الحكومة مطالبة باستيعاب التغيير في سقف الحريات.. الطراح ناصحاً
زاوية الكتابكتب يوليو 7, 2014, 11:08 م 541 مشاهدات 0
القبس
من الذاكرة / الإصلاح والحريات
خالد أحمد الطراح
تناولت في مقال سابق الفضاء الجديد، وهو عالم تويتر وفيسبوك، إضافة إلى الصحافة الإلكترونية، واستعرضت التحديات وضرورة إدراك الإدارة الحكومية أن قرارات وزارة الإعلام في إيقاف الصحف ليس في مصلحة السلطة التنفيذية وسمعة الكويت الدولية.
إن المشكلة الأساسية لا تكمن في وجود صحافة حرة تبحث عن السبق الصحافي وتحليل ما يجري على الساحة المحلية، فهذا من صلب عملها. فقد اكتسبت الصحافة الكويتية احترام دول ومنظمات إقليمية ودولية لما تتمتع به من مهنية عالية، وأصبحت حالياً في الصف الأول من المدافعين عن الصحافة الكويتية، وضد إغلاقها مهما كانت الأسباب.
المشكلة تكمن في عدم قدرة الإدارة الحكومية على استيعاب التغيير في سقف الحريات، وتقبل أن من المهام الأساسية للصحف الانفراد بالخبر والرأي، مما يجعلها (الصحف) متميزة دون غيرها من حيث التنافس المهني، وأن الظروف لم تعد كالسابق، بل تطورت إلى الأفضل إعلامياً.
أما أساس المشكلة، فينحصر في سخونة الشارع من حين إلى آخر، وتقلبات واضطرابات باتت مستمرة منذ سنوات، وغياب الحلول القاطعة جعلت المواطن يعيش حالة تذمر لما تشهده الساحة من تجاذب وتوتر ومفاجآت غير سارة.
فإلى جانب تردي الخدمات ومعاناة المواطن من روتين مميت، تبرز من بين اليوم والآخر مفاجآت سياسية تصدر من بعض الوزراء، وقرارات تخدم مصالح معينة أو مصالح من رشحهم إلى المنصب الوزاري!
لا شك في أن الحل ليس في تشكيل اللجان وإنما في تعزيز الشفافية والمساءلة السياسية والحسم لجميع الملفات الحكومية.
تمنيت لو كانت المعارضة تعيش حالة اتفاق ووحدة صف بدلاً من حالة التشرذم التي تعاني منها حالياً من أجل أن تلعب دوراً إيجابياً في التوفيق بين الآراء والمواقف المختلفة على جميع المستويات وقطع الطريق على من يريد الإضرار بهذا الوطن.
في عام 1950، أبدى روبرت جاكسون وهو قاض أميركي في المحكمة العليا ومدع عام سابق خلال محاكمات نورمبرغ الشهيرة ملاحظة ضمن حيثيات حكم له مفادها أنه «ليس دور الحكومة منع المواطن من الوقوع في الخطأ، وإنما دور المواطن في إبعاد الحكومة من الوقوع في الخطأ»، مما يعني أن الانتقاد لأداء الحكومة يأتي من باب المساهمة في الإصلاح.
تعليقات