علي الذايدي يكتب محذراً: العنف لن يولد إلا العنف!
زاوية الكتابكتب يوليو 5, 2014, 10:10 م 774 مشاهدات 0
عالم اليوم
بلا عنوان / بين العنف والحكمة
علي الذايدي
عندما كثر الخارجون على الحجاج الثقفي، وكان كلما أخمد تمردا هنا خرج تمرد آخر هناك، قال له أحد جلسائه الصالحين:
أصلح الله الوالي، إن الرأي الذي يصور لك أن الناس هم عبيد العصا هو الذي أخرج عليك رجالات العرب.
فرد الحجاج: ليس لأبناء اللكيعة عندي إلا السيف.
فقال الرجل: إذا قابل السيف السيف ذهب الخيار.
فرد الحجاج: الخيار يومئذ لله.
فقال الرجل: أجل، ولكنك لا تعلم أين يجعله الله، لك أم عليك؟
انتهى الحوار.
هذا الرجل الصالح من جلساء الحجاج كان ينصحه بعدم اللجوء للقمع والقوة ضد الناس، وكان ينصح الحجاج بالاستماع والتفاوض معهم، وليس إرسال الجيوش عليهم.
ولكن الحجاج كان يرى أن العنف هو السبيل الوحيد لضبط الأمور، ولذلك كثر الخارجون عليه، وكلما أخمد فتنة قامت أخرى.
بينما عندما حكم عمر بن عبد العزيز لم يواجه الخوارج بالقوة، مع أن كل خلفاء بني أمية الذين سبقوه والذين أتوا من بعده كانت بينهم وبين الخوارج وقعات ومعارك ضخمة.
ولكن عمر بن العزيز فضل التفاوض معهم واحتوائهم، و فعلا لم يقم الخوارج بأي حروب ولا أي احتكاك مع الدولة في عهده، وكان دائما يرسل لهم طالبا منهم التفاوض والتفاهم، وأرسلوا له عدة وفود، وكانوا يمدحون سيرته، ولا يرون الخروج عليه.
العنف لن يولد إلا العنف، والحلول العسكرية قد يكون لها نتائج عاجلة وقتية، ولكنها على المدى الطويل لن تكون مجدية في ظل إصرار الشعب على الصدع برأيه، والتعبير عن مواقفه.
لن أطيل في هذا المقال ولكني أختمه بمقوله لرجل قالها للخليفة أبي جعفر المنصور الذي اشتهر عنه القسوة في التعامل مع من يعارضونه، قال له أحد جلسائه يوما:
يا أمير المؤمنين، لأن يطيعك الناس طاعة محبة، خير لك من أن يطيعوك طاعة خوف.
تعليقات