فواز المطرقة محذراً: الشعب يعيش حالة من الغضب الخامد!

زاوية الكتاب

كتب 600 مشاهدات 0


عالم اليوم

رأي الأمة  /  هموم أبناء وطن

فواز الملفي المطرقة

 

في زمن الصراعات المحتدمة، ووسط حالة من التربص والتخبط السياسي يعيش المواطنون حالة من. الارتباك والقلق، والخوف على مستقبل أبنائهم.
هذا هو حال أبناء الكويت البسطاء الذين يعيشون حياة المواطن العادي أياً كانت أعمالهم ومناصبهم الوظيفية، حياة العامة البعيدة عن المناصب العليا.
إنها حياة طبقة كبيرة من أبناء هذا الشعب ممن لا يعرفون عن السياسة وأمور الدولة غير معلومات قليلة وبسيطة يستقونها من متابعة الصحف والتلفاز وفي أحاديث الدواوين  مع الأصدقاء.
فوسط هذا الزخم وهذه الحالة من الاضطراب التي لم تمر ببلدنا الحبيب من قبل، وبعدما أخذت الصراعات السياسية مداها، يعيش أبناء هذا الوطن حالة من الغضب الخامد، وكيف لا؟
كيف لا يغضب أبناء دولة عرفت بالثراء وهذا حال مستشفياتنا المتردي، فعلى مستوى الخدمات الطبية المقدمة لأبناء هذا البلد نجد حالة من التدني، فعدد قليل من الأطباء لا يكفي لتشغيل مستوصف صغير تم توزيعه على مستشفى ضخم كلف الدولة أموال طائلة لإنشائه!.
مستوى الخدمات المساندة في هذه المستشفيات وصل إلى حالة سيئة لا يمكن السكوت عليها.
أما المستوى التعليمي ممثلاً في وزارة التربية فحدث ولا حرج، ناهيك عن سوء مستوى التعليم العالي وتدني مستوى المخرجات التعليمية في بلد كان من المفترض أن يتبؤء أبناؤه مكانة مرموقة وسط المستويات العلمية العالمية، ولا أدل على ذلك من المستوى المتدني الذي حصل عليه الطلبة الكويتيون في المسابقات العالمية، رغم أن الإنفاق على التعليم يكاد يكون الأعلى عالمياً. إذ يتراوح حجم الإنفاق 6.2% ــ 8.3% من الناتج المحلي مقابل 3.1% في سنغافورة و1.3% في الإمارات على سبيل المثال. 
كيف تتقدم دولة لم يتجاوز عدد الذين انهوا تعليمهم الجامعي فيها 10%!؟
كيف لا يغضب أبناء مجتمع هو الأعلى في الدخل في العالم وهم يعانون مشكلة كبيرة فيما يخص الإسكان، وتوفير الحكومة للمساكن المناسبة للشباب، وهناك قائمة ممتلئة عن آخرها بأسماء المتقدمين للحصول على قسائم مناسبة يعيشون فيها، وسط وعود حكومية متكررة بإنهاء هذه الأزمة.
ولك أخي القارئ أن تتخيل حياة شاب مقدم على الحياة وعندما يمني نفسه بالزواج يجد يديه مكبلة بأغلال متعددة من سعي وراء توفير مسكن مناسب، وإتمام  زواجه أصبحت تكلفتها باهظة.
وعلى مسار التنمية فلا شك في أن ما تم تقديمه من مشكلات يعاني منها أبناء هذا البلد إنما هي بلا شك نتيجة افتقار لخطط التنمية المستدامة، وتقاعس عن تنفيذ تلك الخطط من جانب الحكومات المتعاقبة، تلك الحكومات التي ألهتها وشغلتها صراعاتها الداخلية الشخصية عن القيام بواجبها تجاه الأجيال القادمة، فالناظر إلى بلدنا طوله وعرضه لا يجد مشروعاً تنموياً واحداً يستطيع تشغيل الأيدي العاملة المهملة والعاطلة، فضلاً عن استطاعته النهوض بهذا البلد وتقدمها خطوة واحدة إلى الأمام.
إننا أبناء هذا الوطن وحكومته مطالبون وسط هذا الزخم بالتكاتف والتعاضد وتغليب مصلحة الكويت على مصالحنا الشخصية حتى يكون لأبنائنا أمل في المستقبل.
حفظ الله الكويت وأهلها من كل سوء... والله الموفق.

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك