صلاح الفضلي يشبه تصريحات الدكتور القرضاوي عن الغزو الشيعى للسنة كأنها صادرة من أبومصعب الزرقاوي، ويتهمه بالعصبية المذهبية

زاوية الكتاب

كتب 962 مشاهدات 0





الغزو الشيعي للسنة 
 
كتب د. صلاح الفضلي


 
في تصريحات نارية حذر رئيس اتحاد علماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي من «الغزو الشيعي للبلاد السنية»، وقال القرضاوي في تصريحه لجريدة الأيام المصرية من أن خطر الشيعة يكمن في محاولتهم غزو المجتمع السني، لأن السنة –حسب قوله- ليس لديهم حصانة ثقافية، وأسف القرضاوي لأنه «وجد مؤخراً مصريين شيعة»، وفي نهاية تصريحه يدعو القرضاوي علماء السنة إلى «التكاتف» لمواجهة «الغزو الشيعي». لو لم يذكر اسم الشيخ القرضاوي باعتباره صاحب هذه التصريحات لظن من يقرأها أن هذه تصريحات «للشهيد» أبومصعب الزرقاوي. إذا كانت هذه تصريحات من يوصف بشيخ الاعتدال، فماذا ترك إذن لمشايخ التكفير والتطرف الذين يكفرون الشيعة بكرة وعشياً، وكيف يكون الشيعة مسلمين –حسب قول القرضاوي- ثم يحذر من خطر غزوهم للسنة؟!
حسب إحصائية نشرتها مجلة Foreign Affaires  في عددها لشهر يونيو عام 2006 يبلغ عدد الشيعة في الدول الإسلامية 145 مليون نسمة، وهم بذلك يشكلون نسبــــة 15 % من مجموع المسلمين في الدول الإسلامية، والشيعة بهذه النسبة يعتبرون أقلية مقابل الأكثرية السنية في جميع البلدان الإسلامية فيما عدا أربع دول هي إيران والعراق والبحرين وأذربيجان، وبالتالي فالشيعة يمثلون أقلية في محيط من الأغلبية السنية. جرت العادة أن تشعر الأقلية بالخطر من غزو الأغلبية لها، لكن أن تتخوف الأغلبية من غزو الأقلية فهو أمر يثير الاستغراب والدهشة. وعلى أية حال فما الذي سيتغير إذا تشيع مئة مصري أو سوداني أو مغربي هنا أو تسنن مئة إيراني أو عراقي هناك، فالجميع في النهاية غثاء كغثاء السيل كما يقول الحديث الشريف.
في أجواء المنطقة المشحونة بالاحتقان الطائفي والمذهبي كنا نتطلع ونحن في شهر رمضان المبارك أن نستمع إلى أصوات عاقلة من علماء المسلمين تدعو إلى الوحدة بين المسلمين وتحث على التعايش فيما بينهم وتنحية الخلافات التي تفرقهم، لكن يبدو أن العلماء أنفسهم أصابتهم عدوى الحساسية الطائفية فرجعوا إلى عصبيتهم المذهبية وأصبحوا دعاة تحريض وفرقة بدلاً من أن يكونوا دعاة وحدة وتعايش. إذا كان هذا هو حال العلماء فكيف لنا أن نعتب على بسطاء الناس وهم يستمعون إلى علمائهم وهم يصدرون فتاوى التكفير وتصريحات التحريض؟!

 

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك