حكومتنا قد لا تجد لدى المواطنين فرص أخرى للصبر.. نبيلة العنجري محذرة
زاوية الكتابكتب يوليو 8, 2014, 10:49 م 686 مشاهدات 0
القبس
رؤية / شرارة..!
نبيلة مبارك العنجري
بعد أن كتبت في المقال السابق عن استياء رئيس الوزراء من تأخر الإنجازات وإخفاق الجهات الحكومية في التعامل مع المشاريع المتعثرة، ننتقل اليوم إلى الطرف الآخر في المعادلة، وهو الشعب نفسه، فإذا كان رئيس الوزراء قد وصل إلى حالة الاستياء، فما بالنا بالشعب الذي يقف عاجزاً أمام تردي الخدمات وتفشي الفساد وانتشار البطالة واستفحال الغلاء.
لقد انتظرنا الإصلاح طويلاً، وبين فترة وأخرى نمني أنفسنا بأن تنفذ الحكومة توجيهات وتوصيات صاحب السمو المتكررة، بالتوجه نحو الخطة التنفيذية السريعة، إلا أننا دائماً لا نجد سوى الإخفاقات والسلبيات.
ولا شك أن السبب معروف للجميع، فخلال السنوات الأخيرة الماضية، اتضح جلياً كيف تُهدر ثروات البلد بغير وجه حق من خلال توزيعها على شكل هبات وعطايا متنوعة بين أراض ومزارع وجواخير، أو كأظرف وحقائب ممتلئة بالأموال، فضلا عن فتح أبواب معاملات العلاج في الخارج والتوظيفات والترقيات، وصولاً إلى البعثات والجنسيات. بالإضافة إلى تهريب الديزل وتخريب محطات الكهرباء.. إنه هدر بطريقة فجة ومفضوحة لتحقيق مصالح شخصية وخصومات سياسية بعيداً عن مصلحة الدولة ومستقبل أبنائها.
وبالطبع، هذه العطايا السخية والهبات الكبيرة لا تخرج من الأموال الخاصة لمقدميها، وإنما تنهب من مقدرات البلد وثرواته.. ولا نعلم كيف يحدد أن شخصا ما يستحق هذه العطايا دون غيره، وعلى أي أساس تخرج هذه الهبات من الأموال العامة؟
سنوات طويلة والكويت كأنها مغارة علي بابا، خيراتها تنهب وخزائنها تسرق من دون حسيب أو رقيب، بينما الشعب يتحمل ويصبر.. يعطي الفرصة تلو الأخرى.. يأمل ويسامح ويغفر.. يمني نفسه أحياناً بأن الفرج قريب وأن المتسببين في أزماته سيفيقون من سباتهم ويلتفتون إلى واجبهم أمام الله والتاريخ، وأحياناً أخرى ينظر إلى ما يحدث في الدول حولنا، فيهدأ ويستكين، ويحدث نفسه قائلا: «ايشلنا بالفوضى؟».
أما الحكومة فيبدو أنها تفهم سكوت الشعب وفق هواها، فهي لا تكتفي بتركه يصبر ويتحمل، بل إنها تبادر بين فترة وأخرى إلى إثارته وزعزعة استقراره، وكلما هدأ الشارع عادت الحكومة إلى افتعال الأزمات والقلاقل فتقتل الهدوء، وتطلق شرارة التوتر والفوضى، وترفع وتيرة الصدام.. حتى في شهر رمضان «مو تاركين» الناس يرتاحون، ففي هذه الأيام المباركة ورغم الأحداث الإقليمية المرعبة، يتم حبس مسلم البراك في قضية شائكة، كل الشعب أصبح متلهفاً لمعرفة حقيقتها، كما تم اعتقال مجموعة من الشباب المتحمس، ومواجهة المتظاهرين بالقنابل الدخانية.
لسنا ضد تطبيق القانون على الجميع، لكن ما يثير الاستغراب ويرفع من درجة الدهشة أننا رغم الظروف الإقليمية وخلال هذه الأيام المباركة تصل بنا الحكومة إلى هذه الصدامات، فهل الأمر سوء إدارة وعدم تقدير لخطورة الموقف أم أنه مجرد ستار لإلهائنا عما هو أكبر وأخطر؟!
لقد أوصلت الحكومة الشعب إلى مرحلة غير مسبوقة من ضعف الثقة فيها وفي أتباعها ووعودها وخططها، وإذا لم تبادر بكشف الحقائق ووقف الفساد وتنفيذ الإصلاح، فقد لا تجد لدى المواطنين أي فرص أخرى للصبر والتحمل.. ألا هل بلغت، اللهم فاشهد.
تعليقات