عن محكمة الشعب!.. يكتب محمد الشيباني
زاوية الكتابكتب يونيو 26, 2014, 12:41 ص 589 مشاهدات 0
القبس
محكمة الشعب..!
د. محمد بن إبراهيم الشيباني
«محكمة الشعب» أو محكمة العقيد فاضل عباس المهداوي المولود في بغداد سنة 1915، والذي اشتهرت محكمته أيام الرئيس العراقي عبدالكريم قاسم. لقد أمعن هذا الرجل في الناس طعناً وتفظيعاً، بل في الدول وملوكها ورؤسائها كما قال باسيل دقاق. يقول المهداوي عن محكمته: «لقد دخلت التاريخ وأصبحت محكمتي على كل شفة ولسان»! ولو كانت منظمة غينيس موجودة آنذاك أو في شهرتها، كما اليوم، لنالت محكمة المهداوي أكبر الأرقام في تاريخ المحاكمات 149 حكماً! محكمة كنا معشر شباب الستينات نسمعها من خلال المذياع العراقي، وكيف كان يحاكم فيها الخصوم ومن يعرفون ويصادقون، وكيف كان يحكم عليهم بالإعدام، وهي الأحكام الأغلب أو الموت في السجون، أما كيف كان يعيش هذا الرجل في بيته وبين زوجته وأولاده السبعة، وكيف يأكل ويشرب وكيف كان ينام، وهو يحمل كل هذه الأوزار، فهذا أمر آخر عجيب وهو ما طرحه مؤلف كتاب «عهد المهداوي» في تساؤلاته، ولاسيما بعد أن تلا المهداوي في جلسة الوداع تلك الأحكام على الزعيم ناظم الطبقجلي. والعقيد الركن مصطفى رفعت الحاج سري، والنقيب الركن داود سيد خليل والمقدم عزيز أحمد شهاب رمياً بالرصاص حتى الموت.
كانت تصلنا جرائد ومجلات العراق آنذاك، ونرى صور المعدومين والمجازر والفوضى التي كانت تجري جراء هذه المحاكمات في العراق، ورخصه بدماء الأحرار من الضباط وغيرهم، كانت فترة قاسم فترة ظلم وطغيان وجحيم لا يطاق للشعب العراقي، فهي حقبة لن تنسى.
لقد سُحق المهداوي وزمرته، بل قائده الذي كان يعطيه الأوامر من خلف أسوار وزارة الدفاع، لا يخرج منها، لقد ذهبت حقبة الاستبداد، وهكذا الأيام ليست لأحد، فالحقيقة لابد أن تظهر ولو بعد حين، والمستبد لابد أن يسقط وتلحقه سمعته إن كانت طيبة أو سيئة، سواء كان حياً أو ميتاً . والله المستعان.
تعليقات