السفير النصافي يكتب لـ ((الآن)):

زاوية الكتاب

لماذا لم اشارك بمسيرة كرامة وطن؟

كتب 2655 مشاهدات 0


خص السفير السابق جمال النصافي بمقال يشرح فيها اسباب عدم مشاركته بالمسيرات، وننشره أدناه ضمن حرية الآراء هنا:

'لماذا لم أشارك بمسيره كرامه وطن؟؟؟'.
لطالما كنا نرى في الحراك كأي حراك سياسي في العالم فرصه لتحريك المياه الآسنه للدفع بالقوة بالاصلاحات السياسية المطلوبة التي يحتاجها أي مجتمع، سيما وإنه كان يعاني من تفشي الفساد وتوقف عجلة التنمية كمجتمعنا في الكويت، وهي محاولة طبيعية بل وصحية للخروج من أزمته على أن يكون حراكاً وطنياً داخلياً لا تحركه أطرافاً خارجية ولا تطغي عليه مصالحاً خاصة هدفها الرئيسي الوصول للسلطة بأي ثمن!!! لقد شاب الحراك السياسي في الكويت خلال المرحلة الماضية عدة شوائب أثرت بشكل سلبي عليه، منها إحتكار العمل السياسي بمجموعة دون أخرى، وخلق قوى سياسية ما أنزل الله بها من سلطان لايمكن أن تمثل أكثر من عدد القائمين عليها،وسياسة تهميش الآخرين وكيل التهم والتجريح التي ما أنزل الله بها من سلطان لكل من يختلف معك بالرأي ويستقل بموقفه،،،ناهيك عن الشعارات الانتخابية والتفرد بمواقف لتحقيق البطولات الزائفة وإن كان على حساب البلاد والعباد،،،والاهم هو إستغلال الوازع القبلي واسلوب الفزعة القبلية 'وحمية الجاهلية الأولي' لتحقيق الدعم المطلوب والفزعة التي يسهل الوصول لها دغدغة عواطف القبيلة وأفرادها،،،دون الإكتراث بما يشكله ذلك من إنهيار لقيم ومفاهيم المجتمع المدني العصب الرئيسي لدولة المؤسسات التي من المفترض أن يسعى لها أي حراك وطني!!! ولعل هذا العامل كان من أكثر العوامل التي عصفت بالحراك لدينا في الكويت، فسرعان ما انقلب السحر على الساحر وأكلت العصبية بعضها البعض وتبدلت المواقف وتغيرت بلمح البصر،ليست لسبب إنما وحدة الدم لايمكنها يوماً من الايام أن تتوائم مع وحدة الفكر والمنهج،،،ذلك كان من معوقات حراكنا الوطني والذي دفعنا حينها لاتخاذ موقف متحفظ لادراكنا بان العمل الوطني يجب أن يبنى على أسس وطنية صحيحة وتشمل الجميع آخذين بعين الاعتبار مصالح الوطن العامة على مصالحنا الخاصة،،،إنما ما شهدناه من حراك خلال الاسابيع القليلة الماضية كان أشد وطأة علينا من حراكنا ذاك بصورة تشتت فيه القوى الوطنية والشبابية واصحاب الفكر والرأي والذين هم أساس أي حراك وطني حقيقي،،،فهاهو أحد أعمدة النظام ومن خضبت يديه بسلبيات الحكومات المتعاقبه أكثر من إيجابياتها شأنه شأن غيره، يظهر علينا بأشرطة وأوراق،،،كان لابد من حسم مصداقيتها وثم إحالتها للقضاء للبت فيها لمعرفه الخيط الأسود من الأبيض،،،وتجاوزا منا لما أمرنا العلي القدير بالآية الكريمة ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) ﴾
صدق الله العظيم،،،،،اندفع البعض وبسباق محموم وبأسف شديد بحملة صدرت فيها أحكامهم قبل التحقق من صحة ما ورد من أخبار،وإصدار الحكم بشأنها،سباق ضرب فيه الحراك بعنف إن لم يكن دمر لسوء الادارة والتدبير شكلاً ومضموناً،ليتخذ من الحراك 'كحصان طروادة' لهذا القطب ضد ذاك،وضربه بمؤسسات الدولة وتحديداً القضاء وكأنه استباق لحكم متوقع والالتفاف عليه!!!شعارات وأهازيج وإتهامات وشتم وقوائم أسماء ومساس بالذمم والأعراض ،،،تدني في الطرح وإنحدار في القيم والمفاهيم، فهل هذا هو الحراك الشبابي المطلوب؟؟؟وبهذه الوسيلة عرفنا الحقيقة أم طمسناها؟؟؟بل وجيشنا شيوخ الدين لاصدار الفتاوي الناريه لتبيح المحظور وتحظر المباح،بل حتى لو أستطعنا لجعلنا كل مانفعله هو الركن السادس في الاسلام لفعلناه والعياذ بالله!!!