'العميل المزدوج' يهدد بأزمة جديدة بين ألمانيا وأمريكا

عربي و دولي

639 مشاهدات 0




تواجه العلاقات الأمريكية - الألمانية تهديدا جديدا بعد الكشف عن قضية العميل المزدوج، الذي يزعم أنه يعمل لصالح جهاز الاستخبارات الألماني ووكالة الأمن القومي الأمريكية، حيث طالبت الحكومة الألمانية نظيرتها الأمريكية بتقديم تفسير بشأن اتصال أجهزة الاستخبارات الأمريكية بأحد العملاء في جهاز الاستخبارات الألماني، كان قد تم إلقاء القبض عليه الأسبوع الماضي على يد السلطات في برلين لوجود شكوك في أنه عميل مزدوج لواشنطن وبرلين، ويقوم بترسيب وثائق سرية خاصة بالاستخبارات الألمانية للولايات المتحدة، وذلك وفقا لما صرح به وزير الداخلية الألماني في حوار مع إحدى الصحف الألمانية.

ووفقا لمقتطفات من الحوار الذي أجرته صحيفة بيلد Bild الألمانية مع وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير، قال دي ميزير إنه 'يتوقع أن يتعاون الجميع فورا من أجل توضيح تلك المزاعم، عبر تصريحات سريعة وواضحة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية'.

وحتى الوقت الحالي، رفض كل من البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية التعليق على عملية إلقاء القبض على أحد العملاء في وكالة بي إن دي BND الاستخباراتية الألمانية، الذي يبلغ من العمر 31 عاما، الذي اعترف بتسريب وثائق إلى أحد عملاء وكالة الأمن القومي الأمريكية (إن إس إيه NSA)، وذلك وفقا لمصادر استخباراتية وسياسية.

وتتضمن الوثائق التي تم تسريبها معلومات بشأن لجنة برلمانية ألمانية تدرس مزاعم كشف عنها إدوارد سنودن، الموظف السابق بوكالة الأمن القومي، تفيد بأن واشنطن نفذت عمليات تجسس كبرى في ألمانيا، بما في ذلك مراقبة الهاتف الخاص بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

وتهدد تلك القضية بتعميق التوتر في العلاقات بين برلين واشنطن، التي تعرضت لضربة قوية العام الماضي إثر الكشف عن قيام وكالة الأمن القومي الأمريكية بعمليات تجسس ومراقبة واسعة النطاق على ألمانيا.

وتعد عمليات التجسس والمراقبة قضية حساسة في ألمانيا، على خلفية ذكريات متعلقة بالجستابو Gestapo ' الشرطة السرية أثناء حكم النازيين '، وستاسي Stasi ، جهاز مخابرات ألمانيا الشرقية الشيوعية، وهو ما يجعل من الخصوصية حقا ذا قيمة كبرى.

ومن جانبه قال يواخيم غاوك، رئيس ألمانيا، في حوار مع التليفزيون الألماني: إن قضية تجسس وكالة الأمن القومي على ألمانيا ' مثيرة للإزعاج' .

وأردف: إنه 'إذا ثبتت صحة المعلومات التي تفيد أن جهازا استخباراتيا أمريكيا استخدم أحد عملائنا بهذه الطريقة، فإنه يتعين علينا القول: ' إن هذا يكفي '.

ومن جانبه وصف وزير الداخلية الألماني دي ميزير، الذي يعد أحد أقرب وزراء الحكومة الألمانية لميركل، القضية 'بالخطيرة للغاية'، التي يجب التحقيق فيها بصورة كاملة من أجل 'قياس مستوى التجسس المزعوم والإجابة بصورة خاصة عن سؤال عن المتورط في تلك القضية'.

وأشار وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى أنه من مصلحة واشنطن أن تساعد في عملية 'الكشف وتوضيح الحقائق بأسرع وقت ممكن'.

ووفقا لمصادر استخباراتية وسياسية، عرض المشتبه به خدماته على الولايات المتحدة بصورة طوعية، كما أنه تلقى 25 ألف يورو مقابل تسريب 218 وثيقة خاصة بوكالة بي إن دي الاستخباراتية الألمانية لشخصية أمريكية مجهولة الهوية.

وكانت برلين قد طلبت من واشنطن إبرام 'اتفاقية عدم تجسس'، وذلك بعد التسريبات التي كشف عنها سنودن، ولكن الولايات المتحدة لم تكن مستعدة لهذا النوع من الالتزامات. كما أكد مسؤولون ألمان أيضا أنهم يعتمدون على المعلومات الاستخباراتية التي توفرها أجهزة الاستخبارات الأمريكية.
 

الآن- وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك