ناصر المطيري يطالب وزير التربية باحتضان الطلبة الفائقين من البدون

زاوية الكتاب

كتب 574 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  /  الفائقون البدون

ناصر المطيري

 

في كل عام تضم قائمة الفائقين في الثانوية العامة أعداداً من الطلبة البدون من أبناء هذا الوطن الذي تنفسوا هواءه ولهجت حناجرهم تحية لعلم الكويت الغالي في كل صباح منذ براءة طفولتهم حتى مقتبل شبابهم فتشربوا الوطن حبا يجري في شرايينهم ثم ارتقوا بالعلم أعلى الدرجات فأهدوا تفوقهم للكويت بنبرة صادقة معبرة تستدر مدامع العيون.. 
مشاعر الإنسان الطبيعي تجاه الفائقين الأوائل من أخواننا البدون تختلط بين الفرحة والشفقة والأمل والحسرة، ويضمر كل منا الدعاء لهم بظهر الغيب أن يفرج كربتهم ويرفع معاناتهم كونهم شباباً متطلعين للمستقبل طامحين للعلم ولخدمة الكويت بإخلاص وعفوية.. 
علينا أن ندرك أن تفوق الطلبة البدون مختلف عن تفوق غيرهم من الكويتيين أو الوافدين العرب لأن الطالب الكويتي أو الوافد أمامه رؤية واضحة المعالم لمستقبله في وطن يكفل له التعليم والعمل، غير أن الوضع مختلف للطالب البدون الذي يتعلم ويكافح ويسهر الليالي في حين أنه يحلم مستقبل غامض مشوش تتيه فيه الخطى وتتبدد الأحلام..
عشرات من الفائقين البدون منذ سنوات مضت حصلوا على نسب عالية لم يتمكنوا من الحصول على مقعد لا في جامعة الكويت ولافي التعليم التطبيقي إلا أعداد قليلة جدا منهم، ووجدوا أنفسهم على رصيف المستقبل بعد أن أصابهم الإحباط وانكسار النفس، هم نجحوا وتفوقوا في كل موادهم الدراسية ولكنهم واجهوا أصعب امتحان في انتمائهم للوطن.. فبقيت الكويت التي يحبونها غصة في نفوسهم، ومهما حاولوا اغتيال أحلامهم فإنهم لن يغتالوا ولاءهم الفطري لأرض الكويت التي خطوا أحرفها على كراريسهم ونقشوا اسمها على مقاعدهم الدراسية.. 
نأمل أن يتبنى وزير التربية مبادرة إنسانية لأحتضان الطلبة الفائقين من البدون وفتح مقاعد الدراسة الجامعية لهم ليشعل بذلك شمعة أمل في طريق كفاحهم ويستثمر عقولهم وطاقاتهم من أجل الكويت..لو فعلها الوزير لوجد جزاءها عند ربه خيرا في الآخرة، وفي الدنيا ثمرة طيبة في أولاده.. 
بل إن من الأمل بالوزير أن ينظر في أوراق هؤلاء الفائقين البدون والعمل على تجنيسهم ليكونوا مكسبا للوطن بدلا من أن تفرط الكويت فيهم فتجني بعض الدول ثمرتهم اليانعة.. نعم أن تكسب الكويت مثل هذه الكفاءات الشابة فهي تطبق التنمية البشرية الحقيقية، فالأوطان تُبنى بالبشر لا بالحجر.

 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك