عبدالعزيز الفضلي يكتب: الإنقلاب في مصر وحصاد عام

زاوية الكتاب

كتب 631 مشاهدات 0


الانقلاب وحصاد عام

الآن وبعد مرور عام على الانقلاب الذي قاده السيسي ضد أول رئيس شرعي منتخب في مصر ، يحق لنا أن نتساءل : هل هذه هي النتائج التي كان يتوقعها معظم من خرجوا في مظاهرات ٣٠ يونيو ؟

تلك المظاهرات التي تبين فيما بعد بأنها كانت مؤامرة دُبّرت بليل ، وأنها كانت تمهيدا لانقلاب عسكري ، وأن الكثير ممن خرجوا في تلك المظاهرات اتضح لهم بعد فوات الأوان بأنهم كانوا مخدوعين ، وأنه من حاول منهم الاعتراض  على ممارسات الانقلابيين بعد ذلك  ، تم تهديده أو اعتقاله أو قتله ، أو أنه استطاع الفرار بجلده كما فعل البرادعي  .

ماذا جنى المصريون بعد انقلاب 3 يوليو ؟

أكثر من 7 آلاف قتيل ونحسبهم عند الله شهداء ، سقط العدد الكبير منهم في المجزرة البشعة أثناء فض إعتصام رابعة والنهضة ، والتي تم فيها حرق الجثث والمساجد والميادين .

هناك عشرات الآلاف من المصابين ومثل عددهم من المعتقلين من خيرة رجال ونساء أهل مصر ،من بينهم 1232 طبيب ، و5000 شيخ من الأزهر ،و 2574 مهندس   ، وأكثر من 200 أستاذ جامعي .

اغتصاب واعتداء على الأعراض لمناهضي الانقلاب ،  ومنها ما أشارت إليه إحدى المنظمات الحقوقية عن تعرض إحدى الفتيات إلى الاغتصاب على يد 14 رجل تابعين للداخلية في إحدى مراكز الاحتجاز  ، ومنها قصة فتاة تم تعليقها عارية والعبث بها ، وإمرأة أخرى متزوجة تم إحضارها أمام زوجها المعتقل وتم خلع بعض ثيابها وتهديد زوجها بالاعتداء عليها جنسيا إن لم يعترف بما لم يقترف .

تم تمزيق المجتمع المصري وزيادة الفرقة بين أبنائه لدرجة وصلت إلى قطع الأرحام حتى بين الأشقاء .

أحكام القضاء المسيّسة ومنها الحكم بالإعدام على أكثر من 2000 معتقل  ،
إغلاق للمساجد والمصليات ، ففي الاسكندرية فقط تم اغلاق أكثر من ألف مسجد ،

انقطاع مستمر للكهرباء  ، نقص في الوقود ،  خسائر في البورصة  وقد أُعلن أنها خسرت خلال الأسبوع الماضي فقط 7 مليارات جنيه .

 خسائر لا تحصى في القطاع السياحي ، وإغلاق لآلاف المصانع ، وتسريح للعمالة مما أدى إلى زيادة البطالة ،  هروب للمستثمرين ، فرار الكثير من معارضي الانقلاب إلى خارج مصر خوفا من الملاحقات الظالمة ، إغلاق للقنوات الفضائية ، تكميم للأفواه لكل معترض على سياسة الإنقلاب ، وحتى لو كان ممن ساهم في نجاح الإنقلاب إعلاميا ، واقرؤوا تصريحات الإعلامي ' باسم يوسف ' مقدم برنامج ' البرنامج ' والذي بمجرد أنه تعرض  لنقد السيسي ، تم إيقاف برنامجه ، وقد صرح بنفسه بأن أحد الأسباب هو تهديد حياته وأسرته للخطر  ، هذه بعض نتائج انقلاب 3 يوليو والقادم أسوأ .

نهاية الانقلاب

يتساءل البعض عن النهاية التي ستصل لها مصر ، وما مصير الانقلاب ؟ وأتمنى أن تقرءوا ما نشرته وكالات الأنباء منتصف الشهر الماضي ، عن نهاية  قادة أحد  الانقلابات  في تركيا ، حيث أصدرت إحدى المحاكم التركية بتاريخ 18 يونيو الماضي حكما بالسجن المؤبد بحق الرئيس التركي السابق ' كنعان إيفيرين ' وقائد القوات الجوية ' تحسين شاهين ' لدورهما في الانقلاب العسكري الذي شهدته تركيا عام 1980  .

ذلك الانقلاب الذي يعتبر الأكثر دموية في تاريخ تركيا ، إذ اعتقل خلاله مئات الآلاف من معارضي الانقلاب ، وحوكم 250  ألف شخص ، وتم إعدام 50  ، كما مات العشرات تحت التعذيب في السجون والمعتقلات ، وفر عشرات الآلاف إلى خارج تركيا.

فهل سينتظر المصريون 34 عاما من المعاناة كي يحاكموا الانقلابيين ؟ أم أنهم سيتعظون من غيرهم ، ويعجّلوا بإسقاط الانقلاب ومحاكمة أركانه ؟

عبدالعزيز صباح الفضلي

الآن - رأي / عبدالعزيز الفضلي

تعليقات

اكتب تعليقك