه أُخذا كذريعة وغطاء لاثارة الشغب وزعزعة استقرار الامن، فهل كل هذا يحدث فقط من اجل عيون مسلم البراك أم ثمة مرام اخرى، فإذا عرفنا المحرضين الحقيقيين على دفع الشباب المراهق الى الشارع والاشتباك مع قوات الامن والقيام بالتخريب والتكسير للمحلات والسيارات وإدخال الرعب في نفوس الآمنين لاسيما في هذا الشهر الاستثنائي الفضيل الذي تزداد فيه حركة المرور وتكثر الزيارات بين الناس، وتعمر الاسواق بالرواد، نعرف الى ما يرسم له هؤلاء المحرضون.
فمن يسمون بالمعارضة ليسوا الا ستاراً اتخذه الاخوان المسلمون والمنتمون للحركة الدستورية (حدس) لتمرير اهدافهم الجهنمية في الكويت، وهي اهداف لم تعد خافية على العقلاء لاسيما ان الساحة الكويتية هي الساحة الباقية امامهم بعدما ضُربوا في معاقلهم في مصر وتونس والاردن والامارات والسعودية.
ان على مسلم البراك الا ينخدع أو يغتر باحتلال الشوارع من قبل المراهقين لأجله، وألا يكون رصاصة في جيب الاخوان المسلمين يهددون بها امن البلاد واستقرارها السياسي ونظامها الاجتماعي، وتاليا عليه ان يحدد موقفه من الاخوان وان استمرار التحالف بين حركتي الاخوان وحشد على تحريك الشارع هو بمثابة انتحار سياسي له ولحشده ولقيادات حشد وتحديدا السيد احمد السعدون.
نعود لنقول ان محاكمة مسلم البراك بتهمة المساس بالقضاء لا علاقة لها بالتعبير عن حرية الرأي وبالتالي لا يمكن ان نطلق عليه سجين رأي، وهذا ما يريد المدافعون عن البراك ان يوهموا به الشارع وعلى الشارع ان يكون اذكى من الوقوع في شرك الاخوان المسلمين.
تعليقات