،،بلامخافه من الله ولامراعاة لحرمة هذا الشهر الفضيل ولامراعاة للمصالح القومية العليا للبلاد،،،إلى أن طل علينا حساب'كرامة وطن'مجدداً الذي يختفي فجأة وكأنه مسافر خارج البلاد ويعود ليقفز على أحداث الوطن في الداخل ويذهب ضحيته ضحايا من شبابنا الوطني المخلص الذي بات وقودا لتطلعات هذا الحساب المشبوه وطموح شخصي للبعض ممن حصن نفسه وعائلته ونزهها عن المواجهه أو السجن، وهم يدفعون بالشباب للمواجهة دون إكتراث بمصيرهم،،،'كرامه وطن'حساب مجهول الهوية بات مشبوها بالشكوك التي تحوم حول إنتمائه الخارجي وقفزه الدائم على حراك شبابنا من خلال إقتناص الفرص،،،فأسألكم بالله ألا يوجود بيننا عاقل يقف للحظة ليتفكر حول ماهية هذا الحساب؟؟؟وكيف نقبل على أنفسنا أن يسيرنا حساب مثله أم نحن كالامعة. هذا وتبقي لدينا دائماً نقطة الضعف المزمنة التي نلجأ لها دائماً وهي أسهل طريقه لحشد وتجييش الشباب وبأسف كمحرك لنا في فشلنا بالفكر والمنهج ،وهي القبيله،حتى باتت 'صباح الناصر'وأهل صباح الناصر الكرام هم وقود المواجهة بين الدولة والقبيلة، وباتت هي ساحه الوغى لتصفية الحسابات!!!وتناسينا أن قضيه مسلم البراك ومايطرحه قضيه تهم الكويت جميعها بجميع شرائحها ومناطقها،،،إلا أننا حولنا مسار الامور سواء عن خبث أطراف خارجية معروفة أو لجهل أخرين، لصباح الناصر أولقبيله 'مطير' الكريمة تحديداً لنجعلها وأبنائها ضحية أحداث مابين نخوة جاهلية كاذبة وتخطيط ممنهج لابقائها في مواجهة دائمة مع السلطة، وبمعزل عن بقيه مكونات المجتمع!!!وهذا ما يتنافى مع الحقيقة وواقع هذه القبيلة التي لم يذخر أبنائها مالهم وأنفسهم عن التضحية لبلدهم الكويت منذ القدم وهم مكون رئيسي للمجتمع الكويتي، ،،،ولكن شئنا أم أبينا هذا ما أصبح يحدث دائماً وبأسف شديد،رغم كل التبريرات والحجج،،،والضحية هي تلك المنطقة وأهلها الكرام،(رغم أن معظم الشباب الذي تم إعتقاله هم من فئات إجتماعية وقبائل مختلفة)!!!وهذا ماقوض الحراك الشبابي للتخندق كل في قبيلته وطائفته وعائلته،،،أنه من المؤسف والمؤلم أن تطال الشبهات كل مؤسسات الدوله لاستشراء الفساد بكافه جوانبه،ومن المؤلم أن يكون حراكنا ومسعانا مشوه بهذه الصورة وكما لو كان مدبراً كي لا يقوم لهذا الحراك قائمه ولايحقق الاصلاح مبتغاه،إلى ان بات هدم مؤسسات الدولة وأولها القضاء وبهذه الصورة،هو الوسيلة التي يروج لها البعض وإن كان بطرف خفي!!!،،في ظل وضع خليجي حساس للغاية وعلاقات متوترة بين بعض دوله وتحدي إقليمي لعراق باتت تعصف به حرب أهليه يغذيها الصراع الطائفي وتهديدات من تنظيمات إرهابيه للكويت كداعش وغيرها،وحساسية الموقف الايراني وإنعكاساته علينا،،،وضع حتى واشنطن نفسها باتت تستهدفه كساحة لتنفيذ خططها واستراتيجيتها التي لاتخدم سوى العدو الاسرائيلي الذي بات يسرح ويمرح دون حسيب أو رقيب!!! في ظل أنظمة ودول تداعت وانهارت وتشهد شعوبها الويلات،من فوضى تحولت من 'خلاقة لفوضى مدمرة'،، لن نعدد ما نحن فيه من نعمة ،كي لا يتهمنا المتربصون باننا لا نريد التغيير،ولسنا بحاجة لذلك!!!بل سنقول إن ذلك كله ليدعونا للتروي قليلا وتنظيف بيتنا الكويتي من الداخل ورص صفوفنا والعمل بصورة صحيحة لوضع الحراك بصورته الوطنية الصحيحة للدفع بالاصلاح ومكافحة الفساد الذي استشرى وبات وباسف شديد تستغله بعض القوى لتحقيق طموح يتعدى الكويت وأهلها وليس دمار البلاد والعباد فقط،،،،فالحذر كل الحذر فوالله إن الخوف أننا بذلك وبدون أن ندري' نهدر كرامه وطن لانحافظ عليها'،،،،،،،،

 

كتب جمال النفصافي

تعليقات

اكتب تعليقك